رجحت حركة "طالبان" أنها ستبرم قريبا اتفاقا سلميا مع ولاية بنجشير التي لا تزال آخر بؤرة للمقاومة المناهضة لطالبان في أراضي أفغانستان.
وقال المتحدث باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، في حديث لقناة "شمشاد نيوز" الأفغانية أمس الثلاثاء إن حركته على التواصل مع الناس في بنجشير، وتجري محادثات الآن مع الشيوخ والشخصيات المؤثرة والقيادات الميدانية في الولاية.
وتابع: "هذه المحادثات ستؤدي قريبا إلى حل المشكلة دون حرب. أنا مقتنع بقدر 80% بأنه لن تكون هناك حاجة لخوض الحرب، ووفقا لمعطياتنا سيتم التوصل إلى اتفاق سلمي قريبا".
وقدم مجاهد ضمانات أمنية إلى سكان بنجشير، وخاصة للذين تعاونوا مع الحكومة المنهارة.
وقال المتحدث إن قوات "طالبان" وصلت إلى بنجشير وحاصرت الولاية من أربعة اتجاهات، مشددا على أن حركته "لا تسعى إلى تصعيد الوضع".
ويتواجد في بنجشير الآن آلاف المقاتلين المناهضين لـ"طالبان"، بينهم عناصر في وحدات النخبة في قوات الحكومة المنهارة، تحت قيادة أحمد مسعود، نجل القيادي الراحل أحمد شاه مسعود، المعروف بـ"أسد وادي بنجشير".
وتجدر الإشارة إلى أن لوادي بنجشير شقا ضخما يبلغ طوله ما يزيد قليلا عن 100 كيلومتر، وهو ممتد بين الجبال، ويتراوح عرضه بين 30 مترا وعدة مئات من الأمتار.
تشكل الجبال نفسها على اليسار واليمين درعا معيقا أمام انتشار موجات الراديو. لم تتمكن المروحيات، بسبب ارتفاع الجبال، من الهبوط في الوادي، فسرعان ما كانت تسقط تحت تقاطع نيران من كلا السفحين، حيث أعشاش الرشاشات.
هناك عامل آخر له تأثير سيء على الأفراد وهو التباين الشديد في درجة الحرارة. فخلال النهار، يمكن أن تكون درجة الحرارة 40 درجة مئوية، وفي الليل تنخفض إلى عشرة تحت الصفر.