أكدت وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد، استعداد بلادها لتلبية احتياجات الدول الأفريقية من لقاحات فيروس كورونا، من خلال الإنتاج المحلي للقاحات بمصانع شركة «فاكسيرا» المملوكة للدولة، وذلك «بعد سد الاحتياج المحلي».
وجاءت تصريحات زايد، خلال استقبالها، أمس، الدكتور بهاء الدين زيدان رئيس هيئة الشراء الموحد (المصرية)، ورئيس مجلس إدارة البنك الأفريقي للصادرات والواردات بروفسور بنديكت أوراما، والوفد المرافق، لبحث خطة توريد شحنات لقاحات «جونسون آند جونسون» عن طريق آلية مجموعة العمل الأفريقية للحصول على لقاحات كورونا (AVAT)، بالتعاون مع البنك الأفريقي للصادرات والواردات، ضمن خطة الدولة للتنوع والتوسع في توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وأفد بيان مصري، أمس، بأن «البنك الأفريقي للصادرات والواردات و(AVAT) دعما القاهرة في الحصول على أول دفعة من شحنات (جونسون آند جونسون) التي بلغت 261 ألفاً و600 جرعة وصلت أول من أمس (الاثنين)، ضمن سلسلة من الشحنات سوف تصل تباعاً، حيث من المتوقع وصول 700 ألف جرعة كدفعة ثانية خلال الفترة المقبلة».
وقالت وزيرة الصحة إن الطاقة الإنتاجية لمصانع «فاكسيرا» يمكنها تصنيع أنواع مختلفة من لقاحات فيروس كورونا وتوزيعها للدول الأفريقية من خلال «AVAT»، وذلك بهدف توطين صناعة اللقاحات في القارة الأفريقية.
وأشارت زايد إلى قدرة مصر على توفير احتياجات الدول الأفريقية من أدوية «الملاريا والإيدز والإيبولا» وغيرها من خلال مدينة الدواء المصرية (جبتو فارما)، مؤكدة قدرة مصر على تصنيع أنواع مختلفة من اللقاحات واستعداداها التام لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات والأدوية، وإرسال فرق طبية لنقل وتبادل الخبرات مع الدول الأفريقية.
ونقل البيان المصري عن رئيس مجلس إدارة البنك الأفريقي للصادرات والواردات، إشادته بـالدور الكبير لـ«AVAT»، مؤكداً أن تلك المرة الأولى من نوعها التي تسخر فيها الدول الأفريقية جميع مواردها لتوفير اللقاح والسيطرة التامة على إدارة الجائحة والحفاظ على صحة المواطنين بالقارة، معرباً عن سعادته بمشاركة البنك في هذا الحدث ووصول جرعات اللقاحات للدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي، ومنها مصر، حيث من المتوقع زيادة وصول شحنات اللقاح في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
- «ماربوغ» غينيا
كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الاثنين أن غينيا أكدت تسجيل إصابة بفيروس «ماربورغ» هي الأولى في غرب أفريقيا للمرض المميت الذي ينتمي إلى عائلة فيروس «إيبولا» ومثل «كوفيد – 19» انتقل من الحيوانات إلى البشر.
وقالت المنظمة إن الفيروس الذي تنقله الخفافيش، والذي يصل معدل الوفيات الناتجة عنه إلى 88 في المائة، تم اكتشافه في عينات مأخوذة من مريض فارق الحياة في 2 أغسطس (آب) في مقاطعة غيكيدو الجنوبية في غينيا.
وقال ماتشيديسو مويتي المدير الإقليمي لأفريقيا في منظمة الصحة العالمية، إن «قدرة فيروس (ماربورغ) على الانتشار بشكل واسع النطاق يعني أنه يتوجب علينا وقفه في مساره».
ويأتي هذا الاكتشاف بعد شهرين فقط من إعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء التفشي الثاني لفيروس «إيبولا» في غينيا الذي ظهر العام الماضي وأسفر عن وفاة 12 شخصاً، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف مويتي: «نحن نعمل مع السلطات الصحية لتنفيذ استجابة سريعة تعتمد على تجربة غينيا السابقة وخبرتها في إدارة فيروس (إيبولا) الذي ينتقل بطريقة مماثلة».
ويرتبط فيروس «ماربورغ» بالكهوف والمناجم التي تأوي خفافيش الفاكهة «روزيتوس»، وما إن يصاب به الإنسان حتى تنتشر العدوى من شخص إلى آخر عن طريق ملامسة سوائل الجسم أو الأغراض غير النظيفة مثل الإبر الملوثة.
وأشاد مويتي بـ«يقظة العاملين الصحيين في غينيا والتحقيق الاستقصائي السريع الذي أجروه».
وكان المصاب بالفيروس قد تلقى العلاج في عيادة في غيكيدو، حيث تم إرسال فريق طبي بسرعة بسبب تفاقم حالته والأعراض التي ظهرت عليه.
ويوجد في غينيا خبراء من منظمة الصحة العالمية بينهم علماء أوبئة لتقديم الدعم للسلطات الصحية الوطنية.
وقالت المنظمة إن الاستجابة الطارئة تشمل تقييم المخاطر ومراقبة التفشي وتهيئة المجتمع والاختبارات والرعاية السريرية والدعم اللوجيستي.
وأضافت أنه تم أيضاً تكثيف المراقبة عبر الحدود بهدف اكتشاف الإصابات المحتملة بسرعة.
وتم الإبلاغ في السابق عن إصابات متفرقة بفيروس «ماربورغ» في جنوب أفريقيا وأنغولا وكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل إصابة بالفيروس في غرب أفريقيا. ويرتبط فيروسا «إيبولا» و«ماربورغ» ببعضها البعض، حيث يسببان الحمى النزفية التي تتميز بالنزف الشديد وفشل الأعضاء بما يؤدي إلى الوفاة في كثير من الحالات.
وتقول منظمة الصحة إن معدلات الوفيات راوحت بين 24 و88 في المائة في حالات التفشي السابقة، بالاستناد إلى سلالة الفيروس وإدارة التفشي.
ولم يُعتمد أي لقاح أو دواء لعلاج فيروس «ماربورغ» حتى الآن، ويتلقى المصابون الرعاية الداعمة وعلاجات للمضاعفات والجفاف تعمل على تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة، وفق منظمة الصحة العالمية.