ما دلالات زيارة وزير الدفاع ”المقدشي“ إلى القاهرة؟ وهل سيتحول مسار المعركة ضد الحوثيين؟

الأخبار I أخبار وتقارير

 

حظيت زيارة وزير الدفاع اليمني، محمد المقدشي، إلى القاهرة، الاسبوع المنصرم، باهتمام واحتفاء كبيرين، وسط أسئلة عدة حول دلالاتها وتوقيتها، في ظل تحديات وجودية تواجهها الحكومة المعترف بها، وقواتها، وتراجعها ميدانيا لمصلحة الحوثيين.

وأكد الرئيس ، عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله وزير الدفاع اليمني، على دعم بلاده للحل السياسي للازمة اليمنية، بما يلبي طموحات الشعب اليمني وإنفاذ إرادته الحرة.

وفي بيان صادر عن الرئاسة المصرية، فإن السيسي شدد على أن "مصر لن تدخر جهدا لمساعدة اليمن الشقيق في بلوغ تلك الأهداف"، مشيدا بعلاقات التعاون بين البلدين في كافة المجالات، خاصة على الصعيدين العسكري والأمني.

قنوات اتصال عسكرية

وفي هذا السياق، يقول الصحفي والباحث اليمني، كمال السلامي: "إنه في ضوء التطورات الحالية على كافة الأصعدة، خصوصا صعيد السلام، وابتعاد الموقف السعودي عن النبرة التصعيدية، وحضور فكرة السلام في تعاطيها مع الملف اليمني أكثر من أي وقت مضى"، مضيفا أنه "من المنطقي أن تبحث الحكومة الشرعية عن مسارات أخرى، لدعم موقفها العسكري".

لكن السلامي استبعد في تصريح خاص لـ"عربي21"،"امتلاك الحكومة القدرة على الخروج نحو هذا المسار، دون ضوء أخضر سعودي".

وأكد الصحفي اليمني أن "الرياض قد تدفع باتجاه فتح قنوات اتصال عسكرية واستخباراتية وسياسية بين الشرعية ومصر، لتخفيف الضغط على السعودية، التي أنهكتها الحرب، وأصبحت مثقلة بالضغوطات الخارجية المتعلقة بالوضع الإنساني تحديدا".

وأشار إلى أنه: "قد تقوم مصر بهذا الدور على المستوى السياسي والاستخباراتي، لكني لا أتوقع انخراطا مصريا عميقا في المسار العسكري، سيما أن مصر كانت حذرة للغاية، حتى منذ بداية الحرب، بالرغم من كونها ضمن دول التحالف".

وأوضح الصحفي السلامي أن "مصر تمتلك ذلك الثقل الذي يمكنها من شغل الحيز الذي قد تخلفه السياسية السعودية في نسختها الأخيرة، القريبة للسلام".

لكنه استبعد "أي دور للقاهرة قد يحول مسار المعركة ضد الحوثيين"، لافتا إلى أن "الدور المصري ربما سيساهم فقط في تقديم عون محدود للحكومة للشرعية؛ لتحافظ على ما تحت يديها من مناطق محررة، أو على الأقل هذا ما تسعى إليه الحكومة من وراء الزيارة".

ولا بد من الإشارة في هذا السياق، وفقا للباحث السلامي، إلى ما يمثله الوضع في اليمن من تأثير جوهري على الأمن القومي المصري، موضحا أن "سيطرة حلفاء إيران على المنافذ البحرية، خصوصا باب المندب، قد يؤثر سلبا على مسارات التجارة والملاحة في قناة السويس".

وتابع: "ستصبح مصر تحت رحمة الأطماع والابتزاز الإيراني، كما هو حال دول الخليج مع مضيق هرمز، الذي لا تكف إيران بين الفينة والأخرى عن استخدامه كورقة ابتزاز لدول المنطقة".

تفاهمات عسكرية

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن زيارة وزير الدفاع اليمني إلى القاهرة ربما ارتبطت بالاهتمام المصري المتزايد بلعب دور في جنوب البحر الأحمر.

وقال في حديث لـ"عربي21": "وهي القضية التي دارت حولها اطروحات بعض النواب اليمنيين، ومنهم النائب علي المعمري، الذي تصدر قائمة البرلمانيين المنتقدين للأنشطة العسكرية الإماراتية المنفردة في مضيق باب المندب".

ولم يستبعد التميمي أن تكون هذه الزيارة ضمن التفاهمات القائمة بين الشرعية والسعودية لاستدعاء مصر عسكريا، وإن بصورة رمزية، بعد أن توقفت المشاركة المصرية ضمن التحالف العربي (تقوده السعودية).

وهذا يفسر -بحسب السياسي اليمني- الاحتفاء الذي قوبلت به زيارة الفريق المقدشي الذي لتقى الرئيس السيسي، وصدر عن اللقاء بيان شدد فيه الرئيس المصري على "وحدة اليمن واستقلال أراضيه، على أن تلبى طموحات الشعب اليمني وإرادته الحرة، وينهي التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي اليمني".

وأشار إلى أن "حديث السيسي ينصرف الى التدخلات الإيرانية، ولكنه ينسحب بالمحصلة على أي دور يمس ما شدد عليه، دون أن يعني مباشرة أن مصر سوف تتدخل ضمن مسار مواز لا يلتقي مع مسار التحالف".

وقال الكاتب التميمي: "ليس هناك من مؤشر على أن هذه الزيارة تعبر عن تحول في أداء الشرعية، يرمي إلى اعتماد خيارات جديدة على صعيد الدعم المنتظر لها لتجاوز التحديات الوجودية، التي تتعرض لها الشرعية ومعسكرها ومعهما الدولة اليمنية نفسها".

وفي الأيام القليلة الماضية، سيطر الحوثيون على مديريتي بيحان والعين، في الأطراف الغربية من محافظة شبوة (جنوب شرق) ومديرية حريب، جنوب محافظة مأرب (شمال شرق اليمن).