تتكدس النفايات مجدداً في أحياء وشوارع وأزقة محافظة تعز جنوب غربي اليمن لتختلط بالمياه الآسنة في بعض المناطق، وهو الأمر الذي يفاقم من معاناة السكان، في ظل حصار تعيشه المدينة منذ أكثر من ست سنوات ، وهذا مازاد من معاناة سكان هذه المدينة التي يحاصرها الموت من جهة والوباء من جهة أخرى. تعز المدينة الأكثر تعداداً للسكان بالنسبة لبقية المدن اليمنية إلا أنها أقل المدن توفراً في الخدمات العامة، نتيجة الإهمال المتعمد من قبل الجهات المعنية والمتمثلة بصندوق النظافة و التحسين. بين الحين والأخر يشتكي عمال النظافة من إستمرار انقطاع رواتبهم الشهرية هذا ما جعلهم يقومون بالإضراب عن القيام بأعمالهم والبحث عن أعمال جديدة تسد إحتياجاتهم المعيشية، في حين أنهم يحّملون المسئولية الكاملة الجهات المعنية التي لم تستجب لمطالبهم ، والتي كلما وجهوا لها مطالبهم تجيبهم بأن مايجري سببه عدم تقديم الدعم الحكومي للصندوق. بينما تشير الوثائق التي حصل عليها ( عدن الغد) أن هنالك ميزانية خاصة بصندوق النظافة والتحسين يتم تحصيلها عن طريق الضرائب التي تفرض من قبل السلطة المحلية على سائقي الباصات والشاحنات التي تحمل على متنها البضائع ، وعلى أصحاب المحلات التجارية والمطاعم والأسواق والمشتقات النفطية وكذلك من عائدات المحافظة، إضافة للدعم الذي تقدمه المنظمات . وقال مدير مكتب النظافة والتحسين السابق (عبدالله جسار) في تصريح خاص لـ "عدن الغد" والذي أطلعنا به عن كمية الإيرادات الموجهة للمكتب وعن طرق تحصيلها ، والتي كما يقول : "يتم تحصيلها من نقطتين لتحصيل الضرائب في مداخل المحافظة هما نقطه بن غازي بالتربة ونقطة أخرى في المسراخ، وأيضاً لديهم مناديب لتحصيل الضرائب من أصحاب المحلات التجارية، هذه الإيرادات متمثله في المواد الغذائية والإسمنت والحديد" ونوه بأنه لايتم تحصيل الضرائب من المشتقات النفطية والخضروات والسجائر المهربة، وايضا من أسواق القات والخضروات والمسالخ، حيث أن هذه الأسواق كما قال لنا: "تابعة لمجاميع مسلحة تتبع جهات عسكرية، فضل عدم ذكر الجهات التابعة لها بالتحديد. ثم قام بتحويلنا إلى نائب شؤون الإيرادات (عرفات جامل) من أجل إعطائنا المعلومات الكافية حول هذا الموضوع. وقال عرفات جامل في تصريح خاص لـ " عدن الغد" : بان كمية المبالغ التي يتم تحصيلها في اليوم الواحد إذ لم يكن هنالك أية معوقات تمنع حركة السير كانقطاع الطريق بسبب السيول تقدر بمليون وخمس مئة ريال إلى إثنين مليون، في حين إذا كانت هنالك أية معوقات تمنع دخول الناقلات فيتوقف التحصيل كليا. وأضاف أن متوسط الإيرادات في الشهر تصل لخمسين مليون تقريباً. ثم أضاف أن هذه المبالغ يتم تقسيمها كأجور يومية ورواتب للمتطوعين من عمال النظافة، وأنه كلما انقطع الخط يحدث عجزا في تغطية أجور عمال النظافة . بين الحين والأخر تستمر شكاوي المواطنين من تكدس النفايات في الشوارع و الحواري مما أدى إلى إنتشار الروائح الكريهة و الحشرات والمناظر البشعة التي يتأذى منها السكان. ويقول لنا المواطن (محمد سعيد) بأنه أصبح يكره الخروج إلى الشارع بسبب كثرة القمائم المتكدسة فيه. هذا وقد وجد الأهالي احراق النفايات خير وسيلة لحل هذه المشكلة ولكنها في الوقت نفسه تؤدي إلى مشكلة صحية أخرى .