حضرموت.. اجراء عملية الاستلام والتسليم بين المحافظ السابق والجديد و الأول يوكد على هذا الأمر 

الأخبار I أخبار محلية

أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، أن حضرموت أمامها فرصة ذهبية لتحقيق آمال مواطنيها والمتمثلة في بناء تجربة وطنية تسهم في إثراء البناء المؤسسي للوطن بصورة عامة.

 

وقال النائب البحسني، خلال مراسم الاستلام والتسليم بينه وبين محافظ حضرموت الجديد مبخوت مبارك بن ماضي، وبحضور عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، والأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت، ووكلاء المحافظة والوكلاء المساعدين ومدراء المكاتب التنفيذية وممثلي وسائل الإعلام، "إن بناء المؤسسات على أسسٍ قانونية وديمقراطية قد سنحت لها فرصة فريدة في هذه الظروف رغم أن الوطن يعيش حالة حرب مع الانقلابيين الحوثيين، وهذا يضع علينا جميعاً مسؤولية كبيرة يجب أن تختفي أمامها روح الأنانية وحب الذات وتحل محلها روح المحبة والتعاون والتعاضد، وروح العمل كفريق واحد على مختلف المستويات والوقوف إلى جانب المسؤول الأول في المحافظة في هذه الظروف ونبذ كل الخلافات، والسمو عالياً فوق كل ما يفرّق أبناء حضرموت على مستوى القيادة والقاعدة".

 

وأضاف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي مخاطبًا أبناء حضرموت "نحن على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل استعادة الدولة وبناء مؤسساتها الأمر الذي يستدعي منا مزيدا من التعاون والتماسك لكي نصل إلى تحقيق ما يصبوا إليه أهلنا الصابرون في حضرموت من تقدم ورقي وازدهار في كافة المجالات وخصوصا المجال الخدمي والاقتصادي.

 

وعبّر عن شكره الجزيل لله العلي القدير، على توفيقه وإعانته لقيادة دفة المحافظة عسكرياً وامنيًا ومدنيًا في ظل ظروف استثنائية، والحفاظ على أمنها واستقرارها الذي صار نموذجًا يحتذى به ويشاد به من قبل كل الزائرين من بقية المحافظات الأخرى، حتى صارت حضرموت قبلة للآمنين، مشيرًا إلى أن هذا الأمن لم يتحقق إلا بفضل الله ثم التضحيات العظيمة التي قدمها جنودنا البواسل في ميادين الشرف والعزة، وتجنيب حضرموت من الصراعات والتصادمات والمواجهات المسلحة التي تعاني منها بعض المحافظات الأخرى، حاثًا بالحفاظ على هذا الأمن والاستقرار ووضعه في حدقات الأعين.

 

كما قدّم النائب البحسني شكره العميق لكل الخيرين في محافظة حضرموت الذين وقفوا مع قيادة السلطة المحلية بالمحافظة السابقة في قيادة مسيرة البناء والعطاء من وكلاء ومدراء عموم، وقيادات عسكرية وأمنية ومدنية ومستشارين، الذين كانوا اكبر عونًا بعد الله في رسم الخطط ومتابعة المشاريع التنموية التي تم انجازها وتحقيقها، من اجل النهوض والارتقاء بالمحافظة لمستوى أفضل.

 

وبعث نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال كلمته رسالة إلى أهالي حضرموت الصابرين قال فيها: "أننا لن نخذلكم أبدًا وسنكون سندًا وعونًا لكم بعد الله تعالى في أي موقع أو منصب نستطيع أن نخدم المحافظة ونخدمكم فيه، وأن نكون خير معين للمحافظ الجديد في مواصلة مسيرة الارتقاء والعطاء بالمحافظة إلى المستوى الذي يأمله المواطنين، ونؤكد لكم أننا سنعمل معه جنبا إلى جنب في سبيل تحسين الأوضاع ما استطعنا إلى ذلك سبيلا"، موصيًا إياهم بالالتفاف حول محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي، وراجيًا له التوفيق لكل خير والشد من أزره، وأوصى المحافظ بالتحلي بالصدق والأمانة وتحمل المسؤولية تجاه أهله وان يعمل بتفاني وجد واجتهاد للخروج بالمحافظة إلى بر الأمان وتجنيبها أي صراعات جانبية، وسامح البحسني كل من تحدث عنه بإساءة وألفاظ مشينة بجهل لعدم علمه بحقيقة الأشياء.

 

واستعرض اللواء الركن البحسني ما تم إنشاءه خلال الفترة الماضية من قوة عسكرية وأمنية من أبناء هذا الوطن على أسس علمية وقانونية وتتمتع بروح معنوية عالية، بفضل الروح التي عَمِل بها القادة العسكريين والأمنيين على مختلف المستويات، فكانت كلمتهم موحدة عندما ظهرت بعض النوايا التي كانت تستهدف جر حضرموت نحو اليمين أو اليسار، حتى أصبح اليوم البناء العسكري والأمني في المحافظة دون شك مؤسس تأسيسًا سليمًا في مختلف ربوع الوطن، منوهًا بالتعاون الوثيق مع قيادة قوات التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في اتخاذ القرار الصائب والمتمثل في بناء قوة عسكرية من مختلف مديريات حضرموت تخضع لتدريبٍ عالي في منطقة الربع الخالي بعيداً عن الأنظار وبعيداً عن عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، والأفكار التي دُرست ووُضعِتْ لكيفية تحرير ساحل حضرموت من قوى الإرهاب التي تمكنت من السيطرة على الساحل لمدة عام، وبعد اقتناع قيادة التحالف وقيادة الشرعية والقيادة العسكرية الحضرمية أن هذه القوة جاهزة لخوض المعركة بنجاح اتخذ قرار معركة تحرير مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت في الرابع والعشرين من أبريل 2016م ونفّذت بنجاح.

 

وأوضح أن معركة التحرير تكللت بالنجاح في أقل من 48 ساعة، وفوجئ العالم بهذا النجاح الباهر بقدرة هذه القوة واسهامها في الحرب على الارهاب، مستعرضًا مرحلة تثبيت الأمن وهي أصعب واعقد مرحلة، حيث نفّذ تنظيم القاعدة في رمضان الأول بعد التحرير ومع أذان المغرب، عدّة عمليات غادرة وجبانة استهدفت بوابة عسكرية في معسكر لواء الريان بفوه ونقطة باشريف في المكلا ونقطة الجسر الصيني استشهد خلالها 30 شهيداً، لافتًا إلى أن هذا الأمر كان مفجعاً بالنسبة للقيادة، ولكن تم مراجعة جميع الخطط، وإعداد خُطة أمنية محكمة وانتشارًا أمنيًا واسعًا، لوضع حدًا لهذه الهجمات الإرهابية، وعقبتها تنفيذ عمليات عسكرية تمثلت بتحرير وادي المسيني عبر تنفيذ عملية الجبال السود بالتعاون مع قوات التحالف العربي.

 

كما تطرق إلى المنجزات التي تحققت في المجال العسكري والأمني، من خلال إنشاء كلية الشرطة كصرحًا تعليميًا يضم ميادين للتدريب ومبانٍ تعليمية وسكنية ومرافق أخرى وهيئة تدريس، تجعل من هذه الكلية لا تقل مستوى عن الكليات في الوطن العربي، إلى جانب بناء سكنات للضباط والأفراد في مجمل المعسكرات التي تتمركز فيها القوات العسكرية حاليًا، وبناء مدرسة قتال تابعة للمنطقة العسكرية الثانية وهي بمثابة الكلية، حيث تعقد فيها دورات إنعاشية للضباط وصف الضباط ودورات للجنود المستجدين، وفرضت ظروف فيروس كورونا ضرورة إنشاء مستشفى عسكري وتم إنشاء ذلك المستشفى في وقتٍ قياسي، كما تم إنشاء مستشفى ميداني في معسكر الريان بطاقة استيعابية تصل إلى خمسمائة سرير، ومنذ سنين يجري العمل على إنشاء المجمع السياحي لنادي الضباط في منطقة خلف وهذه التجربة فريدة أقدمت عليها قيادة المنطقة العسكرية الثانية. 

 

وأكد النائب البحسني أن قيادة الأمن والشرطة بحضرموت حظيت بعناية كبيرة، من خلال تنفيذ برنامج استمر لمدة عام لإعادة تأهيل وتدريب الضباط وصف الضباط، وإعادة بناء مراكز الشرطة وتزويدها بأحدث الأجهزة ووسائل الاتصال، من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، ونتج عن ذلك تسليح وتدريب هذه القوة وتزويدها بالمعدات ووسائل النقل لمكافحة الكوارث والمخاطر، حيث تحصلت حضرموت على ما يقارب 276 آلية، وكان مشروع النصب التذكاري للشهداء من أهم المشاريع التي تقف اليوم بشموخ لتخليد شهداء حضرموت، وأصبح معلمًا كبيرًا من معالم مدينة المكلا.

 

وقال البحسني "ستذكرون أيها الأخوة الستة عشرة نقطة التي تضمنت تنمية كافة القطاعات، فأكدت في أكثر من مناسبة أنه لا يمكن الاهتمام بتنمية قطاعات على حساب قطاعات أخرى معينة، فلذلك كانت التنمية في حضرموت شاملة وفقاً والإمكانيات المتاحة، فنال قطاع التربية والتعليم النصيب الأسد، حيث تم التعاقد مع أكثر من عشرين ألف معلم في الساحل والوادي، وأكثر من خمسين ثانوية دخلت الخدمة في المناطق الريفية، كما بنيت اثنا عشر روضة جديدة، وتم العمل على التسويات وبدل المواصلات، إلى جانب دعم السلطة المحلية لميزانية جامعة حضرموت بأربعين مليون يمني شهرياً، ودعم جامعة سيئون بعشرين مليون ريال يمني، ودفع رواتب لأكثر من 60 مرفق حكومي في الساحل والوادي بأكثر من مليار و350 مليون ريال يمني بدل مواصلات ورواتب للمعلمين.

 

وبيّن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي حجم دعم السلطة المحلية للقطاعات الأخرى، إذ تقدم في القطاع الصحي دعمًا كمساعدة للعلاج في الخارج والداخل لعدد 200 مريض شهريًا، ودعم ميزانيات المستشفيات الحكومية، وفي قطاع الكهرباء تم إنشاء محطة غازية بقدرة 75 ميقا تخدم الوادي والصحراء، كما تم إنشاء محطة الشحر بقدرة 40 ميقا، مستعرضًا أبرز المشاريع في قطاع الطرقات والتي أهمها طريق رسب ساه، والطريق الدائري للقطن، وطريق المعدي، والفرضحة رحاب، وطريق الضليعة، وإعادة تأهيل الشوارع الداخلية لمدينة المكلا، إلى جانب بناء الجسور، ومنها جسر المعابر، والنوبة.

 

وفي القطاع الإعلامي والثقافي تم بناء قناة حضرموت على أسس وتجهيزات حديثة، كما تم تأهيل مبنى إذاعة المكلا الجديد بالتجهيزات والمعدات الحديثة بعد أن دُمّر المبنى القديم بالكامل ولم يعد صالحاً للعمل، كما تم ترميم الجزء الكبير للقصر السلطاني وتم العمل على فتح متحف المكلا بعد أن دُمّر ونُهبت ممتلكاته، وتم بناء المسرح الوطني على أسس حديثة، كما تم الاهتمام بالمواقع الأثرية فتم إعادة ترميم وتأهيل المدرسة الوسطى بغيل باوزير (المركز الثقافي)، وترميم وإعادة تأهيل حصن الغويزي، ومتحف الفقيد حسين أبوبكر المحضار بالشحر، كما تم الاهتمام بنظافة وتزيين المدن.

 

وأضاف النائب البحسني في كلمته، " أن قطاع الاستثمار بحضرموت اعطي اهتمامًا غير عاديًا وهٌيأت الظروف ليقتنع المستثمرون بالعمل في هذه المحافظة، فأقبلوا على مشاريع سياحية واقتصادية، منها ثلاثة مصانع للغلال، وأكثر من ثلاثة مصانع لمواد البناء، وافتتاح أكبر مصنع لتعليب الأسماك في مدينة الشحر، ومشاريع سياحية مختلفة"، مشيرًا إلى أن قطاع الشباب والرياضة تم إيلائه حيزًا من الاهتمام، إذ تم إعادة وتأهيل وتعشيب معلب الشهيد بارادم في مدينة المكلا، وملعب سيئون وعدة ملاعب أخرى في الساحل والوادي، إلى جانب دعم الأندية الرياضية، وتقديم الحوافز للمتفوقين من الأندية والأفراد لإظهار حضرموت على الخارطة الرياضية للوطن بشكل مشرّف، كما تم إنشاء صندوق الشباب لدعم المشاريع الفردية والجماعية للشباب وحقق هذا الصندوق نجاحات كبيرة عندما ضاقت الأحوال المعيشية على المواطنين معدومي الدخل، حيث استفاد من الصندوق أكثر من 28 ألف أسرة، إذ تدعم السلطة المحلية هذا الصندوق شهرياً بمبلغ وقدرة 750 مليون ريال يمني، كما بيّن حجم الدعم للمرأة والدفع بها إلى مراكز قيادية متقدمة، حيث استحدث منصب وكيل لشؤون المرأة ودُعمت المرأة لحضور الأنشطة الدولية والعربية والمحلية بدعم من السلطة المحلية وتبوأن النساء أكثر من سبعة مواقع قيادية. 

 

واختتم البحسني كلمته قائلًا "انه أمام هذه المنجزات العظيمة يجب الاعتراف أن الأمن والأمان والتنمية وتطبيع واستقرار الحياة لم يكن ممكناً إلاّ بفضل الله سبحانه وتعالى ودول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة فهذا يجب أن يخلّد في التاريخ ولا يجب أن ننساه أو تتجاهله الأجيال القادمة بأي حال من الأحوال، لقد سمعنا هناك أصوات نشاز لبعض القوى وفي بعض الأوقات تود الإساءة إلى الدور العظيم للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن، ونحن قد خضنا معارك جنباً إلى جنب مع أخوة قادة عسكريون من دولة الإمارات العربية المتحدة وكانوا في الخط الأول وكانوا يتمتعون بشجاعة عالية وكانوا حريصين جداً على يتم تحقيق النصر بأقل الخسائر، فتحية لهؤلاء الأبطال الذين تميزوا في الأداء فكانت لهم البصمة الكبيرة في تحقيق كل انتصارات حضرموت وفي تقديم يد العون والمساعدة، وتحية للشهداء من أبناء هذه الأرض الطيبة التي روت دماءهم أرض حضرموت وتحية لكل من يقف اليوم لأداء الواجب العسكري والأمني وتمتع بروح وطنية عالية متحدياً كل الصعاب والمعوقات.

 

من جانبه أشار محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي إلى أن العمل في قيادة السلطة المحلية بحضرموت مسؤولية كبيرة، مستعينًا بالله في مهامه الجديدة، وآملًا دعم مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس، الذين منحوه الثقة لإدارة شؤون المحافظة، ومعولًا على أبناء المحافظة بالالتفاف خلف القيادة الجديدة والعمل بروح الفريق الواحد.

 

وعبّر المحافظ بن ماضي عن خالص شكره وتقديره لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ حضرموت السابق اللواء الركن فرج سالمين البحسني على كل الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده وأثناء تولية إدارة المحافظة، التي لا يستطيع أيًا كان إنكارها، وفي مقدمتها تأسيس قوات النخبة الحضرمية التي يفخر بها الجميع، والتي ستحظى برعاية واهتمام قيادة السلطة المحلية للحفاظ عليها، مؤكدًا أنه سيواصل عمله من آخر محطة توقف عنها المحافظ السابق، وأن شعار السلطة المحلية خلال المرحلة القادمة سيكون حضرموت أولًا.

 

وعقب ذلك، قام النائب البحسني، والمحافظ بن ماضي، بزيارة إلى مقر قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، وطافا بمكاتبها وأقسامها، وكذا المبنى الجديد الذي تم افتتاحه مؤخرًا الخاص بسكن الضباط والجنود لكتيبة حماية المحافظ.

 

من*المكتب الإعلامي