استنساخ لتجربة "لجنة الموت" الإيرانية عام 1988، يعيدُ الحوثيون من صنعاء صناعة الموت ذاته بشكلٍ تدريجي يتجسد من خلال استهداف الفئات الضعيفة من المجتمع اليمني وجعلها ضحايا إرهابهم الدموي لتأكيد نزعتهم تجاه الموت وسلب حياة الأبرياء، وكذا بث صورة من صور الرعب والإرهاب أمام أنظار الناس في المناطق التي يسيطرون عليها.
تعمُ اليمنيين اليوم حالةٌ من الحزن والأسى على ذهاب 9 أشخاص بينهم طفل قاصر ضحايا لإرهاب الحوثيين، عقب إعدامهم من قبل المليشيا في العاصمة صنعاء بزعم مشاركتهم في قتل الهالك صالح الصماد الذي لقي مصيره المُستحق في غارة جوية لطيران التحالف العربي يوم ال 19 من أبريل 2018م، في مدينة الحديدة، لطي صفحةٍ كانت بصمات المليشيا حاضرةً فيها بتورط قادةٍ بارزين فيها بالحادثة التي وقعت في ذروة صراع الأجنحة في أوساط المليشيا.
وساقت مليشيا الحوثي الضحايا التسعة صباح اليوم السبت الى ميدان عام في العاصمة صنعاء بعد محاكمات جائرة تفتقد لأدنى معايير العدالة والنزاهة، حيث أقدمت هنالك على قتلهم بدمٍ بارد أمام الملأ رغم المطالبات الحقوقية التي دعت المليشيا الإرهابية إلى وقف تنفيذ هذه الأحكام الجائرة وإتاحة الفرصة للضحايا للدفاع عن أنفسهم إزاء كل الاتهامات المُلفقة بهم.
واعتمدت مليشيا الحوثي في محاكمة الضحايا على مقطع فيديو شائع يظهر بعض الضحايا حاضرين في قاعة أدلى فيها الهالك الصماد بخطاب قبل مقتله بساعات، حيث تتهمهم بدس "شريحة" في جيب مرافق الهالك لتحديد مكانه؛ غير أن هذا المرافق الذي أدعت المليشيا دس الشريحة في جيبه لا زال على قيد الحياة، فيما بعض الضحايا تم اختطافهم من مناطق متعددة وتلفيق التهم بهم دون أدلة تذكر.
ومع كل هذه التناقضات وغياب الشفافية في تطبيق أدنى معايير ومبادئ العدالة، أصرت مليشيا الحوثي الإرهابية على تلفيق التهم ب 9 أشخاص ينتمون إلى محافظة الحديدة رغم براءتهم من التهم الكيدية الموجهة إليهم، ومضت في الأخير إلى إعدامهم ظُلمًا كما كان متوقع، ورسم صورة جديدة من صور الإرهاب الحوثي المُستمد من إرهاب الحرس الثوري الإيراني.
والضحايا الذين اعدمتهم مليشيا الحوثي هم، علي علي إبراهيم القوزي، عبدالملك أحمد محمد حميد، محمد خالد علي هيج ، محمد إبراهيم علي القوزي، محمد يحيى محمد نوح، إبراهيم محمد عبدالله عاقل، محمد محمد علي المشخري، معاذ عبدالرحمن عبدالله عباس، عبدالعزيز علي محمد الأسود، حيث يعد الأخير طفلًا قاصرًا لا زال في ال 17 من العُمر.
وكانت منظمات حقوقية عدة طالبت المليشيا الحوثية بوقف ارتكاب هذه المجزرة التي وصفها ناشطون بأنها "إعدام لتهامة بكلها" غير أن المليشيا لم تعر اهتماما لتلك الدعوات وراحت تقدم الضحايا واحدًا تلو الآخر لنيل الموت ظُلمًا في مقصلة الإرهاب التابعة لها.
وقال الكاتب والناقد حُسين الوادعي على حسابه في تويتر: "لا تملك الحوثية شيئا تقدمه لليمنيين غير الموت بكل أشكاله، الموت في الجبهات، الإفقار والموت جوعا، الإعدام دون محاكمات أو بمحاكمات مسيسة، جماعة تعشق الموت ولا تملك منجزا غيره، وغير أدواته، 9 أشخاص أعدموا صباح اليوم بتهمة التورط في قتل "الصماد" بعد محاكمة هزلية".
وكتب الصحفي كامل الخوداني في هذا السياق قائلا: "إعدام الحوثيين صباح اليوم تسعة أشخاص أبرياء من أبناء الحديدة لاعلاقة لهم بمقتل صالح الصماد بعد اختطافهم من منازلهم، جريمة بشعه ترتكبها المليشيا بحق أبرياء تم اختيارهم بعناية وصمت مخزي للاعلام والناشطين والمنظمات والمجتمع الدولي".
وكان وزير الإعلام معمر الارياني قد اعتبر "أوامر القتل التي أصدرتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين التسعة جريمة قتل عمد مكتملة الأركان، واستنساخ لنموذج نظام الملالي الايراني في تصفية المعارضين السياسيين منذ الثورة الخمينية، ولا تختلف عن جرائم الاعدام الميداني التي نفذتها التنظيمات الارهابية "القاعدة، داعش" في مناطق سيطرتها".
وأرفق الصحفي سامي نعمان صورة للضحية معاذ عباس، علّق عليها بالقول: "هذا الصياد البسيط لفق له مجرم الحرب عبدالملك الحوثي تهمة الاشتراك بقتل الصماد، قال معاذ للمحكمة: أنتم اتهمتوني أني كنت يوم مقتل الصماد في حوش موسى مفلح في القناوص أرفع الإحداثيات كيف حصل هذا والجميع يعرف أن هذا الحوش مقر للحوثيين منذ وصولهم الحديدة".
وأضاف، "إنها جريمة طافحة بالفاشية والعنصرية والطائفية، رتبوا صفوفكم وإعملوا بجد وهمة إذ لا خلاص لشرف وكرامة اليمنيين إلا بإقتلاع الإرهاب الحوثي من جذوره، سنقتص يوما من رقبة عبدالملك الحوثي بأضعف مواطن قتله أحقر مرتزقته ولا يدري هو أين ومتى وكيف ولماذا".