احتفاء شعبي داخل اليمن وخارجه بثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة

ومع محاولات الأئمة التسلط على اليمنيين بشكل ووجه جديد، أدرك معظم اليمنيين معنى الاحتفاء بذكرى الثورة الخالدة، في وضع يزيدهم تمسكاً بالمبادئ والقيم الجمهورية السبتمبرية رغم حالة الشتات الواسعة التي تشهدها البلاد منذ قرابة سبع سنوات مرت في أتون الصراعات الدائرة في مناطق مختلفة من البلاد. وبعد نجاح ثورة 26 سبتمبر، أدرك اليمنيون فداحة الظلم والاستبداد اللذَين اتسمت بهما حياتهم وحياة آبائهم خلال فترات حكم الأئمة، حيث فتكت بهم الأمراض القاتلة، وتم تعميم حالة الجهل على الغالبية العظمى من أفراد الشعب، وانتهج الأئمة سياسة الإفقار المتعمد الذي وصل حدّ الموت جوعًا في أكثر حقبة سوداء في تاريخ اليمن. واليوم وبعد تسعة وخمسين عاماً ومع عودة الأئمة في صنعاء، وما جلبوه من فقر ومجاعة وأمراض وظلم وتسلط، فإن منسوب الوعي الجمعي بعظمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، زاد أضعاف ما كان عليه، استشعاراً لروح وجذوة الثورة ضد الاستبداد الإمامي الجديد. وعلى الرغم من حالة التشظي والفوضى التي تعيشها اليمن، إلا أن هذه الحالة، أحيت في اليمنيين المزيد من الشغف والتمجيد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، على كافة الجوانب المعرفية والثقافية والسياسية. وفي عدة مُدن يمنية، أوقد الثوار والقيادات العسكرية والمحلية، شعلة الثورة، وعلى منصات التواصل، احتفى الناشطون بتحديث بروفايلات الصفحات الشخصية بإطارات 26 سبتمبر، للتعبير عن الانتماء لروح هذا اليوم. كما احتفى اليمنيون المغتربون في عدة دول حول العالم، بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962 التي أنهت الحكم الإمامي وقيام النظام الجمهوري. ففي العاصمة المغربية الرباط، أقامت السفارة اليمنية، حفلاً خطابياً، وأكدت الكلمات التي ألقيت في الفعالية، على أهمية الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الهامة رغم كل ما يمر به الوطن من تحديات جسام. وفي الولايات المتحدة، حيث تقيم أكبر وأقدم جالية عربية، نظم المئات من أبناء الجالية اليمنية في مدينة نيويورك رفع العلم اليمني فوق مبنى مدينة يانكرس وقلب سمائها. وفي ماليزيا نظمت السفارة اليمنية في كوالالمبور احتفاءً بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذكرى الثامنة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدتين.