لا أدري هل أهنيك بحصولك على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف، أم أعزيك بوفاة والدتك..
الدكتور محمد فائد البكري، هذا الإنسان النبيل الذي أخذ بيدي نحو الأدب والثقافة والشعر، وكان لي الموجه، برغم أني أكبر منه عمرا لكني لا أجد فيه إلا الأستاذ والمعلم.
فترة من العمر كنت أتردد عليه في مكتبه ومكتبته العامرة بالكتب، فنقضي ساعات، في المذاكرة والمطالعة وأسئلتي التي لا تنتهي..
البارحة أخبرني أنه ناقش الدكتوراه، فكانت فرحتي لا توصف، لكن تلك الفرحة تلاشت حينما أخبرني أن والدته أيضا انتقلت إلى جوار الله، فحزنت وتلعثمت وعجزت عن الكلام، لأنني أعلم معنى فراق الأم والأب معا.
محمد الأديب والشاعر والكاتب والمفكر والصحفي، هو أكبر من أن يكون أكاديميا وباحثا، إنه صاحب رؤية ثاقبة، بيده كثير من الأفكار والحلول لما نحن فيه، لكنه جاء في زمن يتغلغل في التيه والضياع، فلم يمنحه حقه، ولم يسمح لنا بالاستفادة من خبراته ومهاراته.
هذا الشاب، يمضي بصمت ودون ضجيج؛ لكنه ملء سمع وبصر من عرفه عن قرب..متعدد المواهب والقدرات، والمهارات والخبرات.
يوم أمس نال درجة الدكتوراه من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة صنعاء عن أطروحته الموسومة ب: ( خطاب التمييز في الأمثال العربية) التي أشرف عليها خلال السنوات الماضية الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح. رحمه الله.
وقد أوصت لجنة المناقشة بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات والمراكز البحثية اليمنية والعربية. وعدت لجنة المناقشة هذه الأطروحة إضافة نوعية للمكتبة الأدبية العربية، ودراسة فريدة في تحليل خطابات الثقافة العربية.
مبارك عليك أخي وصديقي وأستاذي هذا الإنجاز، وأسأل الله أن يعصم قلبك بالصبر في رحيل والدتك..