الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح
لا يزال الرئيس السابق علي عبد الله صالح، يمثل معضلة حقيقية لمليشيات الحوثي خصوصا قياداتها، رغم مضي قرابة 4 أعوام على مقتله.
ويكثف الحوثيون حملاتهم التي لم تتوقف منذ 2017 ضد صالح عبر وسائل إعلامهم المختلفة، وتحديدا الإذاعات المحلية التي تستهدف جمهورا واسعا في مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية.
مؤخرا تصدرت قيادات حوثية كبيرة الحملة ضد صالح وأفراد عائلته، وكان محمد علي الحوثي الطامح بزعامة المليشيات، أحد هذه القيادات التي هاجمت الرئيس السابق وحرضت بشكل علني على استهدافه إعلاميا.
ويقول قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتواجد في صنعاء، إن مليشيات الحوثي منذ جريمة تصفيتها للرئيس السابق علي صالح بمهاجمة منزله ومنازل أقربائه، وهي عاجزة عن إزاحة رمزيته في أوساط الناس والمجتمع القبلي في الشمال.
المرشد الحوثي
وأضاف القيادي المؤتمري الذي رفض كشف هويته في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تكوين المليشيات الحوثية وهيكل قيادتها، يقوم على صنع قائد واحد كمرجعية وحيدة ويتم منحه القداسة كمرشد أشبه بخامنئي في نظام الحكم الإيراني.
وتابع "لم تتمكن المليشيات من فرض زعيمها كقائد وحيد وممثل للشمال، إذ لا زال صالح يمثل شبحا يؤرق القيادات الحوثية باعتباره صاحب مكانة وحضور مجتمعي رغم مضي سنوات على رحيله".
وأكد المصدر المؤتمري أن المليشيات تعتبر بقاء مكانة صالح ورمزيته تهديدا لوجودها في الشمال وفي أوساط المجتمع القبلي، لتصدر قيادات شابة من أسرة صالح المشهد العام عسكريا وسياسيا متكئين على إرث من القبول المجتمعي أورثه لهم الرئيس السابق علي صالح .
وما يعزز أسهم القيادات الشابة في أسره صالح، هو خسارة المجتمع القبلي للامتيازات التي كان يحصل عليها في عهد صالح، سواء في الجيش أو في تسهيلات أو امتيازات مالية ووظيفية، بينما حولت المليشيات المجتمع القبلي إلى مخزن للمقاتلين تبيدهم في معاركها بعد أن نزعت امتيازاتهم ومكانتهم الاجتماعية .
وتسعى المليشيات الحوثية الى إلصاق تهمة الخيانة بصالح، كونه دعا إلى قتالها في ديسمبر 2017، وتم قتله بعد أن خاض مع مجموعة صغيره من حراسته وأقاربه قتالا ضاريا انتهى بسيطرة المليشيات الحوثية على كل مقدرات الدولة ومؤسساتها وإقصاء كل من له صلة بصالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام .
وتعيش مناطق الشمال حالة من الفقر والنقمة على مليشيات الحوثي الانقلابية لنهبها مرتبات موظفي الدولة اليمنية، وتحويل كل عائدات المؤسسات الحكومية إلى مجهود حربي في الجبهات، الأمر الذي جعل فترة حكم صالح من سنوات الماضي الجميل وعزز مكانة صالح وحزبه وأسرته في أوساط الناس .
فشل الحوثيين
القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام يحيى العابد، وصف الحوثيين بـ"عصابه عنصريه سلالية بنيت على أساس مذهبي يهدد كل المجتمعات المحلية في أي مكان تواجدت فيه".
وقال العابد معلقا على الحملات الحوثية المتواصلة ضد صالح وأفراد عائلته: "عندما شاهد الحوثيون الاحتفاء الشعبي الكبير بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وكيف اكتسحت صور الرئيس السابق علي عبد الله صالح منصات التواصل الاجتماعي، ونشرت مقاطع فيديو تذكر بمنجزات صالح أصيبت المليشيات بالجنون".
وأشار العابد إلى أن المليشيات أرادت أن تسقط صورة صالح الخالدة في أذهان الناس، فعمدت إلى إرسال أحد أتباعها للمس بمكانة صالح في أوساط مجتمعه والمجتمع اليمني بشكل عام.
ووصل الحال بمليشيات الحوثي أن توجه أحد شيوخ منطقة سنحان مسقط رأس صالح، بأن يصدر بيانا ينفي انتساب صالح الى إحدى العائلات الحميرية العريقة وينسبه إلى عائلة قال إنها يهودية .
وأثار هذا البيان الحوثي سخطا واسعا في المجتمع اليمني، دفع حتى بخصوم صالح السياسيين ومن عملوا على إزاحته من السلطة إلى الدفاع عنه، واستهجان محاولات المليشيات اليائسة ضرب مكانة صالح عبر الفرز السلالي المقيت وتزوير الحقائق.
وقال العابد في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن الشعب اليمني يعرف صالح باسمه الثلاثي، ولم يحرص الأخير أن يكون له لقب لأنه ينتمي إلى قبيلة كبيره اسمها اليمن وأصوله الحميرية تشكل هاجسا مزعجا للمليشيات السلالية.
وأشار العابد إلى أن الرد العملي على حملات المليشيات الحوثية، كان من خلال استمرار نشر صور علي عبد الله صالح بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي كرد على هذه العصابة الحوثية، وهو ما أثار الرعب لدى قياداتها.
تجريم ذكر صالح
ولم يستبعد الكاتب والصحفي اليمني عبد الله الحضرمي، أن يشرع الحوثيون قوانين تجرم ذكر صالح أو تسميه بالزعيم كما يلقبه أنصاره ومحبيه .
وقال الحضرمي على صفحته في فيس بوك، إن الحوثيون "يجرمون المشاعر الشعبية لناحية علي عبدالله صالح ويخونون من يلقبه بالزعيم وقد يشرعنون هذه الغشامة".
حالة الاستنفار الإعلامي للحوثيين ضد صالح، ظهرت جليا في برامج وخطاب قنوات الحوثيين واعلامهم المتعدد والتي حولت احتفاء أتباع صالح بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الى مناسبة للهجوم عليه وأفراد أسرته الذين ترى فيهم المليشيات مشاريع قيادات ذات حضور قوي في مناطق سيطرتها .
وتوجت المليشيات هذا الاستنفار بإعلان أحكام قضائية بالإعدام ضد 9 أشخاص من المحسوبين على حزب صالح، ألصقت لهم تهما زائفة بالتعاون مع عمار صالح مسؤول شعبة المخابرات العامة في الساحل الغربي.
ومثلت الأحكام الحوثية القاسية وغير الشرعية، رسالة عدوانية إلى أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام في مناطق سيطرتها وتعبير فاضح عن حالة الاستفزاز التي يمثلها صالح وأفراد عائلته لزعيم المليشيا وقيادات العصابة الحوثية.