عبدالسلام القيسي يكتب..عن صدام حسين، وكيف أنقذ العرب؟

 

في أغسطس ٨٨ أنتهت الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثمان سنوات ينقصن قليلا ويزدن وهذه الحرب، أو الملحمة تلك، لهي الخالدة التي يجب أن ندونها في جبهة السماء فدولة صغيرة مثل العراق لم تغادر المشاكل والانقلابات والصراع السياسي العسكري منذ قرون ومنذ سقوط المتوكل العباسي كيف استطاعت أن تواجه شهية شيعية رافضية وأمة ايران بكثرتها رغم قلة عدد العراقيين؟

ذات يوم، حدثنا خالد مصلح، أركان حرب اللواء الثاني حراس جمهورية عن حرب العراق فهو من أبطالها ونصحني بمشاهدة فيلم الحدود الملتهبة وشاهدته وأغلب مشاهده هي حقيقية من إرشيف الشهيد صدام حسين فشعرت أننا لا ندرك حقيقة الحرب، كان الجندي العراقي يواجه فصيلا من الايرانيين المشبعين بالولاية والمخدوعين بالجنة على أعناقهم وبالايمان المطلق بالخميني الكاذب والايمان ليس شرطا أن يكون صحيحا ولكن شرطه الاندفاع خلفه،وهكذا زحف الايرانيون

لا وجه للمقارنة بين العراق وإيران الشعب الايراني اضعاف الشعب العراقي والاقتصاد الايراني أقوى والنظرية الخمينية فعالة لدى ال ساسان والصف الداخلي العراقي مكتظ بموالين للخميني وشهية وعنفوان ثورة الخمينية على الشاه والشهوة الرافضية للوصول الى مراقد أئمتهم في البصرة وفي كربلاء وشعورهم الديني وان كان مزيفاً فالفرد الايراني لا يشعر بذلك ويمتد من طهران الى بغداد والى كل قلب عربي وفي الواجهة هي العراق الوحيدة وتموج في المؤامرات الخارجية والداخلية وحديثة التأسيس وبلا شكل وفكرة الدولة ولم يكن صدام حسين المجيد قد تربع جيدا على كرسيه وفجأة في موعد ما حددته طهران كانت تلك الحرب !

فازت الأمة  وإن لم تربح العراق بالشكل المطلوب يكفي فوزها لنرقص به أن أوقفت الهدير الدموي من الحد الساساني، لو نجحت ايران بالتهام العراق او بعضه كنا سنفقد اليمن بالتسعينات وكانت ايران ستكتسح البلاد العربية انذاك بلدة بلدة ولكنها العراق قضت على أحلام الخميني وقد يقول أحدكم: ها هي ايران في كل بلد فلماذا الاحتفاء بنصر العراق وقد ذهب وولى وتلاشى! غلطان يا صديقي رغم ايران في كل بلد فلم تنهدم الدولة الوطنية في أي بلد وهذا النجاح يحسب للعراق وكل الدول العربية في مرحلة الشعور الوطني فالخليج حديث العهد بالدولة الوطنية أدى دوره بالمال فالمال عصب الحروب وبالمتطوعين والشعوب المحاربة أدت دورها الحقيقي، اليمن ارسلت جيشا بشكل رسمي والسودان، والعرب كل العرب، كانوا النصر

لولا النصر العراقي لكان الخميني من يقتحم الكويت وليس صدام حسين، دعونا هنا ودعوا صحة حرب الكويت من غلط الحرب يومئذ،لكن كانت ايران من ستتقدم لاجتياح الكويت وستفعلها والعالم يتفرج وستقترب من السعودية وأذنابها في اليمن سوف يتحركون والمنطقة ستتساقط في الفخ الايراني وعالم يضحك فقط وسنجد وقد أنهارت جمهوريات وملكيات الوطنية العربية في القلب العروبي قطعة قطعة لكن العرب انذاك كانوا عرباً،ياااه

لهذه الخسارة حقدت ايران على الشهيد صالح،صالح جزء من النصر، وجزء من السد البطولي الذي حجز بين الخميني وأحلامه القديمة التي كادت تتحقق وكان مصيره يشبه مصير صدام حسين ورغم التقدم الايراني في المنطقة ولكنه من خلف الكواليس وبمساندة الالة الغربية التي فتحت المجال العراقي لايران ومع ذلك بقيت الدولة الوطنية في العراق وسوريا ولبنان وفي اليمن رغم الدموية الايرانية بحركات الارادة الايرانية في هذه البلدان ومن منجزات نصر العراق أنذاك على ايران هو هذا المنجز وسقوط المعنى لكل حركات اليد الايرانية ويقين الشعب العربي بخراب هذه الحركات، وإن تسيدن وحكمن

العرب الذين دافعوا عن العراق لم يكونوا مرتزقة بل كانوا إخوة  الجندي اليمني والجندي السوداني والمتطوع السعودي والمصري والجزائري كانوا يدافعون عن اليمن في العراق وعن الجزائر في العراق وعن السعودية في العراق وكذلك عن العراق  والمال الذي يأخذه صدام من الكويت ومن الامارات والسعودية والبحرين وقطر ووو لم يكن تهمة بالعمالة بل إثرة وتضحيات في سبيل القضية الواحدة والشعوب العربية كل الشعوب منحت العراق مشاعرها الشامخة لتشمخ العراق وليشمخ بشموخها كل العرب

العرب الذين نسوا كل شيء قال لي خالد مصلح عندما ساله والده في مدينة عبس وكان لا يزال شابا يافعا ووالده شيخ كبير لماذا تذهب الى العراق ؟ رد عليه: ياباه البصرة في خطر، البصرة في خطر ياباه! لكأنه الطفل الذي يقاتل ايران في الساحل الغربي حاليا يتحدث عن قريته ولكن العرب نسوا وتناسوا كل شيء ويرون من كل جندي يحمي اليمن من ايران جنديا غازيا وكل مال يأتي لليمن في معركته ضد ايران ارتزاقاً ولو أن العراق قالت هذا المنطق انذاك لسقطت بغداد عام ٨٥ وسقطت الكويت عام ٨٦ وكذلك دول كثيرة ولما تعالت بجهد كل العرب فبعد فوز العراقي عاد كل عربي الى وطنه وبقت  العراق حارسة للشموخ العربي الى آن دامٍ