الملا عبدالغني برادر: تعرف على الزعيم الفعلي لحركة طالبان

الأخبار I عرب وعالم

 

 

 

وصل الملا عبد الغني برادر، نائب زعيم طالبان ورئيس جناحها السياسي إلى كابل مؤخرا لإجراء محادثات بشأن تشكيل حكومة أفغانية جديدة.

 

وتأتي هذه التطورات بعد نجاح مقاتلي طالبان في السيطرة على زمام الأمور في معظم أفغانستان، بما في ذلك العاصمة كابل، بعد انسحاب القوات الأجنبية منها. وقد نجحت حركة طالبان في السيطرة على القصر الرئاسي في كابل دون وقوع أي اشتباكات مع حراس الأمن. وقال أحد قادة طالبان للقناة، من داخل القصر، إن الحركة تسعى إلى "حكومة تشاركية" في أفغانستان، غير أنه قال إن القرار النهائي يعود إلى المكتب السياسي للحركة.

 

 وكان الملا برادر قد وقع اتفاقية في الدوحة مع الولايات المتحدة أدت إلى الانسحاب الأمريكي، الأمر الذي مهد لسيطرة طالبان على البلاد، ووعدت الحركة بحكومة شاملة لأفغانستان، على الرغم من تشكيك الكثيرين في ذلك.

 

ومن بين كبار قادة طالبان الآخرين في العاصمة كابل خليل حقاني من شبكة حقاني المتشددة - أحد أكثر فصائل الحركة دموية. وكان مطلوبا لدى الولايات المتحدة الأمريكية ومدرجا في قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

 

ورغم أن الملا عبد الغني برادر هو الرجل الثاني في طالبان بعد زعيمها الملا هبة الله أخوند زاده، إلا أن صحيفة الإيكونوميست البريطانية وصفته بالزعيم "الفعلي" للحركة، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتم تعيينه كزعيم لإمارة أفغانستان الإسلامية التي تم إحياؤها على عجل. التعليق على الصورة، نجحت حركة طالبان في السيطرة على القصر الرئاسي في كابل وقد جاءت التطورات الأخيرة لتزيل الشكوك التي ساورت البعض في دور برادر كصانع للسلام، إذ اعتبروا أن السنين التي قضاها محتجزا قد قوضت تأثيره بين المقاتلين.

 

الملا عبدالغني برادر واحد من المؤسسين الأربعة لحركة طالبان عام 1994. ووُصف بأنه ثاني أهم قائد في الحركة بعد الملا عمر، وكان على صلة وثيقة بأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. وقاتل الملا برادر في شبابه مع المجاهدين ضد القوات السوفيتية والحكومة الأفغانية التي تركوها وراءهم. وكان برادر صديقا مقربا من الملا محمد عمر، الذي أطلق عليه اسم "برادر" ويعني "الأخ".

 

ما الذي سيحدث في أفغانستان إذا عادت طالبان إلى الحكم؟ وبعد الحرب، ساعد برادر الملا محمد عمر، قائده السابق وصهره، في إطلاق حركة طالبان التي ضمت مجموعة من الأكاديميين المتشددين الذين اتحدوا للقضاء على أمراء الحرب المحليين، والذين نجحوا في بسط سيطرتهم بسرعة على الكثير من أنحاء البلاد في عام 1996. ويحظى الملا عبد الغني برادر باحترام كبير بين مقاتلي طالبان. ولد الملا برادر عام 1968، في قرية ويتماك، بمقاطعة ديهراوود، بإقليم أوروزغان الأفغاني.

 

وتشير المعلومات المتوفرة لدى الإنتربول إلى أنه ينحدر من قبيلة دوراني، وهي نفس القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس السابق حامد كرزاي. وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 والإطاحة بحكومة حركة طالبان، أصبح الملا برادر الشخصية المحورية للحركة وقائد عملياتها. واستمر برادر في قيادة الحركة حتى أُلقي القبض عليه في فبراير/شباط عام 2010، في مدينة كراتشي الباكستانية، بعد عملية عسكرية مشتركة بين القوات الأمريكية والباكستانية.

 

وجاء اسم الملا برادر على رأس قوائم المسجونين الذين طالبت الحركة بإطلاق سراحهم، في مفاوضاتها المتعاقبة مع المسؤولين الأمريكيين والحكومة الأفغانية. إجابات عن 10 أسئلة عن الحرب ذات التكلفة الفلكية في أفغانستان وقد أعلنت باكستان إطلاق سراحه في 20 سبتمبر/ أيلول من عام 2012، لكنه ظل خاضعا للإقامة الجبرية فعليا في باكستان.

 

غير أن أفغانستان، التي ساورها الشك في أن جارتها باكستان تحاول التأثير على شؤونها الداخلية، ظلت تطالب بتسليم برادر، وترى أنه لا يمكن اعتباره مطلق السراح طالما أنه على الأراضي الباكستانية. وقد أحيطت تحركاته في باكستان بالسرية، ولكن في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2013 تم نقل الملا عبد الغني برادر إلى منزل آمن في مدينة بيشاور قرب الحدود الأفغانية، فيما مثل خطوة نحو بدء محادثات سلام مع حركة طالبان.

 

هل ينقذ ابن "أسد بانشير" الراحل أفغانستان من حكم طالبان؟- التليغراف تتساءل وقال مسؤول عسكري كبير لرويترز حينئذ: "برادر نقل من منزل آمن في كراتشي إلى منزل آخر في بيشاور، وهو على اتصال مستمر مع زملائه".

 

وأخيرا تم إطلاق سراح الملا عبد الغني برادر في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد مفاوضات بوساطة قطرية. وبعد إطلاق سراحه تولى برادر مسؤولية المكتب السياسي للحركة في قطر، لكنه ظل يقيم في باكستان حتى عودته إلى العاصمة الأفغانية كابل مؤخرا. ولم يصدر الملا برادر أية بيانات علنية منذ إطلاق سراحه، إذ يُعرف عنه الميل للحد من البيانات العلنية، حتى قبل القبض عليه في 2010.

 

ومن بين أبرز المرات التي خاطب فيها الملا برادر العالم، كانت في يوليو/تموز 2009، في مراسلات بالبريد الإلكتروني مع مجلة نيوزويك. وذكر في تلك المراسلات أن طالبان تريد إلحاق أكبر قدر من الضرر بالقوات الأمريكية في أفغانستان. وتعهد بالاستمرار في "الجهاد" حتى "يرحل العدو عن أرضنا". وبسؤال المجلة له عن مفاوضات السلام، قال إن الشرط الأساسي "هو انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان".

 

وكان المسؤولون الأفغان يأملون في أن يساعد نفوذ برادر في تسريع مسار عملية السلام، وهو ما اتفقت معه مصادر في طالبان. التعليق على الصورة، في شارع بكابل، ملصق عليه صورة الملا عبد الغني برادر وأعلام طالبان وذكرت تقارير أن الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، كان على تواصل مع برادر قبل القبض عليه بأشهر قليلة. وأن القبض عليه كان بمثابة إحباط لمفاوضات ممكنة بين الحركة والحكومة الأفغانية آنذاك.

 

برز دور الملا برادر بعد تأسيس حركة طالبان، كقائد وصاحب رؤية عسكرية. وبسبب دوره المحوري في الحركة، يُعتقد أنه كان يتولى القيادة بشكل مباشر، وكذلك التحكم في الأمور المالية المتعلقة بها. وكان مصدر أفغاني، رفض ذكر اسمه، قد ذكر لـ بي بي سي من قبل أن الملا برادر "تزوج من شقيقة الملا عمر. وتحكم في الأموال. وشن عدداً من أكثر الهجمات دموية ضد القوات الحكومية".

 

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أصدر عدداً من العقوبات ضد الملا برادر، من بينها تجميد أمواله، ومنعه من السفر. اتفاق الدوحة في فبراير/شباط من عام 2020، وقع برادر اتفاق الدوحة الذي تعهدت فيه الولايات المتحدة بمغادرة أفغانستان، على أساس أن تدخل طالبان في ترتيب لتقاسم السلطة مع حكومة الرئيس أشرف غني في كابل.