تحدثنا عن أشياء كثيرة ، عن وطن لم يتبق لنا فيه إلا أرض نعيشها ، عن قوتنا المنهوب ،
حقنا المصلوب على جداران من نحيب وقش ..
أصبح لدينا فقط مأسي متجددة، مجاعات، وحصار، شرود حول مستقبل مجهول الملامح ،
فقط صانع الابتسامة الذي يسخر من أوجاعه وكلما نزلت بهم نازلة أشبعونا ضحكا ومرحا ونحن في أسوء الحالات نبتسم ونتدوالها في جميع مواقع التواصل الاجتماعي ، بملء أوجاعنا وبملء قهقهاتنا .
تعود الجميع على التصالح مع تلك الآلام ،
تعود أن يظل فوق مركبته لأيام فقط للحصول على حقه من عشرين أو أربعين لترا من البنزين ،
تعود أن يحلم بالحصول على أنبوبة غاز صدئه قد تنفجر حالما تصل ،
تعود على أن يعمل على أمل أن ينال راتبه الشهري ،
تعود الشاب أن يجعل نفسه عرضة في العمل الخاص وبدون مقابل ، أن يأخذ ثمن التنقل من والديه علّ العمل يستقر عليه ..
تعود على النوم في السفارات التي لاتعتبرنا إلا مجرد عابرين مشردين، تتلقفهم المتاهات ، ترسم على ظهورهم خطوط حمراء ، مكتوبة على جباههم أنهم آتون من أرض كانت سعيدة فاستبدلت بالشقاء ..
تعود على أن يبقى بلا قوت لأيام وأن حصل على وجبة واحدة فقد نال المرام ..
نظل نبحث عن حقنا المشروع عن طعام ، وشراب لأيام وأيام ، عن حقنا في الحياة .
#كوثر_الذبحاني