نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء، عن تفاصيل الساعات الاخيرة من حياة لاعب كرة القدم الأفغاني زكي أنواري، الذي لقي حتفه إثر سقوطه من طائرة امريكية حاول التشبث بعجلاتها قبل إقلاعها من مطار كابل املاً في الخروج من افغانسان بعد ساعات من سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل الاسبوع الماضي
والتقت الصحيفة بذاكر أنواري الشقيق الاكبر للاعب زكي أنواري ، ذو الـ 17 عاما وتحدثت معه عن شقيقه الذي انتهى مشواره الرياضي القصير جثة معلقة أجزاؤها على عجلات الطائرة العسكرية سي 17 التي أقلعت من مطار كابل يوم الاثنين الماضي..كاشفا لها عن تفاصيل الساعات الاخيرة من حياة أخيه الاصغر وما در بينهما في المكالمة الاخيرة التي تلقاها منه وهو في المطار ليخبره بقراره الفرار من افغانستان ومخاوفه التي دفعته لاتخاذ هذا القرار دون تردد .
تقول الصحيفة : قبل ساعات من الحادثة المأساوية التي لقي فيها اللاعب زكي حتفه، وهزت مشاهد سقوطه من الطائرة بعد اقلاعها مشاعر العالم اتصل اللاعب بشقيقه ذكر ليخبره أن قرر الفرار من افغانستان وكشف له عن أسبابه ودوافعه لاتخاذ هذا القرار.
مؤكدة أن زكي الذي يلعب كلاعب خط الوسط في المنتخب الوطني الافغاني للشباب عبر لشقيقه عن مخاوفه من أنه إذا لم يفر من أفغانستان فلن يتمكن من لعب كرة القدم مرة أخرى
وتنقل نيويورك تايمز عن شقيق اللاعب زكي أنواري قوله: ناشدته ألا يسافر، لاسيما بتلك الطريقة، وقلت له: “لا تذهب، عد، أنت ذكي، لا تذهب” إلا أنه أصر، وقال لي : “يجب أن أحاول”.
و أضافت: لكن اللاعب المتحمس الذي كان يلقب بـ “الدرع” لقدرته على الاحتفاظ بالكرة، لم يستطع الصمود فوق عجلات الطائرة، التي أقلعت لاحقا هربا من الحشود التي تعلقت بها، وتقاطرت نحوها..ثم لاحقا أظهر مقطع فيديو تم تصويره من المدرج، أحد المارة وهو يصرخ قائلا “يا إلهي،.. إنهم يسقطون.
وأوضحت الصحيفة الامريكية أن أنواري البالغ من العمر 17 عاما، لم يكن قد ولد بعد حين سيطرت طالبان في السابق (خلال التسعينيات) على البلاد، بل نشأ ضمن أجواء أكثر انفتاحا، إلا أنه سمع وقرأ عن فظائع الحركة في حينه.
وأكدت أن اللاعب كان يعتقد بحسب ما أفادت مجموعة من أصدقائه، أنه مع مجيء طالبان إلى الحكم، سيحرم من لعب كرة القدم، تلك اللعبة التي عشقها ،بل إنه ناقش مع أصدقائه في الفريق الاحتمالات والخيارات الموضوعة أمامهم.
مشيرة الى أن القدر والفوضى التي شهدها مطار حامد كرزاي في ذلك اليوم، قضت على أحلام ذلك الشاب، كما فعلت بالنسبة لكثيرين غيره من الشباب الأفغاني.
يذكر أن 3 أشخاص على الأقل سقطوا من الطائرة العسكرية الأميركية في ذلك اليوم، فيما أفاد مسؤول من حلف شمال الأطلسي وآخر من حركة طالبان أن 12 شخصا قتلوا خلال الأيام الماضية في المطار.
وستظل مشاهد سقوط الشبان الأفغان الذين تشبثوا بعجلات طائرة أمريكية قبل إقلاعها من مطار كابل ثم سقطوا منها بعد ارتفاعها في الجو بالاضافة الى مشاهد تدفق آلاف الافغانيين المذعورين من حركة طالبان نحو مطار كابل ستظل عالقة في أذهان ملايين الناس حول العالم ممن شاهدوا تلك المشاهد الصادمة