تحقيق صحفي يكشف ممارسات صادمة للحوثيين في تعز 

الأخبار I أخبار محلية

كشف تحقيق صحفي عن ممارسات تقوم بها جماعة الحوثي، في المناطق الخاضعة لسيطرتها بمحافظة تعز، لأدلجة المجتمع وتغيير ثقافته ومعتقداته وطبيعته الديمغرافية، وتستخدم جملة من الأدوات التي تساعدها على نشر أفكارها المفخخة بالطائفية والمذهبية، كما تخدم مشروعها، وتروّج لمذهبها، وتقنع المواطنين بادعاءاتها في حقها الإلهي بالحكم والولاية.

 

وتقوم الجماعة بتوظّف المدارس والمساجد ووسائل الإعلام والمناهج الدراسية وخطباء الجوامع وملازم حسين الحوثي والمخيمات الصيفية والدورات التثقيفية والأنشطة الموسمية والمناسبات الدينية لخدمة أجندتها، وتفخيخ عقول الشباب في تلك المناطق، وتطويعهم للعمل لصالحها، والقتال في صفوفها حسب مواطنين وناشطين.

 

وأحدثت جماعة الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها بتعز فرزاً اجتماعياً، وأعادت تصدير الشخصيات التي تنتسب لبني هاشم، أو ما يُعرف في أوساط الجماعة بسادة آل البيت، إلى واجهة المشهد، وأوكلت إليهم العديد من المهام، بينها: الخطابة في المساجد، والتعليم، وإدارة المدارس، فضلاً عن الانخراط في أوساط المواطنين للترويج لمفاهيمها وأفكارها، وإقناع الشباب والأطفال بالانخراط في صفوفها".

 

وتنفذ الجماعة العديد من الأنشطة، وتحيي المناسبات الدينية الخاصة بها، التي لم يكن يألفها الناس في سنوات ما قبل الحرب، ومن بين تلك المناسبات يوم الغدير وعاشوراء وذكرى كربلاء، وغيرها من الفعاليات التي تجبر المواطنين على حضورها، وتبتزهم بالمساعدات الإغاثية، والضمان الاجتماعي، كما تغريهم بشفاعة الامام علي ودخول الجنة".

 

كما فرضت على مدراء المدارس والمعلمين وطلاب المدارس حضور فعالياتها الدينية والسياسية، كما أجبرتهم على تأدية الصرخة بشكل جماعي والاستماع لخطب عبدالملك الحوثي عبر شاشاتها المتلفزة، التي نصبتها في عدد من المدارس، كما تدخلت في مختلف الأنشطة المدرسية والاختبارات والمسابقات، التي لا تخلو من الأسئلة المتعلقة بخطب زعيمها وشعاراتها وملازم حسين الحوثي التي توزعها بكميات كبيرة.

 

يقول الباحث اليمني نبيل البكيري "إن خطورة ما تقوم به جماعة الحوثي في المناطق التي تسيطر عليها في تعز وإب وغيرها من المناطق هو قيامها بعمل منظّم لتغيير الهوية المذهبية لأبناء تلك المناطق".

 

ويوضح أن الحوثيين "يسعون بكل قوة في التدخل بكل تفاصيل هذه المجتمعات، وفرض نمط واحد من المذهبية الزيدية المتطرّفة، وفرض ذلك على النشء من خلال الجوامع والمدارس والمراكز الصيفية، التي يتم فيها غسل أدمغة الأطفال بالخرافات الطائفية".

 

وتقود جماعة الحوثي مساعي متواصلة لتغيير التركيبة الديمغرافية في المناطق التي تسيطر عليها، من خلال إحلال سكان جدد من العناصر الموالية لها، والمنخرطة في مشروعها، وخصوصاً القادمين من محافظة صعدة، وغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يلاحظ في مدينة إب والحوبان، وغيرها من المناطق التي سيطرت فيها الجماعة على الأراضي، وعلى المساكن، وطردت منها سكانها الأصليين، وذلك بطرق عدة، واستخدام الترغيب والترهيب، حسب البكيري.

 

ويوضح الصحفي سامي نعمان أن جماعة الحوثي "تسعى نحو تطييف المجتمع بشكل عام، لخدمة أجندتها، واستقطاب مقاتلين وحراس لمشروعها، خصوصاً ممن يتجرأون على قتل أقرب الناس إليهم في حال خالفوهم".

 

ويضيف "تسعى الجماعة أيضاً لخلق أسباب توتر وعنف مستدام، يصعب معه التعايش في حال حدوث أي تغيير في موازين القوى مستقبلاً