كوثر الذبحاني تكتب..من مذكرات امرأة شاردة(11)

الأخبار I أدب وثقافة

 

 

ولأني لا أملك إلا قوت يومي ، ولا أتقاضى من أي وظيفة ريالا واحدا ، ولا أرتاد صالونات التجميل لأحصل على خدود منتفخة ، وشفاها وردية ، و أسنانا ناصعة البياض ،

لا أضع أي نوع من أحمر الشفاه ، أنا امرأة عادية جدا ، 

تلّبس اللون الأصفر على لبنيتي منذ الطفولة ، تتعرض ابتسامتي للكثير من السخرية .. 

يلومها الجميع ، وينهش أحلامها جمع آخر من الفضوليين ، وهي كالعادة تفر من ذاتها إلى قلب تظنه أمانها ، ولاتأبه لما لكل ذلك العِداء ، من مجتمع كل همه 

ماذا ترتدي تلك الفتاة؟

كيف تمشي؟

وأين تقف؟ 

لاينظرون إلى همتها، طموحها ، نجاحها الذي يعانق السماء .. 

أنا امرأة تكافح شرودا بحجم المعاناة التي تجثم في قلب كل مواطن أجبرته هذه الأرض على تحملها مع سبق الدمار والشقاء .. 

أبنائي قتلوا في الحدود ، ومنهم من قصفه الطيران فمات بعضهم والآخرون مازالوا مصلوبين على كراسيهم المتحركة، 

وأثنان منهم مازالا إلى الآن يتصارعان ، ومن منهم سيكسب المعركة . 

أنا امرأة شاردة أبحث عن وطن