لم تكن بداية مسرح تعز وانطلاقته من فوزه بالمركز الأول وبأفضل عرض مسرحي متكامل في مهرجان المسرح الوطني الأول في عدن 2018 عن مسرحية ميس ، بل كانت البداية قبل ذلك بعامين ونصف،حينها انطلقنا من مسرح الشارع إذ دمرت مليشيا الكهنوت والظلام مبنى ومسرح المركز الثقافي الوحيد في تعز ، ومازالت القذائف تقيم عروض الخراب المستمر وتنهال عليه وعلى بقايا هيكله الاسمنتي الميت
فكنا نهرب إلى #مسرح_الشارع في شارع جمال ونقدم عروضنا هناك لجمهور عابر للحياة وهارب من أصوات القذائف وامطار الموت الانقلابية وكنا نقدم لهم مأساتهم وتفاصيل الحرب والحصار في قالب ساخر سوداوي لتمتزج الضحكات بالدموع ويصفقون ويمضون لحال سبيلهم ولتلتهمهم تقاطعات الشارع اليتيم في ذلك الوقت
العجيب أنهم كانوا يمضون دون أن نغلق ستار المسرحية !
ودون أن نفتحها إذ لا ستارة هناك ولا منصة عرض لكننا نجحنا واستمر ذلك إلى أن قدمنا أول عرض مسرحي في قاعة جامعة السعيد 2017 بحضور جماهيري كبير ولم يغب عنا وقوف الجمهور في نهاية المسرحية ليحيي كل النجوم في رقي وأعجاب وفرحة ،
وأصبح العرض هناك قصة كبيرة فكيف لمدينة يحاصرها الموت وجحافل الظلام كيف لها أن تحتفي باليوم العالمي للمسرح وكانت الاصداء كبيرة اعلاميا وعلى مستوى عربي ودولي واسعدنا هذا النجاح الذي استقطب دماء مسرحية جديدة اشرقت وابدعت إلى جوار نجوم كبار في مسرح تعز صمدوا فيها وكتبوا عنها ومثلوا معاناتها وأمالها الكبيرة
وجاءت منصتنا التالية في قاعات جامعة تعز وهناك اطلقنا منافسة مسرحية للمواهب الذين قدموا اربعة عروض وعرضا مسرحيا قدمته الفرقة المسرحية الوطنية التابعة لمكتب الثقافة تعز وكان الناجح أكبر اعلاميا وبالنسبة لنا كان النجاح أننا واصلنا تقديم مأساة وملهاة تعز على استيج مناسب والأهم عندنا هو تلك الستارة على جانبي منصة العرض تغلق وتفتح بايادي فريق العمل وتنزع بعد العرض وتنام في مخزن مكتب الثقافة وتنتظر ايقاضها في عروض جديدة!
وكانت الفرحة الكبرى بتسليم #منتزه_التعاون للسلطة المحلية فهو بيت الثقافة في تعز ومنصتها ومتنفسها التليد
وكم كانت القاعة بائسة بستائر متهالكة والوان قاتمة ولا كراسي فيها تصلح للجلوس! وعقب ترميمات رائعة لم تكتمل
في القاعة بسبب عدم توفر كراسي مناسبة لمثل هذه القاعات وبسبب التكاليف الكبيرة لشرائهن ، ولشغفنا وحبنا الكبير لعودة الحياة في تعز قدمنا الكراسي الخاصة بنا وانزلناهن في مخاطرة وقنص ميليشاوي مستمر الا أننا نجحنا واوصلنهن لقاعة المنتزه #قاعة_أحمد_عبده_سعيد الذي بنى هذا الصرح الرائع واقيمت فيه أكبر الفعاليات واللقاءات وعلى أعلى مستوى ، ويوم افتتاح المنتزه قدمنا عرضا مسرحيا عن الطاغية أحمد والكهنوت وصراع الجمهورية والامامة..وتوالت العروض والمهرجانات واكتشافات المواهب ويقضة وعودة النجوم إلى تعز وعودة الفرق المسرحية الأهلية وتأسيس فرق مسرحية من جديد وكلهم قدموا ومازالوا لوحات وعروض مسرحية رائعة
ومع هذه الانتعاشة أصبحت تعز تحتفي بكل أيام المسرح من 2016 وحتى 2022 وحدها ومنفردة مع بعض العروض في عدن وحضرموت
وجاء النجاح الأكبر حين حصدت تعز وفرقة مكتب الثقافة المركز الأول على مستوى المهرجان الوطني في عدن 2018 بمسرحية ميس ثم تحصد ذهبيتين أفضل إخراج وافضل ممثلة صاعدة في مهرجان المسرح الوطني حضرموت 2020 بمسرحية الخلاص
ومازال المسرح في تعز هو الأول والأفضل على مستوى البلاد وينتعش رغم شحة وانعدام منصات المسرح المؤهلة
فيه ، لكنه سيظل مسرحا شامخا وصامد ويقدم عروضه بإبداع وتميز وهذا ماجعلنا نتبنى ونطلق مسابقة مهرجان عروض مسرح تعز 2023 لكل الفرق الأهلية فيها ليتنافسوا وليقدموا قضايا وهموم تعز في عروض جماهيرية قوية وهادفة.
وسينجح ذلك كما نأمل سينجح بإذن الله