محمدالسدح يكتب...من اليمن الى الامارات ..

الأخبار I منوعات

 

 

نحن لسنا بلد عابر سبيل ، ولا دولة مرمية في اطراف الخارطة ، ولا بلد يحتاج إلى ان يستجدي أحد أو يتعرض لإذلال او كسر لكبريائه 

 

واقعنا وموقعنا الجيوسياسي وتاريخنا ليس مجرد رقم في اطراف هذه المعمورة ، بل نحن اليمن التي عمقها في التاريخ له الجذور العتيقة والقديمة منذ آلاف السنوات

 

التاريخ الذي فرض نفسه وفرضنا كدولة أوجدت لتبقى وليكون شعبها أبد الدهر عزيزاً وشامخاً ، التاريخ الذي تلجأ بعض الدول لإختراعه وتزويره لأن هذه النقطة تظل نقطة ضعف تهز اركان الابراج الزجاجية مهما أرتفعت

 

نحن جزء من هذه الجزيرة العربية وأساسها ولا يستطيع مزوروا التاريخ ان ينكروا أمر كهذا ، ولا تستطيع الامارات ان تأخذ مني الحق التاريخي لوطني ولا تستطيع ان تخترع لنفسها تاريخ وتمول ضعاف النفوس ليقولوا ماذا فعل لكم التاريخ وحاضركم مشئوم ، وبلادكم في حروب 

 

نعم هي الحروب التي لا تستهدف سوى الكبار ولا تحاول إلا أن تنهش في جذور عمقها شاهق لا يراه معتلي البرج الذي يحاول ان يحصل على جذر واحد منها

 

تاريخنا حافل بالحروب والمشاكل والاحتلال والاقتصاد والازدهار ، جربت اليمن كل شيء وهذا طبيعي في أي بلد وجوده قديم وأزلي ، 

اليوم نحن في أزمة عاصروها اجدادنا من قبلنا ، وهذه الحرب ليست جديدة علينا فقد دخلت اليمن في الكثير من الحروب وأطماع من يشعرون تجاهها بعُقدة التأسيس والاصل يحاولون تمزيقها والنيل منها ، ولكن هيهات أن يتم ذلك

 

يعيش الاماراتي في بحبوحة لأن أرضه وجدت في طفرة النفط وكان من حظه ان تكون الرقعة الجغرافية الصغيرة مليئة بالذهب الاسود الذي سيتحول جزء من ذلك الذهب تمويل ليستهدفني انا وارضي ورئيسي ودولتي وحكومتي 

لم يتعب الاماراتي يوماً ، لم يكد في الأرض ، لم يعمل في الزراعة والفلاحة ولم يجرب يوماً كيف يدافع عن أرضه لأنها جديدة في هذا الوجود ، يلتفت بإتجاه اليمن وهو بأرقى الملابس ويركب البانتلي واللكسز التي جاءت من اموال الذهب الذي اخرجته له دول الغرب وقامت بالتنقيب عليه ، ويمتلك رصيد بنكي وعندما يلتفت يشاهد الجذور الممتدة التي لا يعوضها نفط أسود ولا حياة راقية ورفاهية ثم يفكر بحقد كيف ينال من هذا الجذر الأصيل الذي كان مؤسس دولته يتفاخر بأنه متفرع منه

جاء ليساندني في لحظة من الزمن غدرت بنا فيها الأقدار وأطماع من لا يعرفون قيمة اليمن ومكانتها واحقاد ساستها وجماعاتها ، جاء وهذا موقف كيمنيين نقدره ونقدر الفزعة بكل اشكالها وكنا نظن بأنها فزعة ممن يقدر معناها ومضمونها ويفهم كيف يتم ردها له بالمعروف والموقف 

 

سرعان ما كشر عن أنيابه ويريد ان يستبدل دماء سقطت نحترمها قرابة ٦٠ جندي اماراتي والفزعة التي بدون خسارة ليست فزعة واخذوا بدلاً عنهم ٣٠٠ من جيشنا بقصفه ، اراد استبدالها بتدمير هويتي واحتلال المواني والمطارات والجزر اليمنية ، حتى حقول النفط التي يمتلك منها الكثير لم تسلم منه ، لأنها حقول تاريخية في نظره وهنا هي العُقدة ، حقول إرثها ليس فقط ذهب أسود ولكنه تاريخ من الماس 

 

يحاول ان يخترع أعمدة تراثية ويقوم برسمها ونحتها ، ليعوض ما يعانيه ، وليشبع رغبة الغني في الحصول على ما ينقصه 

 

اليمني الذي تحاول الامارات النيل منه هو ليس ذلك الذي تعرفه من خلال شرائه بأموالها ، ولا ذلك الذي يصور لها واقع ٣٥ مليون ويربطه بجيبه ورصيده البنكي 

 

سرعان ما توجهت الامارات لانشاء مبادرات تحت إسم دعم الشعب اليمني وكانت عبارة عن مؤتمرات لتعليم نتف الإبط والنقش بالحناء في محاولة لتصوير اليمني كشخص جاهل ولايعرف الحناء ولا يفهم كيف ينتف الإبط متناسية ان تاريخ هذا اليمني مليء بنتف دقون من يحاولون ارتكاب الحماقة في حقه ، ومتخصصون في رد الصاع صاعين 

 

ما كنا نتمنى أن نلجأ يوماً الى الحديث بهذا الشكل عن دولة نعتبرها شقيقة وصديقة ويربطنا بها العروبة واللغة والشهامة العربية التي تناستها في لحظة ضعفنا ولكننا اذا صمتنا فمن سيأتوا بعدنا سيلعنونا ، واجدودنا من قبورهم القديمة سيقولوا ورثنا ضعاف وجبناء 

غدرت بالرئيس الذي قال لها اهلاً ، والذي فتح لها بلاده ترحيباً بثقة العربي وبشهامة الصديق ، وقال لها بلادي تحتاج للتكاتف فمن يحتل جزركم يريد ان ينال منها ومنها جذوركم كانت 

سرعان ما حاصروه و زرعوا في وجهه الالغام واغلقوا الجو والطرقات وقصفوا قواته ، وبدلاً من النيل ممن يحتل جزرهم حاولوا احتلال جزرنا في عيب أسود يسجله التاريخ للأبد ، واستغلوا ضعفنا وتحولت فزعتهم لتنفيذ مخططات ارضاء الذات الفاقدة للنبته الأم 

النبته التي لا تعوضها ابراج ولا بانتلي ولا فيزا كارد

 

اليمني واليمنية اصحاب هذه الأرض التي علمتهم الكفاح والصبر ، اليمني الشهم الذي لايقبل على نفسه الضيم والباطل

 

اليمنية التي تخرج لتأخذ المحصول من أرض عمرها ١٠ الف سنة وقد يزيد ، وتقوم مع صلاة الفجر لتستخرج الحليب من ابقارها لأسرتها في موقف شريف وعفيف وعظيم 

اليمنية التي تنشئ ابنائها بقيم الوفاء والشهامة وعدم الغدر بالحليف وعدم استغلال ضعف الصديق

 

نحن لا نحتاجكم بعد اليوم ، لا نحتاج منكم سوى ان تحترموا أرضنا وحقنا وأرث اجدادنا الذي والله ما تخلوا عنه اليمنيين لو لم يتبقى فيهم قلب ينبض ، او لسان ينطق

 

احترمني وستجد كل الاحترام ، انا لم اعتدي عليك ولم اذهب الى بلادك الا بعقود العمل واموال التجارة وبشهادات الوظفية وعملت فيها بعرق الجبين وبحق مشروع اخذ جزائي 

 

تأكد بأنك لن تأخذ حقي المشروع في بلادي حتى اذا اخذت عرق جبيني في بلادك ، ولن تكون هذه الأرض لغير اهلها جنوباً وشمالاً ، لن تنتزع مني ذاتي ووجودي ، وهذا ما يجعل اليمني يشمر عن سواعده ويحترق جوفه 

تمر الشعوب بنكبات ومحن ، وعندما تسقط الدول يكثر المنافقون والمتمصلحون ولكنهم يا اماراتي ليسوا اليمن ولن يمثلوه يوماً وأنت تعرف جيداً انك حتى وإن اعطيتهم بسخاء فالمقابل كبير في نظرك وهي الأرض اليمنية الخالدة في أعماق التاريخ ، وفي كل صفحات المجد ، 

 

اليمن حقنا ولن تكون لغيرنا ، ولن نسمح لأحد بتشكيل مصيرها على هواه 

 

والتاريخ سيعيب على كل من غدر بحليفه وأستغل ضعفه وسيقول له باليمني ( حُمى لحيتك ) عساك تفهم معناها 

 

ارجع للتاريخ واقرأ وستعرف كيف هزمت اليمن امبراطوريات الطمع والجشع ومحاولات التركيع .