كركيزة أساسية لسياسته في الشرق الأوسط؛ تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن على إنهاء الحرب الأهلية التي خلقت كارثة إنسانية واستراتيجية في اليمن، لكن بعد ستة أشهر، تزداد الكارثة سوءًا. وفقاً لمجلة فورين أفيرز الأمريكية.
مشيرة إلى التصعيد العسكري للحوثيين باتجاه مدينة مأرب، في وقت تفاقمت معه الأزمتان الاقتصادية والإنسانية في البلاد، علاوة على توقف الدبلوماسية بعد فشل مبادرة وقف إطلاق النار التي تقودها الأمم المتحدة والتي روج لها المبعوث الأمريكي الجديد في إحراز أي تقدم، وقد تكون أبعد من الإنعاش.
ومع ذلك، ترى المجلة المتخصصة في السياسة الخارجية الأمريكية، أنه قد يكون في تعيين السويدي هانز جروندبرغ مبعوثا خاصا جديدا للأمم المتحدة إلى اليمن ما يدعو إلى الأمل، ذلك إذا أعاد المجتمع الدولي التفكير في منهجه لإنهاء الحرب.
+ تحليل - ما هي حظوظ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن؟
تشدد، في هذا الجانب، على أنه يجب على الولايات المتحدة والأمم المتحدة وجميع البلدان المشاركة في صنع السلام إعادة تقييم فهمهم الأساسي للصراع أولاً.
وتقول، الحرب أكثر تعقيدًا بكثير مما تم رسمها في كثير من الأحيان في الخارج: إنها ليست مجرد صراع على السلطة(..) لكنها في الأساس صراع داخلي تشارك فيه مجموعة مذهلة من الفصائل المتنافسة، مع قوى خارجية تأجيج النيران.
وبما أنه لا يمكن تحقيق مكاسب سريعة في اليمن، فإن ما يمكن فعله عندئذ، من وجهة نظر فورين أفيرز، هو أن تعمل الولايات المتحدة وشركائها الدوليين على تحويل حوافز الأطراف المتعارضة بعيدًا عن المماطلة والتوجه نحو عقد الصفقات.
كما أنه يجب إعطاء المبعوث الأممي الجديد الوقت والمساحة لإعادة التفكير التي تمس الحاجة إليها في النهج الدولي للتوسط في الصراع، كأن يعطي الأولوية لجولة استماع داخل اليمن، يتبعها توسيع للمفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لجعلها أكثر شمولاً.
مثل هذه الخطوة من شأنها أن تمنع الحوثيين وحكومة هادي والمملكة العربية السعودية من العمل كحراس للعملية السياسية وستحفز على عقد الصفقات بين اليمنيين وبناء التحالف. باعتقاد المجلة.
توضح: إن إضافة المزيد من الأطراف إلى المفاوضات لن يؤدي بالضرورة إلى تسهيل حياة الدبلوماسيين على المدى القصير. لكن توسيع المحادثات لتشمل مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة المحلية المؤثرة سيعكس الواقع اليمني الحالي، وبالتالي سيجعل التسوية السياسية أكثر استدامة.
وذكرت المجلة أن العديد من الجماعات المحلية تلك قد تعهدت بمواصلة القتال في حال توسطت الأمم المتحدة في صفقة ثنائية لم يكن لها رأي فيها.
وتشجع، في الوقت نفسه، على التلويح للحوثيين بالإجراءات العقابية التي سيواجهونها إذا استمروا في هجومهم على مأرب.
وتبعاً للمجلة الأمريكية، تُظهر العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد الشبكات الاقتصادية للحوثيين، على سبيل المثال، أن واشنطن قادرة على اتخاذ تدابير مستهدفة تركز على اللاعبين النخبة داخل الحركة بدلاً من المناورات الشاملة والمدمرة مثل تصنيف إدارة ترامب كمنظمة إرهابية أجنبية.