قال رئيس البرلماني اليمني سلطان البركاني ان اعتراضا أمريكيا أوقف تقدما للجيش التابع للحكومة من دخول العاصمة صنعاء قبل سنوات .
وكان البركاني يتحدث امس خلال حفل اقامته المقاومة الوطنية في ذكرى استشهاد الرئيس صالح بالمخا.
وكشف رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، عن توجيهات أمريكية قال إنها منعت تقدم الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، نحو العاصمة اليمنية صنعاء وتحريرها من أيدي ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بعد أن كانت القوات الحكومية على مشارفها مطلع العام 2016.
وقال البركاني: "حينما كان الجيش الوطني يحقق الانتصارات ويزحف على صنعاء (من نهم)، أبلغ السفير الأمريكي آنذاك رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد بن دغر، بأن صنعاء خطٌ أحمر"، وكانت قوات الجيش والمقاومة قد تقدمت مطلع العام 2016 وبإسناد من التحالف إلى مشارف صنعاء في مديرية نهم، لتتوقف المعارك هناك وتتحول الى التوسع أفقياً بدلاً من الاتجاه نحو العاصمة قبل أن تتراجع نحو مارب مطلع العام 2020.
وهاجم رئيس البرلمان المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، متهما إياهم بالتواطؤ لصالح ميليشيا الحوثي طيلة سنوات الحرب، واصفاً "اتفاق السويد" المبرم برعاية غربية بين الحكومة والحوثيين أواخر عام 2018 بـ"وثيقة الغدر، ولعنة ستوكهولم"، التي أنقذت الميليشيا الإرهابية، مضيفاً: "هذه الدول تنقذ ميليشيا الحوثي، كلما أشرفت على الزوال، من ستوكهولم إلى فرضة نهم".
وأشار البركاني إلى تدليل المجتمع الدولي للميليشيا، وقال: "هاهم اليوم يمدون الحوثي بكل سبل النجاة بالرغم أنه لم ينفذ بنداً واحداً من اتفاق ستوكهولم"، وأضاف: "لم نسمع لأصدقائنا في الغرب موقفاً صادقاً يكبح جماح المستهتر والمتخلف، بل على العكس يدللونه رغم أنه جعل اتفاق ستوكهولم مجرد ورقة بأيدينا (فسقطت)".
ودعا رئيس مجلس النواب، "القوى الوطنية بمختلف مكوناتها وكل أبناء الشعب اليمني بمختلف توجهاتهم السياسية إلى وحدة الصف ومضاعفة الجهود والتلاحم بشكل أكثر من أي وقت مضى، والترفع عن المماحكات ونسيان خلافات الماضي والاتجاه نحو الهدف الذي يجمع كل الأحرار الوطنيين الى الوقوف صفاً واحداً لإسقاط الانقلاب الحوثي الارهابي المدعوم من إيران واستعادة الدولة المدنية".
وتابع: "قاتلوا الإمامة في كل مكان فاضربوا الرقاب وشدوا الوثاق وطهروا الأرض والعرض والدم.. يا رجال اليمن وأبطاله الميامين في الساحل الغربي ويا أقوياءه الأشاوس المغاوير في المقاومة الوطنية وفي كل جبهات القتال المختلفة".
ولفت الى أن "الكراهية والإخضاع التي تحقن بها المليشيات الحوثية الإرهابية شرايين المجتمع اليمني تقوم على وعي خبيث لتوليد المسافات بين الأطياف الاجتماعية لتمزيق كتلتها المتماسكة، وإن محاولة تمزيق اليمن على أسس مذهبية وعرقية وتجزئته جغرافياً مؤامرة فظيعة تستهدف مستقبله وجهازه المناعي وتحاول أن تصيب بلادنا في قلبها وتحولها من يمن الجميع إلى مملكة سلالة مقيتة".
وأشار الى المعناة التي يتعرض لها سكان تعز جراء الحصار الحوثي المفروض، وقال: "حان وقت تحريك الجبهات العسكرية في كل مكان بعد أن امتدت أيادي الإرهاب الحوثية إلى كل موانئنا في المناطق الشرقية تمارس الحصار والإرهاب والقتل دون وازع من ضمير أو خوف أو خجل".
ونوه رئيس البرلمان الى أن "الرهان على السلام الضائع ليس إلا زيادةً في المعاناة للشعب اليمني، فالمليشيات الحوثية الإرهابية ليست شريك سلام، وإن تحريك جميع الجبهات هي الطريقة الوحيدة وإن تطهير الحديدة من رجس الوثنية الإيرانية وخبث السلالية المقيتة صار أمراً حتمياً مثله مثل تعز، والضالع إب، والبيضاء، ومأرب، وصعدة، والجوف، وصولاً إلى صنعاء".
وأشاد بـ"صمود الجيش الوطني في مأرب وتضحياته وأبطال جبهة لحج كرش ويافع، الذين تصدوا بكل شجاعة لمحاولات الحوثي البائسة، ولقنوه الدروس تلو الدروس، المقاتلين في كل الجبهات وحيثما كانوا ولكل مقاوم"، داعيا قيادة المقاومة الوطنية حراس الجمهورية والعمالقة والقوات التهامية، أن يلبوا نداء وطنهم وأن لا يترددوا عن تحريره، والبدء من محافظة الحديدة وسواحلها".
ودعا البركان مجلس القيادة الرئاسي "لأن يأخذوا القرار الصحيح باستعادة الدولة وحشد كل الطاقات والإمكانيات في سبيل ذلك وأن لا يستسلموا للرهانات الخاطئة والسراب الخادع، فالشعب اليمني كله يراهن عليهم وعلى ما يمتلكون من قدرات بأنهم سيكونون في مستوى الآمال التي عقدها الشعب عليهم".
وأعرب عن شكره لدول التحالف وفي مقدمتها السعودية والإمارات، كما أشاد بـ"التضحيات الجسام التي تحملوها والمواقف الأخوية الصادقة التي لا يجحدها جاحد".
ودعا دول التحالف العرب الى مواصلة عمليات دعم وتحرير المحافظات اليمنية من الميليشيا الايرانية، وقال "اكملوا الجميل في هذا الوقت الحاسم ولا مناص من تحرير الأرض اليمنية وتطهيرها من رجس الوثنية الإيرانية ودعاة الفتنة".
وواصل حديثه للتحالف قائلاً: "انقذوا إخوانكم اليمنيين من الكارثة المحققة والزلزال المدمر والسرطان الجاثم على صدورهم، نداءً أخوياً بحق القربى والرحم والدين والدم واللغة والجوار، وإنا عهدنا بكم الوفاء ولن نخذل وانتم معنا ولن تهزم الإرادة اليمنية، وانتم شركاؤنا ومعنا في السراء والضراء، شكراً لما قدمتموه سياساً وعسكرياً واقتصادياً وانسانياً، ولكن كل ذلك لا يجدي إن لم تتطهر الأرض وتستعاد الدولة ويعود الحق إلى نصابه".