بعد سنوات حرب تجرع اليمنيون مرارة عنها ثمة تحركات بدأت تظهر على الساحة اليمنية، توحي بمفاجأة أمريكية مدوية تتمثل باعتراف الولايات المتحدة بالحوثي حاكما على اليمن من خلال إعادة فتح واشنطن سفارتها في صنعاء.
ويرى مراقبون ان هذه الأحداث تأتي كخطوة استباقية تمهيدا لأعتراف أمريكي بحكم الحوثي على اليمن فيما قال اخرون ان تسليم اليمن للحوثي يعني دخول البلاد في نفق مظلم ويجب على الاحزاب ان تخرج عن صمتها حتى لا تدخل البلاد في نفق مظلم
الباحث السياسي اليمني الدكتور عادل دشيلة قال ان تسليم اليمن للجماعات المسلحة يعني دخول البلاد في نفق مظلم وقال دشيلة في تغريدة على حسابه في تويتر: يبدو ان الأمريكيين لديهم خطة للاعتراف بحكم ولاية الحوثي وفتح سفارتهم مجددا في صنعاء! وتابع متسائلا هل تدرك الأحزاب خطورة الوضع؟ واشار دشيلة الى ان الوقت حان للخروج من دائرة الصمت قبل أن يندم الجميع.
وتساءل قائلا: هل يفعلها الرئيس هادي ويغادر الرياض للسعي لمزيد من خياراته؟
وكشف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عادل الشجاع ثمة ضغوط يتعرض لها الرئيس هادي واحداث تجري من خلف الكواليس.
وقال الشجاع في مقال نشره على صفحته بالفيسبوك ان الرئيس هادي يدرك أن قوته في ضعفه، مضيفا ان الترتيبات السياسية والعسكرية التي تلت انقلاب الحوثي على الدولة ومؤسساتها منذ سبع سنوات تقريبا ، لا يوجد طرف إقليمي ودولي مستعد لتحمل نتائج إنهاء اللعبة كلها بإنهاء الشرعية دون مشاركة هادي بإنهائها .
وقال الجشاع انه كما قيل له من أحد المقربين من الرئيس، فإنه لم يعد يحتمل الإهانات السياسية والشخصية، وأنه بصدد انتهاج خطة جديدة في التعاطي مع التحالف ومع الأمريكان ، وربما يطلب إنهاء دور التحالف والدور الأمريكي أيضا ، خاصة بعد تصريح المبعوث الأمريكي إلى اليمن فتح السفارة الأمريكية في صنعاء ، وبعد إقدام المملكة العربية السعودية على طرد اليمنيين الذي كان بمثابة إعلان حرب على الشرعية وتعزيز دور الحوثي وتقوية موقفه على الأرض .
واضاف الشجاع: قال لي محدثي إن هادي وصف السلطة التي يترأسها بأنها خيال مآتة ، وهو اعتراف يوحي بمدى الحنق الذي وصل إليه ، وأنه إذا أراد أن يغادر ، فلابد أن يحصل على تصريح مسبق ، وأبدى حنقه من عدم تنفيذ اتفاق الرياض الذي دعت إليه المملكة وشرعنت به للانقلابيين ، ثم توقفت عن تنفيذه ، وقال إما أن تكون حكومة واحدة والسلاح واحد والقانون واحد وإما لاشيء .
وتابع بالقول: فيما سبق ، لم يقل كلاما اعتباطيا ، فهو يقصد كل حرف ، يبدو أنه بدأ يجهز نفسه لقلب الطاولة على لاعبيها ، وسيذهب إلى الحافة بأسرع من أي محاولة للحاق به ، خاصة بعد ما أدرك أنهم يحاصرون للشرعية ويتباكون في الوقت ذاته على عدم فاعليتها ، فمن يحاصر الشرعية لا يمكن له الادعاء بالحرص عليها .
واردف: سيكون أمام هادي خيارات كثيرة ، ربما من بينها الدعوة لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة على مرجعية قرارات الشرعية الدولية وتوسع دائرة المؤتمر ، فلم يعد هناك مجال للولايات المتحدة الأمريكية أن ترعى وحدها عملية السلام ، ولابد من إشراك روسيا والصين والاتحاد الأوروبي ودولا عربية من بينها مصر ، لمناقشة إعمار اليمن والإعداد للانتخابات العامة وتسليم السلطة للشعب اليمني وليس للانقلابيين