تحدث الكاتب الصحفي ماجد زايد عن قصة كفاح زميله الصحفي الرياضي المعروف بشير سنان
وقال الصحفي ماجد زايد في منشور مطول جاء فيه:
في بداياته الصحفية، وتحديدًا في العام 2000، كتب خبرًا رياضيًا وأرسله محمولًا بشغفه وتطلعه وأمنياته العارمة، إلى مسؤول في صحيفة حكومية بغرض النشر بالجريدة، يومها قرأ المدير مادة الشاب الجديد، وتشنج ورفع صوته ومزق الورقة ثم رماها بتعالي وغرور نحو سلة القمامة قائلًا: هذا الصحفي ما يجيش منه؟ هذا لا يناسبنا، ولن ننشر له ما يكتب! إذهبوا عني ولا تذكروه مجددًا.. لتمر عليهما السنوات اللاحقة، بصعوباتها وموانعها وتجاربها المتتالية، ليصبح الشاب الممنوع والمرفوض منتصف العام 2018 مديرًا تنفيذيًا للإتحاد الأسيوي للصحافة الرياضية، كـ أكبر منصب يحققه صحفي يمني على مستوى العالم، ليدير عبره وعبر صلاحياته ومسؤولياته أكثر من 28 دولة أسيوية في الصحافة الرياضية، وليصبح إسمه مقرونًا بالحضور الكروي الدولي لقارة بأكملها، ثم العالم بأسره، إنه الشاب اليمني حينما يعقد العزم ويواجه الصعوبات، ويمضي بحلمه ومشقاته وسنواته المتعاقبة، حاملًا غايته وهدفه وصدق نواياه، ليصل بعيدًا جدًا مع شغفه ورغبته وحلمه وقدرته الموازية والمنافسة للعقول البعيدة والمتقدمة، إنه بشير سنان، أبن محافظة تعز، وأبن مديرية العدين محافظة إب، وأبن الروح الوطنية المباهية دومًا بنجاحات السائرين بأضواءهم ونواياهم الخالصة.
هذا السرد الشخصي، لحياة شاب يمني، دافعه الإلهام والتباهي والإعجاب، عن شاب يستحق أن تصبح روايته حكاية للقادمين الجدد، للشباب المقيدين والعاجزين، في زمن الانعدام والتربص، أنصحكم جدًا بقراءة تفاصيلها وبوحها وجوانبها المترابطة، جوانب النجاح والإصرار، عن بشير سنان، عن بداياته، ومشقاته، عن حياته الحافلة بكل الدروس والتناقضات، حياة البسطاء في طريقهم الطويلة نحو الصدارة والأضواء، عن التواضع في ذروة النجاح، والإلهام المضيء من حكايات المكابرين، عن الملهمين، عن الصادقين، عن المكافحين، عن الواصلين، عن الحالمين، عن المخلصين، المترابطين مع وطنهم وناسهم وقضاياهم رغم كل شيء.
بشير سنان، بدأ مسيرته في مجال الصحافة الرياضية، كهاوي فقط، كواحد من الاف المحبين، كان مجرد شاب يدرس صباحًا في الجامعة، ثم يعمل نهارًا، كان يتعلم أربعة أيام من الأسبوع في كليته بجامعة تعز، ثم يذهب للعمل بقية أيام الأسبوع في صنعاء، ثم يعود بعدها للدراسة في تعز، ثم يعود للعمل في صنعاء، وهكذا، كان يعمل بفرقة موسيقية، ويدرس تخصص علوم بيولوجية، وعندما تخرج، كان الثالث على دفعته.. الشاب اليمني بشير سنان آنذاك، وفي خضم انشغالاته كان يكتب بشكل دائم، يكتب هوايته ومتابعاته ومقالاته الرياضية ليرسلها إلى بريد القراء بصحيفة الجمهورية، كان يكتب كهاوي، ثم ينتظر لعدة أيام لاحقة كي تتحقق أمنيته العظيمة في نشر مواده التي يرسلها، وهكذا قضى بداياته وحياته، ليصادف ذات يوم من عام 1998 أن يقرأ مواده المرسلة صحفي يمني يدعى "زيد الغابري" شقيق المصور اليمني المخضرم #عبدالرحمن_الغابري، ليرد عليه يومها قائلًا: أنت يا بشير مكانك لا يكون في خانة القراء، أنت وزميلك محمد البحري كاتبان محترفان وذكيان، ولديكما ذائقة عالية ودرة كبيرة، ثم احتضنهما وتابعهما واهتم بهما معًا، وشجعهما وأشرف على نشر موادهما المتتالية، تحت إشراف الصحفيان ماهر المتوكل، وفهمي عبدالواحد بصحيفة الجمهورية تعز، بعدهر انتقل للكتابة في صحيفة سبورت، ثصحيفة الرياضة، وصحيفة الثورة، وصحيفة مأرب برس، وصحيفة حديث المدينة، وغيرها من الصحف اليمنية والمواقع الالكترونية.
لتمر عليه الأشهر والأعوام، والكثير من المجريات، ليحالفه الحظ بعدها، كأنما وقفت إلى جانبه النوايا البسيطة والصادقة في داخله وقلبه، ليصادف ذات يوم أثناء تواجده ومروره بأروقة ومكاتب وزارة الشباب والرياضة، بمشكلة بين صحفي يمني كبير، وأحد وكلاء وزارة الشباب والرياضة، كان الخلاف شديد بينهما، وأصواتهما عالية، ليتدخل بشير سنان، بعقلانيته وحضوره وحلوله الطارئة والذكية والمنطقية، ليحل الإشكالية بينهما بنوع من السلاسة والبساطة والإتقان، ليعجب به وكيل وزارة الشباب والرياضة، الشيخ حسين بن ناصر الشريف، وعقب انتهاء الخلاف الشخصي بين الطرفين، سأله وكيل الوزارة، من أنت؟! وهل أنت موظف أم لا؟! أجابه بشير على الفور، أنا لا أعمل، وليس لي وظيفة، أنا طالب ماجستير، وصحفي رياضي أمارس الصحافة الرياضية وأكتب أخبارها ومقالاتها بهواية وشغف وإتقان، في ذلك اليوم أخذ وكيل الوزارة أرقامه ومعلوماته للتواصل معه، بعد أن وجه السكرتارية بالتعاقد معه، والاستفادة منه، ليصبح بشير سنان بعد عام من توصية الوكيل، سكرتيرًا إعلاميًا بمكتب وكيل الوزارة، ثم سكرتيرًا إعلاميًا لمكتب نائب الوزير، ثم سكرتيرًا إعلاميًا لمكتب لوزير الشباب والرياضة، لتبدأ مع هذه التعييانات المتسارعة والنجاحات المتتالية مسيرة #بشير_سنان المهنية والمستقبلية،
بعدها بدأ إسمه بالإنتشار والتوسع، قليلًا قليلًا حتى صار نجمًا مضيئًا في مهنته، مع روح هادئة وأمنيات بالغة الرضا والتحدي، حتى أصبح كاتبًا مهمًا ودائمًا في عشرات المواضع والصحف الرياضية، لفترة لا تتجاوز الأعوام القليلة، حتى بدأ بالتخطيط لإنشاء موقع إخباري رياضي خاص به، وبالفعل قام بتأسيس "موقع الرياضي نت" ودشنه بتاريخ 22.مايو. 2012، ليصبح مع التخصص والإهتمام أحد أهم وأبرز المواقع الرياضية اليمنية المتخصصة، ومنه قام بإطلاق مجلة يمنية مقروءة ومتخصصة بالأخبار الرياضية، "مجلة المونديال"، أو الجريدة التي غيرت مجرى حياته وسنواته اللاحقة، قام بإطلاق الجريدة في العام 2014، وعانى جدًا من تكاليفها والتزاماتها، ولأجلها استدان الكثير من المال، ورهن الكثير من الأشياء، فقط ليتحقق بها حلم النمو الصحفي الرياضي اليمني، في فترة زمنية شحيحة المصادر الصحفية المتخصصة بالرياضية، ولكن التضحية والشجاعة والمغامرة، والنوايا المجتمعية الطموحة لا تخيب ولا تخسر، لتصبح مجلة المونديال مع الوقت، أنجح وأوسع صحيفة على المستوى الرياضي اليمني، هذه النجاحات المتتالية لم تكن لتحدث لولا كفاءة القائمين عليها، وذكائهم وانتهازهم للفرص والمجريات، وهو ما تكلل بعدها بحدث فاصل في حياة بشير، حدث مفصلي جدًا بين فترتين زمنيتين متعاكستين.
في تلك الفترة، بدأت مراسيم خليجي 22 المقام في المملكة العربية السعودية، لتطرأ على بشير فكرة تخصيص عدد كامل من مجلة المونديال اليمنية لبطولة خليجي 22، وبالفعل صمم بشير سنان على فكرته. وبدأها مع فريق عمله، وكتبوا محتواها وموادها وصمموا شكلها وتفاصيلهر وطبعوا منها عددًا مخصص ومتكاملًا ومحتويًا للبطولة، وبعد طباعة العدد بشكل متقن ومتكامل، أخذ بشير المهمة على عاتقه، وحمل الكمية بأكملها وسافر مع أحد رفاقه إلى السعودية، لإهداء المجلة كاملة للمركز الإعلامي للمونديال، كمشاركة صحفية يمنية في البطولة الخليجية، يقول بشير سنان عن رحلته للسعودية آنذاك: لقد عانيت وتمرمطت وواجهت الكثير من الأخطار بهدف الوصول للسعودية مع تكاليف باهضة وعدد كبير من الكراتين، ليس لشيء، فقط ليكون اليمني مشاركًا في الأحداث والمجريات الأقليمية، ولقد وصلنا بالفعل، وحققنا ذلك الحلم البسيط في نفوسنا وواقعنا، حلم الوصول والمشاركة، في تلك الأثناء، وصلت مجلة المونديال اليمنية المخصصة لمونديال خليجي 22 لمتناول عيني ويدي أمير الرياض تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، نجل الملك السعودي السابق، الذي كان في زيارة للمركز الإعلامي للبطولة، يومها شاهد الأمير المجلة أثناء تنقلاته في المركز الإعلامي، ليقرأها ويتصفحها بنوع من الدهشة والتوقف، قيلًا ثم سأل حينها عن أصحاب المجلة، وكيف وصلت ومن قام بطباعتها، ليستمع إليه بشير سنان من بعيد، وعلى الفور تجرأ واقتحم الحراسة وأجاب من بعيد: هذه منا نحن طبعناها في اليمن، وجلبناها من هناك..! ليستغرب الأمير من إجابة بشير، مع نوع من التشكيك، قائلًا: لا يعقل أن تكون مطبوعة في اليمن، إنها احترافية جدًا، ومن شكلها وجودتها تبدو كما لو أنها طبعت في دبي، أما اليمن مافيها هذه الإمكانيات، فأجابه بشير سنان بلهجة اليمني الصادق والواثق والصريح: وأقسم بالله العظيم كتبناها وحررناها واشتغلنا وطبعناها في اليمن، ثم حملناها بأنفسنا إلى هنا، بعدها ابتسم الأمير من تفاعل بشير، ضاربًا بيده على كتفه، شاكرًا إياه على عمله ومشاركته ومجلته المتقنة، ثم أخذ النسخة التي بيديه وطلب من بشير سنان كتابة إهداء خطي له شخصيًا، بعدها قدم هدية عينية ومبلغًا رمزيًا لبشير ورفيقه، وأوصى بتوزيع المجلة على مستوى الخليج بأكمله، ثم شكر بشير سنان مجددًا وانصرف، بينما يقف بشير في مكانه بقدمين متسمرتي وجامدتين من هول المفاجئة والحظوظ العظيمة والصادمة.
بعد هذه الحادثة فتحت أمام بشير سنان أبواب الفرص والمغريات، لتصله الكثير من الفرص والأعمال الصحفية بدول الخليج، لكنه قابلها بالرفض والإصرار على العودة صوب وظيفته في وزارة الشباب والرياضة اليمنية، ومن ناحية مرتبطة ليستمر في مجاله الصحفي ومشاريعه الرياضية داخل الوطن، ولكن وبلا مقدمات، خصوصًا بعد عودته لصنعاء بفترة وجيزة، اندلعت الحـ ـرب اليمنية، ليبقى بشير في ثناياها منتظرًا لحلم انتهائها، ولكنها طالت جدًا، وفي شهرها الخامس فقد الأمل من توقفها، خصوصًا مع محاولاته الشخصية النأي بالنفس عن الوقوع في خضم الصراع المحتدم بين أطرافها، لم يكن فعلًا يرغب بأن يكون مع أحد ضد أحد، لإدراكه الواضع بماهيّة الصراع وخلفياته ودوافعه، لهذا حافظ على ذاته متوازنًا بين الجميع، ولكنه تفاجأ بأن الحـ ـرب تلتهم كل شيء في حياته، وتطمس من عالمه الأسماء والنجاحات والتناولات الرياضية، ليشعر معها بخطر النسيان والرضوخ للفشل والعجز، ومع اشتداد المعاركة الروتينية والتمترسات المدروسة قرر المغادرة من صنعاء إلى ريف تعز، ثم قرر العودة مجددًا الى صنعاء، ومنها عبر البر نحو المملكة العربية السعودية، غادر مغامرًا بلا تنسيق أو ترتيب، غادر نحو الغربة بما تبقى لديه من أموال، بقرابة 500 ريال سعودي فقط لا غير، وعندما وصل السعودية تواصل مع أحد عروضات العمل السابقة التي كانت قد وصلته إبان خليجي 22، واستطاع الحصول على العمل في البحرين، ليغادر إليها تاركًا خلفه عروضات أخرى من نوع مختلف جدًا، عروضات الالتحاق بإعلام الحرب ومتصارعيه، العروضات التي رفضها رغم حاجته المادية، ولكنه في المقابل آثر الحفاظ على ذاته من مغبة الوقوع في الإستهلاك والتأييد، بقي قويًا رغم حاجته، مصرًا على هدفه وتخصصه وشغفه المحايد في الصحافة الرياضية فقط، ومنها بدأ مسيرة الإغتراب والعمل بالبحرين، ومنها صوب أعظم النجاحات المتتالية..
بشير سنان بدأ في البحرين، الكتابة الصحفية الرياضية، كتب للكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية، قليلًا قليلًا، مع الكثير من الصبر والتوازن والغربة المقرونة بالعمل الشاق، ليتم تعيينه مديرًا للعلاقات الدولية في الإتحاد الاسيوي للصحافة الرياضية، لمدة تسعة أشهر قضاها في البحرين، زاد خلالها ظهوره ووصوله ورواجه، وزادت كتاباته ومقالاته وتحليلاته وتقاريره، بعدها تم تعيينه مراسلًا صحفيًا لقناة الكأس القطرية في البحرين، ليمارس عمله السابق والجديد مع كافة انشطته وتفاعلاته هنا وهناك، بروح نشيطة ومكافحة ومنطلقة، لتستمر نجاحاته وبصماته الشخصية المتصدرة والمنافسة، ليأتيه بعدها عرض عمل من المملكة العربية السعودية، ليوافق على الذهاب للعمل كأخصائي إعلامي في الإتحاد السعودي لكرة القدم، وفي السعودية أصدر وشأرف على إصدار أكثر من 12 ملف رياضي، مابين مجلات ودوريات وتقارير رياضية، ليصادف آنذاك دخول الدكتور عادل عزت انتخابات رئاسة الإتحاد السعودي لكرة القدم، ليتم ترشيح بشير سنان كمستشار اعلامي للمرشح بتوصية من مسؤول كبير في الإتحاد السعودي، وبعد فوز عادل عزت برئاسة الإتحاد، قام على الفور باختيار بشير سنان ليكون سكرتيرًا خاصا به وقائما بأعمال مدير المكتب.
هذه النجاحات المتسارعة لم تكن لتحدث نتيجة الحظ، بقدر ماهي استحقاق شخصي وكفاءة ممزوجة بخبرة وقدرة عالية على ممارسة المهام والمسئوليات الحساسة والعالية، وبهذا حصل بشير على الصدارة والفرص والعروض المتقدمة، لمعرفتهم به وبأحقيته وكفائته، وبعد سنتين ونصف من تعيينه في منصبه الجديد، قدم بشير سنان استقالته من إدارته لمكتب رئيس الإتحاد السعودي لكرة القدم، وتحديدًا في العام 2018، لأسباب خاصة به لا يريد الإفصاح عنها، ليغادر بعدها السعودية نحو مصر، ليستقر فيها فتزة وجيزة، كان يريد خلالها ترتيب أوضاعه للإستقرار المعيشي الطويل، ولكنهم لا يتركون نوابغ البشر وخبرات الأشخاص المتاحة، ليحصل آنذاك على عرض عمل جديد، من دولة قطر، للعمل كصحفي في اللجنة الأولومبية القطرية. ولكنه رفض العرض معتذرًا لهم كونه يستحق أكثر من مسمى صحفي، خصوصًا مع خبراته العملية وإداراته السابقة لمكاتب عديدة منها مكتب رئيس الإتحاد السعودي، والاتحاد الاسيوي، وبعد رفضه قاموا بتعديل عرضهم ليصبح مستشارًا إعلاميًا للجنة الأولومبية القطرية، وعليه وافق بشير سنان، وغادر نحو الدوحه، وبعد وصوله لقطر، تم تعيينه أيضًا مديرًا تنفيذيًا للصحافة الرياضية في الإتحاد الأسيوي كأول صحفي يمني ينال هذا الاستحقاق عبر التاريخ، حينها بدأ بشير مسيرته الجديدة في منصبين مهمين بدولة جديدة واغتراب جديد، ليقضي بداياته وحياته بذات النشاط والنجاح والعمل، لفترة وجيزة حتى تم اختياره من قبل جريدة الهداف الجزائرية كمحكم لإحدى الجهات الصحفية الرياضية على مستوى قارة أفريقيا، ومصوتًا لأفضل اللاعبين والمستحقين للجوائز والتقييمات الرياضية في قارة أفريقيا، بعدها بفترة لاحقة تم ترشيحه ليكون مصوتًا في مجلة وجوائز تيتان الصينية لأفضل اللاعبين في قارة أسيا، بعدها تم اختياره ليصبح أحد المصوتين المعتمدين في الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا FIFA، ضمن المصوتين القلائل لجوائز The Best التي تختار أفضل لاعب في العالم وأفضل المستحقين للكرات الذهبية، ليكون بذلك أحد أهم وأبرز الأسماء العربية المشاركة في اختيار أسماء أفضل لاعبي العالم.. إلى جانب ذلك كله، عمل بشير سنان كمراسل للإتحاد الدولي لكرة القدم باللغة الإنجليزية، ومراسلًا ميدانيًا للعديد من القنوات الفضائية الرياضية عربية وغربية وغيرها.
محطات عديدة تنقل خلالها بين الصحافة المرئية والمقروءة والمسموعة، وفي محطة اخرى بالعام 2022، تم اختياره بمدينة روما الإيطالية ليكون عضوًا في لجنة التسويق والإستثمار بالإتحاد الأسيوي للصحافة الرياضية، بعدها تم تكليفه في العام 2023 عقب اجتماع إقليمي بـ كوريا الجنوبية ليكون مسئولًا عن ملف التسويق والإستثمار في المنطقة العربية مع صلاحيات واسعة وتحرك إقليمي ودولي أكثر نشاطًا وتسهيلًا.. بالإضافة إلى ذلك كله، قام بشير سنان بتأسيس وترأس الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي، ويُحسب له فعلًا توحيد صوت الإعلام الرياضي اليمني، ولمدة عام ونصف بقي بشير رئيسًا للجمعية، بعدها قام بالدعوة لإجراء انتخابات جديدة لاختيار رئيس جديد للجمعية، هذه الإنتخابات تم إجرائها في صنعاء عام 2019 بحضور بشير سنان (بتقنية الاتصال المرئي ) وبقية المتنافسين، وبناءً على نتائجها قام بتسليم الرئاسة للأسماء الجديدة.
وبعد ست سنوات من الغربة عاد بشير إلى صنعاء لزيارة أمه التي أصيبت بجلطة دماغية، هذه الغاية النبيلة صنعت له كثيرًا من الصعوبات والشكوك والمشاق على المستوى الشخصي، لكنه تجاوزها بقوته وهدفه النبيل. وهذا جعله فعلًا يفكر جديًا باعتزال المشاركة في الإعلام اليمني.. بشير سنان، كصحفي رياضي متخصص، حصل أيضًا على جوائز أفضل ثلاثين مقال رياضي على مستوى العالم من الإتحاد الدولي للصحافة الرياضية، كما مثل اليمن والجمهور اليمني لأعوام كثيرة في برنامج المجلس بقناة الكأس، وقنوات متعددة، وتم تصنيفه كأحد أفضل الضيوف تمثيلًا لليمن في البرنامج الأشهر المجلس، بالإضافة إلى ذلك، قام بتأسيس منصة ون تو One 2، كجهة صحفية ومنصة رياضية متخصصة جدًا بكرة القدم والرياضة بشكل عام وخاص، وهو مشروع أخذ حيزًا كبيرًا من الإنتشار والتوسع خصوصًا مع مونديال كأس العالم الأخير،
أخيرًا، وفي ثنايا كلامه عن غايته الأهم والأسمى، غاياته الشخصية من نجاحاته وخبراته وأضوائه، يقول بشير بكلام مليء بالحب والصدق والإخلاص: هدفي الوحيد وافتخاري العظيم لا يتجاوز كوني شاب يمني استطاع النجاح والوصول وتجاوز الصعوبات، شاب يمني فقط. شاب يتمنى أن يكون مثالًا ملهمًا للشباب القادمين من وطنه وأرضه وشعبه، شاب بسيط يتمنى أن يكون نموذجًا يمنيًا يبعث الإفتخار الوطني لبلده وشعبه، ليس لشيء، فقط ليكون اليمن شعبًا وأرضًا وشعورًا متواجدًا ومنافسًا وحاجزًا مقاعده فذ مصاف الدول المتقدمة، اليمن تجري في عروق بشير، هذه حقيقة، وحنينه للمدن اليمنية والذكريات القديمة تستحوذ على ذاكرته وخيالاته، عن الشعب المغلوب، والوطن القريب، والمستقبل العظيم لكل شباب اليمن، بشير سنان يعيش في غربته مع خيالات معاناته التي لا يفصح عنها أبدًا، معاناة الشكوك والاعتقال والتحقيقات، في صنعاء حينما عاد، وفي عدن حيث وشى به البعض دون ذنب، وفي دول خارجية، معاناة لا يريد تقديمها أو نشرها لادركه الشديد بأنها ضريبة الطريق والوصول، لا شيء يتحقق أذا لم يقابله صعوبات ومشاق عميقة وكبيرة، ولكنه بالرغم من هذا كله، يحافظ على توازنه وحياديته وتخصصه الرياضي الواضح، لم ينجر مع أيّ طرف، ولم يسقط لإغرائات العروض المتكررة من جميع الأطراف اليمنية والخارجية، لم ينجر، ولم يتمترس، ولم يصمت أبدًا في ساعات الفواصل اليمنية، كان صوته يرتفع عندما يفتكون بشعبه وناسه، ولطالما تحدث عن قضايا اليمنيين المسحوقين بالظلم والسكوت، قضايا حساسة وطريقة شجاعة، متجاهلًا مصالحه وحياته، لهذا دفع ثمنًا كبيرًا في كثير من التناولات والتحريضات، لكنه لم ينهزم، ولم يخاف، ولم يتراجع، وبقي سائرًا في طريقه الواضح والصريح، ومعه حقق أعظم النجاحات وأكثرها تنافسًا..
بشير سنان، هذا الشاب اليماني الوحيد، اشترى لنفسه قطعة أرض في صنعاء وبدأ يبني فيها بيته المستقبلي، على أمل أن يعود إليه برفقة أبناءه وأسرته وأحلامه، هذا هدفه الوحيد، وغايته الباقية، أن يعود للوطن، أن يعيش حياته في وطنه وبيته، لم يفكر كالأخرين بالهروب الطويل، ولا يريد منازل المدن البعيدة والجميلة، يريد الوطن، والناس والأهل والأمل، وحكايات الغلابا الصابرين، حكايات ودعوات الوالدين، وأمنيات الأقارب والأقربين، ونفحات اللحظات الخالدين بصحبة الأصدقاء والغاليين، وسيعود حتمًا طالت الحياة أم قصرت، الشاب بشير سنان، لن يجد حلمًا أخر، سوى الرجوع، سوى الوطن، سوى الضمير والبساطة والأمنيات الخالصة..
إلى بشير سنان:
أنا أفتخر بك جدًا، وأتباهى بك، وأُباهي بك الدنيا بأسرها، وسنلتقي ذات يوم في ثنايا الوطن والأحلام