لا يعاني قطاع غزة المحاصر من الضربات الإسرائيلية التي لا تتوقف وموجات النزوح والموت والدمار فحسب، بل أيضا من خطر مجاعة يهدد مناطقه كلها منذ بدء الحرب قبل 9 أشهر.
خطر المجاعة
فقد أظهر تقرير لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحاء قطاع غزة طالما استمر القتال.
وشدد على أن القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع مازالت مفروضة.
وأفاد التقرير الذي اطلعت رويترز على نسخة منه قبل نشره، الثلاثاء، بأن أكثر من 495 ألف شخص، أو أكثر من خُمس سكان غزة، يواجهون مستويات كارثية هي الأخطر من انعدام الأمن الغذائي.
قصف مدفعي إسرائيلي مكثف على شمال قطاع غزة وسط مخاوف من حدوث مجاعة
كما أضاف أن المسار الأخير لتقديم مساعدات الإغاثة في غزة سلبي وغير مستقر إلى حد كبير.
يأتي هذا الإعلان في وقت تشتد فيه ضراوة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر منذ 9 أشهر.
كذلك طالب وزير الدفاع يوآف غالانت، نتنياهو علناً، الأسبوع الماضي، باستراتيجية واضحة مع عودة قوات الجيش لمحاربة مسلحي حماس في مناطق كان يعتقد أنه تم إخراجهم منها منذ شهور في غزة.
وباستثناء تفكيك حماس وإعادة نحو 130 أسيراً إسرائيليا لا يزالون محتجزين لدى الحركة، لم تحدد تل أبيب أي هدف استراتيجي واضح لإنهاء الحرب في غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، وتسببت في عزلة دولية متزايدة لإسرائيل.
كما ترفض حتى الآن أي مقترح حول إدارة السلطة الفلسطينية للقطاع بعد انتهاء الحرب.
أكثر من مليون شخص أمام الموت والجوع
يشار إلى أن تقريراً صادراً عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي، كان توقع أوائل يونيو الجاري، أن يواجه أكثر من مليون شخص في غزة الموت والجوع بحلول منتصف يوليو القادم إذا لم تتوقف الحرب.
وأورد التقرير الخاص ببؤر الجوع الساخنة في العالم حينها، أنه ما لم تنته الأعمال العدائية، وتُمنح الوكالات الإنسانية حق الوصول الكامل للمناطق المتضررة، وتُستعاد الخدمات الأساسية، فمن المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص – نصف سكان غزة – الموت والجوع المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للأمن الغذائي بحلول منتصف يوليو.
كما حذر التقرير أيضا من التداعيات الإقليمية الأوسع للأزمة والتي قال إنها تهدد بتفاقم احتياجات الأمن الغذائي المرتفعة بالفعل في لبنان وسوريا.
يذكر أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كانت أدت إلى زيادة الضغط بالفعل على المنظومات الصحية الهشة بالفعل في الدول المجاورة.
في حين تدخل مساعدات بكميات قليلة إلى القطاع المحاصر بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP) وبدعم عدد من المنظمات والشركات والمؤسسات، ومنها بايوس والإغاثة الإسلامية عبر العالم والجمعية الكويتية للإغاثة وجمعية الإمداد وتآلف الخير وجمعية الإغاثة الطبية العربية وغيرها.