بعث رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، اليوم، برقية تهنئة إلى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، وأعضاء المجلس، هنأهم فيها بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة 22 مايو.
فيما يلي نص البرقية:
- فخامة الأخ الدكتور/ رشاد محمد العليمي - رئيس مجلس القيادة الرئاسي المحترم
- الأخوة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي المحترمون
تحية طيبة وبعد...
يشرفني في هذا اليوم الأغر باسمي وزملائي اعضاء هيئة الرئاسة واعضاء مجلس النواب ان اهنئكم واهنئ شعبنا اليمني بالذكرى الثالثة والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي أشرق ضوؤها البهيج في السماء العربية يوم الثاني والعشرين من مايو ١٩٩٠ ميلادية، باعثاً في وجدان الأمة الأمل بنهوض الحلم العربي في الوحدة الكبرى والتئام الجسد المفكك في قلبٍ ونسيجٍ ودمٍ وتاريخٍ واحد لا ينقسم ولا يتجزأ.
وبهذه المناسبة العزيزة والغالية التي يغمرنا الفرح بذكرى يومها المجيد ويسودنا الحزن لما يعيشه شعبنا من ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية قاسية، سببها الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي للعام التاسع على التوالي وما استحصل جرائها من تداعيات كارثية على مستويات حياتية شتى، مست الصميم وطحنت العظم ولا زال المواطن اليمني صابراً مقاوماً ورافضاً الخضوع لكل ميكنة التخلف ومولدات العودة بعقارب التاريخ إلى الإمامة والعبودية والاذلال.
وانه وبرغم الجراح والوجع، وبرغم كل ما نعيشه من مؤامرات على بلادنا وثورتنا وجمهوريتنا ووحدتنا من قبل النظام الايراني وجرذانه من المليشيات الحوثية الانقلابية، فإن الوحدة باقية ما بقي شعبنا المكافح عاضاً عليها بنواجذه الصلبة وبإرادته الحرة وفكره المستنير ومصالحه العليا التي تتعدى الحاضر إلى المستقبل.. انها مجد هذه الأمة ورئتيها وقلبها.. وهي باقية ما بقي الليل وبقي النهار.
لان الوحدة لم تكن جسماً سيامياً قابلاً للتدخل الجراحي لجعله جسمين ولكن اليمن جسماً واحداً لا ينفصل ولا يقبل القسمة.. نتناءى في التاريخ ونتباين ثم نلتحم، وليس بعد لحمة الثاني والعشرين من مايو انفصام لعرانا المتين، ذلك أنها حدث أتى بالتراكم والحوار لعقود من الزمن.. ولم تأت من فراغ، بل جاءت كحصيلة وثمرة لنضالات اليمنيين، وتحقيقاً لأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، واستجابةً لنداء الثوار الأحرار، وتجسيداً لطموحات وأحلام الشعب بكل فئاته، كما أنها لم تكن قراراً عابراً ، وإنما جاءت تجسيدًا لتطلعات وأهداف وطنية، تمت صياغتها وتبنيها عن وعي وإدراك وتصميم ونضال، وتتويجاً لأربعة عشر اتفاقية بين جنوب الوطن وشماله في القاهرة وطرابلس والجزائر والكويت وعدن وصنعاء وتعز وقعطبة، وكلها شكلت الأساس المتين لإعادة اللحمة اليمنية التي توجت في الثاني والعشرين من مايو عام ١٩٩٠ ميلادية.
وصارت اصلاً واحد وتاريخ واحد وأخوة غير قابلٍ للتجزئة والهدم.. فلا رمح يضاهي ساريتها الشامخة الباسقة ولاشي يعلو على علمها ولا وثيقة تسمو على دستورها.. انها مكسب الشعب اليمني وملك الأجيال ودرة التاريخ اليمني الذي لن نفرط به.
فخامة الأخ الرئيس...
إننا لنثق أنكم وزملائكم في مجلس القيادة، بما تبذلونه من جهود في مواجهة الصلف الحوثي واستجابة لكل دعوات السلام وخياراته، قادرون على الخروج ببلادنا إلى بر الأمان والحفاظ على اليمن قوي لا تزعزعها الأهواء ولا الأنواء، وأن شعبنا يقف معكم بكل عزيمة وإرادة صلبة للحفاظ على مكتسباته الوطنية وعدم العودة به إلى الماضي السحيق، ومهما كانت الظروف اليوم فإن الليل سينجلي وسيعود الحق إلى نصابه ، لان شعبنا عُرف بأنه صاحب إرادة لا يخضعه الطغاة ولا ينال منه القهر و الظلم والضيم والاستبداد.
وها هي ذكرى تحقيق الوحدة اليمنية تعيد التذكير بالجهود الكبيرة والنضالات العظيمة التي قدمها شعبنا اليمني وقواه الوطنية والتاريخية المخلصة للتأكيد على أن هذا المنجز التاريخي الهام مثل حصيلة نضال وكفاح مجتمعي وتاريخي طويل، فهي طوق النجاة من مستنقع الامامة والعداوات والتشرذم والحروب.. لان الوحدة هي مخرج الطوارئ من كل ذلك ومن هذا الواقع الدامي الخبيث.
إن الانقلاب الحوثي سيئ بما هو سيئ في نفسه وعنصريته وسلاليته ونتائجه وفساده وبما أورث البلاد من تشظٍ وانفراط لكلمتها.. وهو سيئ بما غدا رافعة لتبرير ما يتماهى مع فكر الانقلابيين وعنصريتهم القائمة على التمزيق والمتغذية من بؤر التجزئة، فالانقلاب زَبدٌ زائل، وتبقى الوحدة قائمة نافعة مثمرة، ولن تكون الا كذلك ومعانا اشقاؤنا في المملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعباً، يشاركوننا السراء والضراء ويقدمون الغالي والنفيس للحفاظ على اليمن ومكتسباته الوطنية، وإننا لنسدي إليهم الشكر الجزيل على كل ما قدموه ولكل الأشقاء الذين شاركوا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة، ومع خالص التحايا والامتنان والعرفان بالجميل لخادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء/ محمد بن سلمان حفظهم الله.
فخامة الاخ الرئيس..
إننا ومن موقع المسؤولية الوطنية نهيب بجميع القوى السياسية والشعبية اليمنية في جنوب الوطن وشماله إلى استشعار المسئولية الوطنية في سبيل إحياء هذه الذكرى الوطنية العظيمة والغالية على الجميع، والاحتفاء بها ورفض كل ما يحاك ضدها والعمل من خلال تعزيز قيم الشراكة الوطنية لإنقاذ البلد من كارثة الإمامة والعنصرية.
النصر لليمن وثورته وجمهوريته ونظامه الاتحادي، واثقين أن إرادتنا الوطنية عازمة على اسقاط الانقلاب والوصول إلى صنعاء سلمًا او حربا، واعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها إلى وضعها الطبيعي ولا خيار غير ذلك رداً لاعتبار السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والثاني والعشرين من مايو.
حفظ الله اليمن ووحدته وامنه واستقراره وسلامة اراضيه والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى …
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....