جاب معارضو تدابير التصريح الصحي الخاص بأزمة كوفيد-19، العديد من مدن فرنسا في مظاهرات نظمّت امس السبت، للأسبوع الخامس على التوالي.
وانطلقت أبرز مسيرتين في باريس على وقع شعارات مثل "فلنحرر فرنسا" و"احمل تصريحك يا ماكرون وارحل".
وقال السبعيني المتقاعد فيليب بايول، إن "اللقاحات تسبب الكثير من الضرر"، خلال مشاركته في المسيرة التي دعت إليها في العاصمة حركة الوطنيين ومؤسسها فلوريان فيليبو، الشخصية السابقة في حزب التجمّع الوطني (يمين متطرف).
وعلى الضفة الأخرى، في المسيرة التي نظمتها حركة "السترات الصفر"، أبدت المتقاعدة ماري هوغيه رفضها "لفكرة عدم القدرة على الذهاب إلى حيث نشاء"، فيما رأى الثلاثيني الموظف في مكتب حقوقيّ يان فونتين "وأداً للحريات وتمييزاً" خلف التصريح الصحي.
ولا ينفك نطاق هذه التحركات يتسع، وكانت وزارة الداخلية أشارت إلى مظاهرات لأكثر من 237 ألف شخص في أرجاء فرنسا الأسبوع الماضي.
وبدون تسجيل حوادث كبيرة إلى الآن، تجتذب التحركات عائلات ومتظاهرين غير مسيسين وكذلك ممرضون أو عناصر إطفاء شاركوا بلباسهم المهني، في مشهد يتجاوز مجرد رفض اللقاحات أو الاعتقاد بنظريات المؤامرة.
ومنذ الإثنين الماضي، بدأ في فرنسا العمل بالتصريح الصحي في معظم الأماكن العامة، ويتعيّن على الفرنسيين إبراز الوثيقة في الحانات والمطاعم ودور السينما والمسارح والمشافي وقطارات المسافات الطويلة.
وتثبت هذه الوثيقة الصحية أن الشخص ملقّح بالكامل ضد كوفيد، أو أنه يحوز فحصا نتيجته سلبية، أو أنه تعافى من المرض حديثاً.
ويلوم المتظاهرون الحكومة على الاستهانة بالاحتجاجات.
وقالت مجموعة تدعى "الرقم الأصفر" التي تنشر في "فيسبوك" إحصاءاتها حول المشاركين في كل مدينة، إنّها أحصت السبت الماضي مشاركة 415 ألف متظاهر "على الأقل" في فرنسا.
وخارج باريس، ترتقب المسيرات الأكبر في الجنوب حيث تحوّلت تولون ومونبيلييه ونيس ومرسيليا وبيربينيان إلى مراكز أساسية للاحتجاجات.
وتظاهر نحو ألف شخص في الصباح في لانيون بمنطقة بروتاني (غرب) رفضاً "للاعتداء على الحريات"، تلبية لمبادرة جماعية جمعت حزب "فرنسا المتمرّدة" وحركة "اتاك" المنادية بعولمة بديلة ونقابيين