عبدالسلام القيسي يكتب..مهرة يتيمة، هل تخيلتم يتم الأحصنة ؟ 

الأخبار I منوعات

 

 

مهرة في التحيتا 

 

أتفقت أنا ومالكها أن نتقاسم المصير مع هذه الصغيرة، فاتحة العالم، وابنة التأريخ المشكل من الصهيل، وحدوات عبرن البر وقفزن كل بحر الى خلف المخيلة، وأن نتكفل بمعيشتها لتصبح بقوة الأحصنة الماجدة، التي نقرأ عنها في صفحات الملاحم، هي بلا أم، قيل أن كلب فاجر ومتذئب عض أمها قبل ولادتها بأيام وأنجبتها المرحومة سليلة المجد ثم ماتت وتركت المهرة الصغيرة للحزن والبكاء، واليتم!

 

تموت الخيول جوعاً، في بلاد ترضع الهزائم،الأن ادركت لماذا كل هذه القهقرى في حياتنا ومعاركنا، فالخيول تموت من الجوع، وبطن هذه المهرة يحكي ذلك،جوع الأحصنة

 

لماذا كل هذه الهزائم ؟ لأن الأحصنة جائعة 

حصان أيقظ أمة وحصان فتح مدينة،حصان قفز التأريخ الى الأعلى، وحصان عبر البحر الى الأندلس وحصان قاد الباهلي الى اسيا الشرق وحصان حمى البلاد كل البلاد من الغزو عبر الوقت، وحصان أنجى سالم، وحصان غطس مع التبعي ذو نواس غطسته الأخيرة وأحصنة قفزت جسور قسنطينة حبا بالكرامة وحصان أشرع لهم بلاد الشرق الزاهي، فخلف كل حصان هزيمة لأحد ونصر للآخر، حصان شجاع وحصان طائر، وأحصنة الحكايات السعيدة واحصنة الصعاليك الذين اشبعوا بطون الفقراء، في بادية العرب،بالحياة

 

لكن ، هنا ، أحصنة جائعة،وخيول تموت من الجوع،تموت واقفة 

 

لي حق تسمية هذه المهرة، عجزت عن اختيار اسماً للحلوة ربيبة الشظف، ساعدوني،سوف تكون مهرتي،ذات يوم، باي اسم أقلدها قلادتها الأولى، بربكم !

 

أحب الأحصنة، انا الذي عشت بين الحمير، وأتذكر كل ملاحم العالم القديم ومعاركه كلما شاهدت حصاناً ، الفروسية هي اسماً ثانٍ للأحصنة، تشبه حالتنا وضع هذه التي بطنها يتلوى من الجوع، فاذا أهين الفرس يعني إمسح يدك من كل الفوارس،من صهيل الخيول تبدأ الحكايات، 

على ظهور الأحصنة تتشكل أول عوالم المجد،المجد لهذه المهرة