بدت الصين أقرب الدول للاعتراف بحكومة حركة طالبان في أفغانستان، إذ يقف وراء هذا التقارب الصيني بين بكين وطالبان مجموعة من الأهداف الاستراتيجية للصين.
وبحسب تحليل مختصين في العلاقات الدولية لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن مصالح تتعلق بالاقتصاد، والصراع مع أميركا، والنفوذ الهندي في المنطقة، تدفع بكين إلى دعم الحركة الفاقدة للاعتراف الدولي حتى الآن.
ولا زالت سفارة بكين بأفغانستان، ضمن 5 سفارات (الصين وروسيا وباكستان وتركيا وإيران) تعمل بعد سيطرة الحركة على السلطة في 17 أغسطس الماضي.
وسارع المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، للترحيب بإعلان طالبان، في 8 سبتمبر، الحكومة، قائلا بعدها بيوم إن "الإعلان أنهى أكثر من 3 أسابيع من الفوضى، ويعد خطوة ضرورية نحو استعادة النظام وإعادة الإعمار بعد الحرب"، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء.
وأمام اجتماع "منظمة شنغهاي للتعاون"، الجمعة، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أنه: "من المهم دفع السلطات الأفغانية الجديدة لتشكيل هيكل سياسي شامل وواسع ينتهج سياسات داخلية وخارجية معتدلة".
كنوز التعدين وطريق الحرير
وتقول محللة الشؤون الاستراتيجية الهندية، أديتي بهادوري، إن أفغانستان تملك مخزونا هائلا من المعادن، مثل النحاس وغيره، ووقعت الصين عقودا لحقوق التعدين بالفعل.
وتسعى الصين لإقناع طالبان بتوقيع مبادرة الحزام والطريق لتشارك كابل في الربط مع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، بحسب بهادوري.
ويربط مشروع "الحزام والطريق" شرق آسيا بأسواق أوروبا عبر مروره في أفغانستان وإيران والعراق وتركيا.
إزاحة أميركا
ويعد تقارب الصين مع طالبان جزءا من الصراع الاستراتيجي مع واشنطن، وملء الفراغ الأميركي في وسط أسيا، من خلال تقديم بكين نفسها بديلا، خاصة وأن إعلامها يروج لإقناع بلدان وسط وشرق آسيا بأنه لا يمكن الوثوق بواشنطن، بعد أن خذلت حلفاءها في أفغانستان.
استبعاد الهند
وتقول أديتي بهادوري، إن تقارب بكين مع طالبان سيؤثر على الصراع في شبه القارة الهندية، لأنه يعني دعم بكين لباكستان، عدوة الهند وحليفة طالبان.
وتقوية باكستان وأفغانستان يعني انكماش النفوذ الهندي ليترك مساحة للتمدد الصيني.
وتوضح أديتي بهادوري أن "طالبان وشبكة حقاني التي يشارك 3 منها في الحكومة، استهدفوا مصالح هندية في كشمير، ويمكن تكرار ذلك".
كما نبَّهت إلى احتمال تمدد التأثير الأيديولوجي لطالبان على الهند.