البحر يسال من أنا
أنا موجة الحلمِ الغريق ..
تاه قلبها في ليلٍ عميق
ولم يبق منه غير نبضٍ
يجالس غياباً أنيق ..
ينتظر وحيداً ..
حلماً رسا في مرفأ أمان ..
وهتاف بحارٍ رأى النوارس:
هناك يابسة الشجون ..
حيثُ الألم يسأل من أكون ؟
أنا التي أتت من الوهم
وانتهى بها المطاف في السراب
بين أمواجٍ متلاطمة..
ودخانٍ يطارد دخان
وآمالٍ بريئة علقت
على مشانق الصباح
على أسِنَّة الصياح ..
على الأسئلةِ التي أعاقت سير ذاكرتي ..
من أنتِ ؟
أنا دوارة شمس
ترنو بزهوٍ إلى أمها
فتقطفها يد الغدر
قرباناً لدفءِ الهوى ..
ثم تخبرني أن أحيا
وكيف أحيا
وقد نثرتني رياح الأسئلة ..
من أنتِ ؟
أنا شريان حبٍ تقطعت به الأسباب
وترٌ حساس يصارع أشباح الهوى
وحلمٌ ينسل من خرمِ إبرة ..
إلى جذرِ الخطيئة الأولى ...
إلى أغنية وردةٍ عاشقة ..
أخرسها الضباب ..
للأبد ...