تحت شعار "نحو تكامل زراعي عربي لاستدامة الأمن الغذائي والتغلب على التحديات المعاصرة"، شاركت بلادنا ممثلة بمعالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم عبدالله السقطري، في فعاليات يوم الزراعة العربي الذي يصادف الـ 27 من شهر سبتمبر / أيلول الجاري، التي انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، في العاصمة السودانية الخرطوم، بتنظيم من المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وبالتعاون مع وزراء الزراعة العرب وجامعة الدول العربية.
وألقى الوزير السقطري كلمة في الفعالية ، عن طريق الفضاء الإلكتروني"الزوم" رحب في مستهلها بسعادته في هذه الفعالية وقدم التحايا لكافة المشاركين.
وقال الوزير السقطري في كلمته : " يعيش القطاع الزراعي في معظم الدول العربية تحديات كثيرة، وفي بلادنا على وجه الخصوص، حيث أصيب القطاع خلال سنوات الحرب بعدة أزمات تكبد خلالها خسائر فادحة، إذ بلغت نسبة الأضرار التي لحقت به بنحو 80 %، تأثر خلالها أكثر من مليوني من سكان البلاد الذين يعملون فى قطاع الزراعة، ويشكّلون أكثر من نصف القوى العاملة في البلاد، ما جعله قطاع مؤثراً في حياة الناس والمجتمع، وليس هذا فحسب، بل إن الحرب عملت على تدمير البنية التحتية للقطاع الزراعي ومنشآته الزراعية كمشاتل البن ومستلزمات الإنتاج وغيرها، وقطعت الطرق بين المدن، ما أدى إلى صعوبة توصيل المنتجات الزراعية لبيعها وتسويقها، وهذا بحد ذاته شكل عائقا وتحديا كبيرا أمام المزارعين".
وتابع: "نحن اليوم أمام مشكلة انعدام الأمن الغذائي بأعتبارها احدى أكثر تحديات التنمية البشرية إلحاحا التي تواجه الدول العربية، وبلادنا التي تعتمد وبشكل كبير على الواردات لتلبية متطلبات الاستهلاك المحلي للقمح، وهو العنصر الأساسي، في حين أن القطاع الزراعي في بلادنا لا يوفر سوى من 15% إلى 20% من احتياجات المجتمع الغذائية، بسبب محدودية الأراضي الزراعية وموارد المياه والممارسات الزراعية السيئة التي تفاقمت بسبب سنوات الحرب وارتفاع أسعار الوقود وندرة المياه، وبين إعتماد الأسرة المرتفع على الواردات الغذائية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض الدخل بشكل كبير، كل ذلك له تأثير مدمر على حياة الناس، لهذا يجب علينا أن نقف وقفة جادة لتحويل اخفاقات الماضي إلى قصص نجاح من خلال تعزيز آليات تنسيق العمل الزراعي العربي المشترك، وتسخير التقنيات والابتكارات الحديثة لخدمة القطاع الزراعي، ولنجعل من اليوم الزراعي العربي يوما مميزا مضيئا في سماء وطننا العربي، ولنروي بجهدنا سنابل الخير، ولنمضي قدما نحو اكتفاء ذاتي زراعي عربي تكاملي من المحيط إلى الخليج، من خلال تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي في الوقت الحالي، لمنع إنتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد، من خلال زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وتعزيز النظم الغذائية الزراعية على المستوى المحلي، وإنشاء سلاسل القيمة الزراعية على المستوى الوطني".
وأضاف الوزير السقطري: " أشد على يد إخوتي وزراء الزراعة العرب بضرورة مضاعفة جهودهم لتطوير العمل العربي المشترك تحت مظلة الجامعة العربية".
وثمن السقطري، دعم المنظمة العربية للتنمية الزراعية والقطاع الزراعي في معظم الدول العربية "دعم فني ولوجستي وبحثي خلال الخمسين العام الماضية وفق أسس علمية"، كما ثمن عملها على استغلال موارد القطاع الزراعي في معظم البلدان العربية وتنمية موارده الطبيعية والبشرية، مشيرا إلى أن ذلك يدل على حرصها على تطوير القطاع الزراعي والعمل على نهضته، من خلال تحسين ظروف العمل فيه والاستفادة من تبادل الخبرات الزراعية بين الدول والبلدان العربية.
من جانبه أوضح مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور البروفسور إبراهيم الدخيري، أن الإحتفال بيوم الزراعة العربي، هو عرض شامل للوضع الراهن للقطاع الزراعي في الدول العربية والقضايا المرتبطة بتنمية وتوسعة إنتاجه والتعرف على التحديات والمعوقات والمشكلات التي يواجهها، ووضع الحلول المناسبة لها، وأيضا التعرف على المناخ والبيئة الإستثمارية للقطاع الزراعي، علاوة على عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع مع التركيز على دوره في الأمن الغذائي العربي.
وأوصى الدكتور الدخيري بضرورة زيادة الرأسمال العربي للإستثمار في القطاع الزراعي، عن طريق منح المستثمرين التسهيلات والامتيازات والضمانات المشجعة والمحفزة على الاستثمار في القطاع الزراعي، إضافة إلى تشجيع التبادل التجاري للمنتجات الزراعية بين الدول العربية، ودعم برامج البحوث والدراسات الزراعية التطبيقية المشتركة، بما يؤدي إلى تعزيز ودعم الأمن الغذائي العربي من خلال الإستثمار في استصلاح الأراضى الزراعية والتوسع في زراعة القمح.
يذكر أن هذه الفعالية تأتي أيضا بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيس المنظمة العربية للتنمية الزراعية التي تحتفل اليوم بـ "اليوبيل الذهبي.