عبد السلام القيسي يكتب...عن جبل صبر، وامتحان الكرامة

 

 

أوقفنا العسكري، ونحن بالملف الأول من جبل صبر، لولا السائق الذي يعرفه لدفعنا مائة ريال

 

ما هذا ؟ قال صديقي : هناك جباية جديدة تحتم على من يزور جبل صبر أن يدفع مبلغ مائة ريال يمني،سألته ، وهل تدفعونه ؟_ نعم

 

كررت عليه تساؤلاتي : الصبري، هل يدفع ؟لا

 

ما ادراه العسكري وكيف يميز بين الصبري والزائر،ولماذا يضعون كرامة الناس في المحك

 

زيارتي هذه قضيت أغلبها في جبل صبر، صعدته أكثر من خمس مرات بل ست بل ربما سبع مرات وهي نصف المدة التي عشتها منذ العيد الى قبل أيام، أي أن جبل صبر أخذ مني نصف الزيارة، الجبل الذي يشعرني بالبهجة والبكاء، بهجة النسمات العالية والمناظر وبكاء الحصار ورؤيتي لبلادي التي يستحيل الوصول اليها، قلت لأمي : هناك جبل المزهد الذي لولاه لرأيت بيتنا، ولرأيتك كلما صعدت هنا،كذبتني!

 

في الطريق الى جبل صبر ثمة نقطة عسكرية،أول الجبل، تأخذ هذه النقطة مبلغ مئة ريال يمني على كل زائر للجبل، المشكلة ليست في المبلغ، بل في طريقة أخذه، تخيل ذاتك أنك صبري،ما قدر الإهانة التي تلحقك والجندي في أول الجبل يريد أن يتحقق منك هل أنت من سكان جبل صبر ليعفيك من المبلغ،أم من الزوار؛ لتدفع المبلغ؟ مائة ريال مبلغ قليل جدا، لكنه يؤخذ من كرامتك وأنت الصبري الذي تتعرض للفحص من جندي أول بلادك واحياناً كونك لا تملك المبلغ القليل اصلاً،تضطر، لإثبات هويتك أنك صبري،مهانة!

 

لم أهتم، ولم أدفعها ولو مرة واحدة،رفضت!

لكنني وجدت نفسي بمحل صبري تنتقص منه كرامته بتلك الطريقة،صبري ينتظر ضيفه من مكان آخر وعندما يصل يبادره الضيف بالضحك: دفعنا ثمن صعودنا اليك! يخجل منه الرجل فيرد عليه : تلك لإصلاح الطريق وهي لفترة محدودة، يبرر ذلك مع علمه أنه يكذب.

 

طز بالمائة ريال، إنها كرامة صبر، لا مجال للثغرات هذه من أجل ١٠٠ ريال يمني،يمكنهم اخذها بطريقة أخرى، عدا تلك الطريقة، التي تسلب الصبري أهم حقوقه،حق المواطنة،في بلاده فهذه أنكى من كل شيء، وهذه اشد من كل مهانة، يمكنني التخلي عن كل شيء الا التخلي عن بلادي،بطريقة الجباية الحديثة للسلطة المحلية في تعز، تدفع ثمن دخولك بلادك، ويوقفك العسكري ليتحقق من أصلك.

 

بمدخل بلادك لا مجال للهوية، واختبارات التحقق،لسنا في لعبة مارك، والرجال الآليون!

 

لا يهمني اين يذهب مبلغ الجباية، ولو انه ينقذ،حياة، فهذه طريقة مستهجنة،تشرح كم يستخف هؤلاء بكرامة الناس، الا الكرامة،إلاها

 

هذه طريقة حكمهم، وعلى هذه فقس،كل الأشياء الأخرى، أهولاء رجال حكم ودولة،قل؟