وضعت السلطات التونسية، الرئيس السابق لهيئة مكافحة الفساد قيد الإقامة الجبرية في خطوة تالية على مداهمة مفاجئة لمقر الهيئة أمس.
ومكافحة الفساد هي واحدة من أهم الوعود التي أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيد لدى الإطاحة بالحكومة وتجميد البرلمان قبل أسابيع.
وتبدو عملية المداهمة للمقر ومن ثم وضع رئيسها في الإقامة الجبرية خطوتان ضمن خطة للسيطرة على الصندوق الأسود لفساد نظام الإخوان الذي سيطر على مقاليد الأمور في الفترة الماضية. مداهمة وإقامة جبرية
وبالأمس، داهمت قوات الشرطة التونسية مقر هيئة مكافحة الفساد في البلاد على نحو مفاجئ اليوم، في عملية تستهدف استباق أي محاولة لإتلاف أدلة فساد الإخوان.
وحسب رويترز، طوقت قوات الشرطة مقر الهيئة المستقلة للفساد وأخلتها من الموظفين في محاولة تستهدف منع إتلاف أي ملفات فساد.
واليوم، قال الرئيس السابق لهيئة مكافحة الفساد شوقي الطبيب إن السلطات الأمنية وضعته قيد الإقامة الجبرية، بعد ساعات من إخلاء المقر.
وفي 25 يوليو تموز, عزل سعيد رئيس الوزراء هشام المشيشي وجمد عمل البرلمان في خطوة مفاجئة وصفها معارضوه بأنها انقلاب ولكنها لاقت تأييدا شعبيا.
وشغل الطبيب منصب رئيس الهيئة منذ 2016 قبل أن يقيله رئيس الحكومة الأسبق إلياس الفخفاخ في 2020.
وقال الطبيب في تدوينة في حسابه بالفسيبوك "دورية أمنية ترابط أمام بيتي أعلمتني أنه صدر قرارا بوضعي تحت الإقامة الجبرية".
وفي وقت سابق أقال الرئيس سعيد الكاتب العام لهيئة مكافحة الفساد دون أن يعطي تفاصيل عن أسباب القرار. إجهاض محاولات طمس الفساد
وبالأمس، قالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن "الخطوة جاءت بقرار من وزير الداخلية، بعد ورود معلومات عن محاولات أطراف مقربة من حركة النهضة الإخوانية طمس وإخفاء ملفات وازنة ضد الحركة".
وأوضحت "هذه الملفات تتعلق بممتلكات تخص قيادات إخوانية وزعيم التنظيم الإخواني التونسي راشد الغنوشي".
وكانت النيابة العامة التونسية وضعت مؤخرا عددا من نواب البرلمان المجمد والوزراء السابقين والسياسيين قيد الإقامة الجبرية.
كما أصدرت النيابة مذكرات توقيف بحق نواب من حزب ائتلاف الكرامة، الذراع المتشددة لحزب حركة النهضة.
وكان سعيد الذي فاز في انتخابات 2019 متعهدا بمكافحة الفساد, قد قال في وقت سابق هذا الشهر إنه سيلاحق كل من أجرم في حق الشعب التونسي أو سرق أمواله.
ووصف سعيد إخوان تونس بأنهم "حفنة من الأشخاص التي تريد نهب الدولة التونسية والشعب التونسي"، مضيفا "لا مجال لهؤلاء في المستقبل".