قبل أسابيع فقط، كان الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" خارج الحسابات، وربما مجرد ضيف شرف في سباق الانتخابات الألمانية.
لكن الحزب بدأ صعودا تدريجيا منذ أسابيع، قفزت به من المركز الثالث وحاجز الـ14% من نوايا التصويت، إلى تسجيل معدلات لم تحدث منذ أكثر من 3 أعوام،حيث حل في المركز الثاني، مستفيدا من خبرة وشعبية مرشحه للمستشارية أولف شولتز، وأخطاء الأحزاب الأخرى ومرشحيها.
وفي أحدث استطلاع رأي نشر مساء أمس السبت، سجل حزب الاشتراكي الديمقراطي 20% من نوايا التصويت، وهي أعلى نسبة يسجلها الحزب منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، محققا زيادة 2% عن استطلاع الأسبوع الماضي.
وبذلك يتخطى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب الخضر "يسار" لأول مرة منذ أشهر، حيث تراجع الأخير، إلى المركز الثالث بـ18% من نوايا التصويت
فيما احتل الاتحاد المسيحي الحاكم "يمين وسط"، المرتبة الأولى بـ25% من نوايا التصويت، متراجعا نقطة واحدة عن الأسبوع الماضي.
وجاء الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط" بـ12%، ثم حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف" بـ11%، وأخيرا حزب اليسار بـ7%.
وأجرى معهد إنسا لقياس اتجاهات الرأي العام "خاص"، الاستطلاع على عينة من 1450 شخصًا في الفترة بين 9 و13 أغسطس/ آب الجاري، بهامش خطأ 2.8 نقطة مئوية.
وبصفة عامة، يحقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي تقدما تدريجيا ويملك زخما كبيرا في الأسابيع الأخيرة، مدفوعا بصورة شولتز كمرشح ذي خبرة كبيرة بالدولاب الحكومي، وشخصية قادرة على حكم البلاد، في ظل الأخطاء الكارثية لخصومه.
وقبل أشهر، أدت أخطاء كارثية لمرشحة حزب الخضر للمستشارية، أنالينا بربوك، متمثلة في تأخرها في تسجيل دخلها الإضافي في البرلمان واتهامات بالسرقة الأدبية في كتابها، إلى تراجع كبير للحزب، أسقطه من المركز الأول بنسب تأييد وصلت إلى 30%، إلى 18% في الوقت الحالي.
كما يتعرض مرشح الاتحاد المسيحي أرمين لاشيت، إلى أزمة كبيرة مرتبطة بظهوره بشكل غير لائق في تأبين ضحايا الفيضانات مؤخرا، واتهامات بالسرقة الأدبية أيضا، ما أدى لتراجع الاتحاد 5 نقاط كاملة في نحو 21 يوما.
ونتيجة لأخطاء لاشيت وبربوك، برز شولتز وزير المالية الحالي ونائب المستشارة أنجيلا ميركل، في صورة الشخص القادر على القيام بمهام مستشار البلاد، ومحل الثقة في حكم ألمانيا، وفق صحيفة بيلد الألمانية "خاصة".