كتب طه العامري:بنوكنا المركزية وأحكام قراقوش..؟!

الأخبار I أخبار محلية

 

في بلادي يختلف الساسة فيدفع الشعب الثمن، ثم يتقاتلون فيصبح الشعب وقودا لمعاركهم، يوزعون أنفسهم على عواصم الشرق والغرب فيفرضون على الشعب أن يولي وجه حيث يولون..؟

فرحنا بوحدة بعد قرون من التشطير والحلم بهذا الإنجاز، ولم نتردد في استعدادنا لتصدير تجربتنا لمن يرغبوا بالتوحد، حتى اوشكنا أن نتوسط بين الهند وباكستان واعادتهما الي ما قبل عام 1948م ومن غير الاستعمار البريطاني، ثم فجأة اختلف أصحابنا على ( المغانم) فقرروا أن يدفعوا الشعب ( المغارم)..؟!

اختلفوا، ففجروا في خلافهم فحملوا بنادقهم ولم تكن (البسوس) غائبة عن المشهد، وبرز في المشهد (جساس) و (كليب) و (الزير)، فتمزقت النفوس قبل الجغرافية ثم (الفلوس) لحقت النفوس الممزقة..؟!

فتمزقت النفوس والفلوس وانقسمت البنوك وصارت السلطة في بلادنا (سلطات) وانتم (ضمو أو انصبوا وسربلوا) لايهم..؟!

فقالت صنعاء وبنكها نعم للعملة القديمة والجديدة مزورة..؟!

وقالت عدن وبنكها نعم للعملة الجديدة وقررت إلغاء القديمة وتحذر من تداولها وقبلها صنعاء كانت قد أعطت الشعب مهلة للتخلص من العملة الجديدة المطبوعة برعاية بنك عدن..؟!

طالب بنك مركزي عدن البنوك الأهلية والتجارية بسرعة نقل مقراتهم الي عدن، وصدرت قرارات عقابية لكل بنك أو صراف لا ينقل مقره الي عدن..؟!

قادة ومسؤلين ابتلى بهم الشعب اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه، ونخب سلطها الله على شعبنا وكأنه سبحانه يعاقب هذا الشعب على ذنوبه مع ان الشعب اليمني مظلوم منذ الفين عام وهو يحلم بدولة ونظام وقانون..

اليوم صراع النخب والسادسة بلغ ذروته حين أصبح الصراع يطال حياة الناس وكأن هؤلاء الناس الذين نطلق عليهم مجازا الشعب اليمني ليس لهم وجود ولا قرار ولا احد يكترث بهم من أطراف الصراع الذين يريدون ان ينتصروا على بعضهم على حساب معاناة هذا الشعب ومضاعفة ازماته..

قبل أن نشهد صراع النخب اليمنية كان لدينا ثلاثة مليون مواطن يعيش تحت خط الفقر، واليوم أصبح ولله الحمد لدينا ثلاثين مليون فقير يعيشون تحت خط الفقر بتسعة وتسعين درجة وتسعة من عشرة..؟!

عشر سنوات والشعب بلا رواتب، وبلا شغل وبلا أعمال، واكاديمين تحولوا الي (حمالين) أمام مخازن بعض التجار ووكلاء وزارات كانو اليوم يسوقون باصات، ومدراء عموم يقودون متورات..؟!

واساتذة مخضرمين في علوم التربية يعملون مباشرين في البوفيات..؟!

وفرقاء الصراع أصبحت صراعاتهم مشاريع استثمارية ناجعة فمن ينضوي تحت راية ما يسمى ب (الشرعية) أصبحوا بقدرة قادر أثرياء وقد استولوا على اغلب المدن السكينة في مصر وفتحوا مشاريع استثمارية ناجحة في أكثر من عاصمة عربية واسلامية، والطرف الآخر الذين يطلق عليهم ب ( الانقلابيين) تعيش المناطق الواقعة تحت سيطرتهم حالة من نشاط تنموي وعمراني وتوسعات رغم الفقر الذي يعيشه غالبية الناس الواقعيين تحت سيطرتهم دون أن نعلم مصدر هذا النشاط العقاري والتنموي، رغم علمنا بأن غالبية رجال المال والأعمال عزلوا واقفلوا واوقفوا انشطتهم..؟!

قرارات بنك عدن المركزي الأخيرة جاءت وكأن هذا الشعب ناقص معاناة وناقص مصائب فكان لابد من عطائه جرعة قاتلة، جرعة تعطل كل مناشط الحياة وتعني باختصار القضاء على هذا الشعب بعد أن اخفق المتصارعين بحسم الصراع فيما بينهم فقرروا الاستعانة بالشعب جاعلين من حياته سلاحا يهددوا به بعضهم، صنعاء تقول لا للقعيطي ومن نجد معه قعيطي عقابه السجن والمصادرة والتاديب، وعدن تقول لا للعملة القديمة ومن نجدها معه ( يا ويله ويا سواد ليله)..؟!

وكأننا فعلا نعيش في كنف (حكم قراقوش) حين كان يصدر كل شهر مرسوما يطالب فيه العامة ( بإطلاق لحاهم) ومن يوجد بدون (دقن) يسجن ويعاقب ويدفع ادب.. وفي الشهر التالي يصدر فرمانا يطالب فيه الناس بحلق (دقونهم) ومن يوجد بدقن يعاقب ويسجن ويدفع ادب وغرامة..؟!

قراقوش أفقر رعيته ونكد عليهم وقتلهم بسياسته العرجاء وقراراته المزاجية حتى حل الجوع بالشعب فكثر الموت وكل يوم عشرات الجنائز تخرج للمقابر وبدلا من يعمل على حل أزمات الشعب والجوع أصدر قراقوش فرمانا يفرض فيه الضرائب على كل جنازة وعلى كل ميت والا لم يسمح لذويه بدفنه..؟!

هذا ما يمارس اليوم من قبل البنوك المركزية اليمنية في عدن وصنعاء، مع ان الحرب الأهلية اللبنانية دامت عشرين عاما وعملة المتحاربين (الليرة اللبنانية) والصومال كذلك وتفكك الاتحاد السوفيتي الي دول متعددة لكن بقي (الروبل) عملة متداولة حتى داخل الجمهوريات المستقلة..؟!

لماذا في بلادنا يصر المتحاربين بالزج بقضايا المواطن الحياتية والمعيشة في صراعاتهم مع انهم قرروا أن يواجهوا بعضهم دون أن يستأذنوا هذا الشعب، ولم ياخذوا رأيه في الأزمة ولا في الحرب ولا في اي قضية من القضايا التي تهم حياة الناس وتتصل بوجودهم ومعيشتهم..؟

لماذا يستورد المسؤلين في بلادنا النكد والقرف ويصرون على تنغيص حياة المواطن الذي أصبح كافر بالجميع وقرفان من الجميع ولا تصدقوا الحشود ولا كلام المفسبكين فقد كان (صالح) يجمع أكثر مما تجمعون، وكأن يرى الشعب اليمني من صعده للمهرة ومن سقطري الي كمران جميعهم ملتفين حوله، وفجأة لم يجد أحدا من حوله، وحدث هذا مع (السلال،و الإرياني، الحمدي، والغشمي،) وحتى هذا الأخير كان يتصور أن الشعب كله معه ويوئده، وحدث هذا مع (سالمين، وفتاح، وعلى ناصر، والبيض)..؟!

الشعب اليمني على فكرة شعب مغلوب، شعب شعاره معهم معهم عليهم عليهم، شعب يريد أن يعيش بأمن واستقرار ولكنه للأسف محكوم بتقاليد واعراف إمتهانية تجبره أن يعطي ولائه للشيخ والافندم ولهذا المسؤل وذاك الرمز بدافع عصبوي قبلي أو وجاهي واجتماعي أو حزبي أو ديني ومذهبي وطائفي ومناطقي مع ان كل هؤلاء الرموز اثبتوا عمليا انهم لا يكترثون بمعاناة الشعب بل كل طرف يستغل أتباعه لتحقيق مصالحه الخاصة..؟!

أن إجراءات المركزي العدني تمثل كارثة على الشعب وليس هناك متضرر غيره، الشعب الذي غالبية أبنائه شقاة ومغتربين وهو يعيش عالة عليهم سيجد نفسه محروم من المصاريف التي تصله شهريا، المسؤلين قطعا لن يتضرروا فكل واحد منهم لديه خزانة في بيته تحتوي على مختلف العملات، بل إن مسؤلي الشرعية يعيشون بالخارج ورواتبهم بالعملة الصعبة تصلهم الي حيث هم شهريا والمكارم أيضا، ومسؤلي صنعاء لن يتأثروا لكن الشعب والغلابة من الناس هم من سيدفع ثمن هذه الإجراءات التي ارها وكأنها جزءا من الأسلحة يستخدمها المتحاربين لكنها للأسف لن تضرهم بل ستضر البسطاء تماما مثل أولئك الشباب الذين يذهبون في الجبهات وكلهم أبناء الرعية البسطاء إذ لم نجد أيا من اولاد المسؤلين قد سقطوا في الجبهات، بل يعيشون بعيدين عن المحرقة..؟! 

السؤال متى سيعود هؤلاء المسؤلين الي رشدهم ويتقوا الله في هذا الشعب الذي احترمهم فاهانوه وصدقهم فكذبوا عليه وإمنهم فخانوه.. أليس فيهم رجل رشيد يارب.. حسبنا الله ونعم الوكيل 

30 مايو 2024م