نص كلمة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة 

الأخبار I أخبار محلية

نص كلمة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة 

اخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي،،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،

معالي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،، أصحاب المعالي والسعادة،،

الحضور جميعا،،

أود في البداية أن أعرب عن خالص التقدير وأصدق التهاني لجمهورية مصر العربية على حسن التنظيم والاستضافة لهذه القمة الرفيعة، والشكر موصول للأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش على جهوده المنسقة مع الأطراف المعنية من أجل حماية كوكبنا.

 

الإخوة والأخوات الحضور جميعا..

تجتمع دولنا اليوم في ظل تحديات متعددة من أزمة الغذاء، إلى ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، إلى الحروب المشتعلة حول العالم، لكننا ندرك أن تداعيات التغير المناخي هو التحدي الأخطر، خصوصا في البلدان التي تعاني من نزاعات مسلحة.

 

ورغم أن اليمن هو الأقل مساهمة في الانبعاثات المتسببة بظاهرة التغير المناخي، إلا أنه يأتي في صدارة الدول المتأثرة بتأثيراتها السلبية.

 

ولا شك أن الصورة القاتمة التي تحملها إليكم التقارير بشأن اثار التغيرات المناخية في اليمن ستكون أكثر تفصيلا في إطار النقاشات الموسعة ضمن أعمال هذه القمة.

 

ولكن دعوني أشير هنا إلى بعض ملامح تلك الصورة التي تتوقع نضوب المياه الجوفية بما فيها الأودية الرئيسية في البلاد، فضلا عن مخاطر إرتفاع منسوب مياه البحر في الأحواض القريبة من المناطق الساحلية الممتدة بنحو 2400 كم، ما يشكل تهديدا خطيرا لحياة ومعيشة السكان والاقتصاد الوطني.

 

إن بلدنا كان على الدوام أحد أكثر بلدان المنطقة المهددة بالجفاف، ما يمثل مصدرا آخر للاقتتال الأهلي على الماء، والأرض، حيث يعتمد أكثر من 72 بالمائة من السكان على النشاط الزراعي الذي تنخفض انتاجيته بشكل كبير.

 

وقد ساهمت التغيرات المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة واضطراب المواسم المطيرة في انتشار المستنقعات، نتيجة الفيضانات، والسيول التي تؤدي إلى فقدان آلاف الأرواح، بأمراض كان يمكن علاجها، أو الوقاية منها.

 

 وإضافة إلى ذلك فإن مقوماتنا البيئية والسياحية، تتعرض لآثار مدمرة جراء هذه التغيرات في ظل انهيار شبكة الحماية الحكومية تحت وطأة الحرب التي اشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وهو ما يتطلب التسريع بتعهدات خفض الانبعاثات، وبناء القدرات على التكيف ومضاعفة التمويلات لهذا الغرض، وقبل ذلك تعزيز فرص السلام بموجب قرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات ذات الصلة.

 

الإخوة والأخوات،،

إننا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على إدراك تام بهذه التداعيات الخطرة للتغيرات المناخية، كما نعي بنفس القدر واجباتنا المشتركة للحد من تأثيراتها، ولكني على ثقة أنكم أيضا على دراية عميقة بالطريق الأضمن لإحداث التحول في هذا المسار.

 

إنه طريق السلام وإنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة الوطنية العضو في الأمم المتحدة، وتمكينها من إدارة حصتها العادلة من المبادرة التمويلية للدول النامية والأقل نموا لمواجهة تحديات المناخ، والحد من نتائج الممارسات التدميرية التي تنتهجها المليشيات الإرهابية، بما في ذلك تحويل البلاد إلى أكبر حقل للألغام منذ الحرب العالمية الثانية، والمماطلة في إنهاء خطر الإنسكاب النفطي المحتمل من الخزان العائم صافر الذي يهدد بأعظم كارثة بيئية في العالم.

 

وبالنسبة لليمنيين، فإن هذا الجمع الموقر، يتحمل مسؤوليات متداخلة تتلخص بمساعدة الحكومة اليمنية على بناء قدراتها، وإعادة إعمار مؤسساتها، وردع تهديدات المليشيات الارهابية المدعومة من النظام الإيراني لأمن واستقرار البلاد، وخطوط الملاحة الدولية وامدادات الطاقة العالمية.

 

 ومن جانبنا كما تعلمون فقد ذهبنا إلى ابعد مدى في التعاطي مع جهود السلام كافة، سعيا منا إلى تخفيف المعاناة الإنسانية، وإعادة اليمن إلى مساره الطبيعي كعضو فاعل في محيطه الإقليمي والدولي، لكن المليشيات الارهابية وقفت على الدوام عائقا أمام فرص التقدم في جهود السلام، وآخرها رفض تجديد الهدنة الانسانية، واستهداف المنشآت النفطية والملاحية في محافظتي حضرموت وشبوة، والتهديد بتوسيع هذه الهجمات عبر الحدود بمنطقة تقع في قلب الممرات التجارية الرئيسية في العالم.

 

الإخوة والأخوات؛؛

إن القرارات التي ستتخذونها في هذه القمة من شأنها أن تؤثر إيجابا على حياة ملايين اليمنيين الذين فقدوا نصف ناتجهم القومي المقدر بنحو 126 مليار دولار خلال الثمان سنوات الماضية، ناهيكم عن الدمار الهائل، ومخيمات النزوح المكتظة، والخدمات التي لا تعمل سوى بأقل من نصف طاقتها.

 

وإنها لمناسبة جيدة أن نجدد الشكر والثناء للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم المقدرة في التخفيف من حدة الكارثة، ومنع انهيار شامل لمؤسسات الدولة التي تستجيب اليوم لجهودكم في الحد من أضرار التغيرات المناخية على مختلف المستويات.

 

كما نشيد في هذه المناسبة بالمبادرات الدولية والإقليمية في السياق المناخي وعلى وجه الخصوص مبادرة الشرق الأوسط الاخضر التي أعلنتها المملكة العربية السعودية الشقيقة بهدف الوصول إلى تخفيضات قياسية في الانبعاثات الكربونية، كما ندعم مبادرة جمهورية مصر العربية للتكيف والقدرة على الصمود في قطاع المياه.

 

الأخوات والإخوة؛؛

إن الحضارة الانسانية مدينة لليمن بأشياء كثيرة باعتباره حلقة هامة من حلقات التراث البيئي العالمي، وقد آن الآوان للاستجابة إلى نداءات الأمهات والآباء الذين يتوقون رؤية أبنائهم يمضون دون خوف نحو مستقبل حافل بالأمل، والحيلولة دون تدمير إرثهم الحضاري والبيئي العريق.

 

ولهذا أنا هنا اليوم لأطلب منكم آلية سريعة لإنهاء معاناة الشعب اليمني وبناء مدنه المدمرة، وحماية تنوعه الحيوي وموارده البيئية، واستعادة وهج ثقافته المفعمة بالحياة.

 

كل الشكر لكم مجددا أخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكل التمنيات أن يفضي مؤتمرنا الرفيع هذا إلى قرارات مشجعة لمصلحة شعوبنا وكوكبنا.

 

وإذ نثمن للأمم المتحدة الدعم المستمر لرئاسة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين الخاص بتغير المناخ، فإننا نتطلع أيضا إلى دعم دولة الامارات العربية المتحدة لتنظيم المؤتمر الثامن والعشرين، كما نؤيد مبادرة الرئيس السيسي لوقف الحرب في أوكرانيا، لما في ذلك من أهمية للأمن والسلم الدوليين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته