أصدر المشاركون في اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي للمكونات والقوى السياسية والحزبية والمجتمعية الجنوبية بيانا في نهاية المشاورات جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم:
((وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)). صدق الله العظيم.
في مشهد حضاري واعٍ ووطني مهيب، جسد الرغبة الحقيقية لشعبنا الجنوبي العظيم من باب المندب غربا حتى المهرة شرقا، في استكمال مشروعه الوطني المتمثل في استعادة وبناء دولته الجنوبية الفيدرالية بحدودها المتعارف عليها دوليا، احتضنت العاصمة التاريخية عدن في الفترة من: 4 – 8 مايو 2023م، وتحت شعار: (من أجل جنوب جديد يجسد تطلعات شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة)، محطات الحوار التشاوري الوطني الجنوبي بين المكونات والقوى السياسية والحزبية والمجتمعية الجنوبية سعى فيه المشاركون إلى تعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية وتعميم لغة الحوار الرصين الهادف، بإدراك كبير من الجميع بمدى ما تمثّله هذه اللحظة التاريخية الفارقة من أهمية كبيرة في ظل التوجهات الإقليمية والدولية لمعالجة الأزمة الراهنة، فجميع المشاركين الذين بلغ عددهم (330) من المكونات السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات ومراكز الدراسات ومشائخ الدين والامراء والسلاطين والمشائخ والمقادمة والمناصب ورجال القضاء والقانون والأكاديميين والمثقفين والمبدعين والمرأة والشباب شّكلوا – جميعا – خلية عمل وطني لإنجاز المهام خلال أيام اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي برعاية من الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي – رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي– نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ودعوته إلى فتح نوافذ الحوار مع كل الوطن الجنوبي من منطلق قناعته الأكيدة في أن اللقاء التشاوري سوف يضع اللبنات الأولى لمشروع وطني يفضي إلى استعادة دولة الجنوب، مؤكداّ أن الجنوب بكل أبنائه ولكل أبنائه وبما يعزز وحدة الصف والرغبة الأكيدة في شراكة وطنية تحقق طموحات وامنيات شعبنا بعد تجربة مريرة تجرعها شعبنا الجنوبي منذ حرب صيف 1994م التي اجتاحت فيها قوى الهيمنة والاستبداد والسيطرة والنفوذ في الجمهورية العربية اليمنية أرض الجنوب، وعمدت إلى تدمير كل ما وصل إليه الشعب الجنوبي من تطور ونماء وأمن واستقرار في كل مراحل التاريخ الحديث والمعاصر، بعد تضحيات جسام قدمها شعبنا لتأسيس دولة وطنية مثّلت عمقا خليجا وعربيا واسلاميا وعالميا. حيث شّكلت المرحلة الأولى من رحلة الحوار الوطني الجنوبي في الداخل والخارج محطة جديدة في التقارب بين المكونات والقوى السياسية الجنوبية التي عصفت بها صراعات الماضي وألقت بظلالها المؤسفة على الاصطفاف الوطني لمواجهة مشاريع الاحتلال اليمني منذ تلك الحرب التدميرية المشؤومة حتى الاجتياح الثاني في العام 2015م، التي واجهها شعبنا ومقاومته الوطنية البطلة ببسالة لم تزل مفخرة في جبين الوطن الجنوبي الأبي، إذ استمرت عجلة الحوار – بداية – في الخارج من منتصف أغسطس من عام 2021م حتى منتصف أبريل من العام 2023م بلغت مأتي لقاء شملت كافة المكونات والقوى السياسية والمجتمعية الجنوبية.
وقد كان المشاركون في اللقاء عند مستوى المسؤولية الوطنية التي ألقيت على عاتقهم في اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي، إذ ارتفع الجميع إلى ذرى عالية وارتقى إلى مراتب سامية وهم يسعون إلى مواجهة تعقيدات الوضع الراهن وتحديات المستقبل ليقف الجميع أمام أربع وثائق هي:
*مشروع أسس ومبادئ الميثاق الوطني.
*مشروع اتجاهات الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة.
*مشروع أسس وضوابط التفاوض السياسي القادم.
*مشروع اتجاهات أسس بناء الدّولة الجنوبية الفيدرالية القادمة.
ليشّكل المشاركون في اللقاء لجان متخصصة منبثقة من اللقاء عملت على استيعاب جميع الرؤى والأفكار والمقترحات والملاحظات وصياغتها في مسودات المشاريع، وإعادة طرحها وإقرارها من جميع المشاركين في اللقاء التشاوري، الذي تردّدت أصداؤه في كل بقاع الدنيا ونالت متابعة واهتماما كل أبناء شعبنا الجنوبي.
وبعد نقاشات مستفيضة ومداولات عديدة في أروقة اللجان المشكلة للصياغات وكل المشاركين خرج اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي بالنتائج والتوصيات التالية:
اولا النتائج:
-إقرار كلمة اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي كوثيقة رئيسية من وثائق اللقاء.
-إقرار التقرير العام المقدّم من فريق الحوار الجنوبي كوثيقة من وثائق اللقاء.
-إقرار وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي من قبل المشاركين الموقعين عليه.
إقرار وثيقة أسس وضوابط التفاوض السياسي.
إقرار وثيقة الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة.
-إقرار وثيقة أسس وبناء الدّولة الجنوبية الفيدرالية.
ثانياً التوصيات:
يحث اللقاء كافة القوى والمكونات الجنوبية التي لم تشارك أن تلتحق بركب الموقعين على وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي بوصفها تمثّل وثيقة الإجماع الوطني.
تعزيز نهج ومبدأ وثقافة التصالح والتسامح كمبدأ أساسي للعمل الوطني الجنوبي وعكس ذلك قولا وعملا.
يشدد المشاركون على تعميق وتعميم لغة الحوار في المجتمع كأسلوب أمثل لتقريب وجهات النظر وحل اية تباينات قد تحدث.
يدعو المشاركون كل الشرائح في المجتمع الجنوبي إلى نبذ ظاهرة الثأر والاقتتال القبلي والظواهر الدخيلة على المجتمع الجنوبي، ويوصي يتشكيل لجنة وطنية للقيام بهذه المهمة الوطنية الإنسانية السامية.
يؤكد اللقاء على دعم خطاب اعلامي حصيف ومتزن يعزز وحدة وتماسك النسيج الاجتماعي الجنوبي.
يثّمن المشاركون التضحيات الغالية والجسيمة التي قدمها شعبنا على طريق الحرية والانعتاق ونحني هاماتنا إجلالا وتقديرا لتلك الدماء الطاهر التي روت تربة الجنوب وبهذا المقام لا يسعنا إلا أن نترحم على أرواح الشهداء ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل والحرية للأسرى والمعتقلين وتقديرا لتضحيات الشهداء والجرحي يوصي المجتمعون بضرورة الرعاية والاهتمام بأسرهم بما يحفظ لهم حياة كريمة تليق بمستوى ما قدموه من تضحيات.
يحيي المشاركون قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة ويوصي اللقاء بتعزيز قدراتها بوصفها صمام امان ودرع حامي للوطن والذود عن حياضه.
يوصي المشاركون باستمرار جهود الحوار الوطني الجنوبي وتعزيز مبدأ التصالح والتسامح ومتابعة تنفيذ مخرجات اللقاء التشاوري.
يوصي المشاركون بضرورة الحفاظ على الإرث الحضاري والثقافي لكل من محافظتي المهرة وسقطرى واعتبار اللغة المهرية والسقطرية لغة جنوبية اصيلة.
يوصي المشاركون بضرورة الاهتمام بقطاعي الشباب والمرأة بوصفهما عماد المجتمع وعنوان مستقبله، والدفع بهما إلى مواقع متقدمة في صنع القرار.
يؤكد المشاركون على ضرورة تحقيق الشراكة الوطنية في القرار السياسي ومرافق ومؤسسات الدّولة الجنوبية الفيدرالية وفق معايير السكان والمساحة والمقدرات الاقتصادية.
يدعو المشاركون الدول العربية الشقيقة والمجتمع الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة .
وفي أجواء الوئام الذي ساد لحظات وأيام اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي المبارك الذي أكد الجنوبيون من خلاله أنهم عند مستوى الحدث التاريخي الوطني الهام يحذوهم الأمل بالمستقبل الواعد والتطلع نحو آفاق أكثر رحابة وبها أُختتم اللقاء الوطني التشاوري الجنوبي بالمحية والوفاق.
والسلام ورحمة الله وبركاته.
*صادر عن المشاركون في اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي للمكونات والقوى السياسية والحزبية والمجتمعية الجنوبية