حاولت مراراً وتكرارا أن لا أسيء لشخص الرئيس هادي من منطلق ديني لانه ولي الأمر ولاينبغي الإساءة له بأي شكل من الأشكال مهما بلغ بنا الحال مبلغه..
وجاهدت ذاتي التي تأبى الظلم وترفض القهر،وتبكي وجعاً لحال الشعب إلا أنها أبت إلا أن تسكب معاناتها حبراً على الصفحات علها تصل للرئيس (هادي) ويقرأ مابين سطورها..
فأوصلوها لهادي محملة بسلامي المشحون بالأسى ووجعي الممتمد من أخمص (قدمي) حتى قمة رأسي لحال الشعب الذي تداعى بنيانه، وخارت قواه وتعطلت مصالحه وأبيدت حياته وفاقت قسوة الحياة والسياسة كل توقعاته..
أوصلوا للرئيس هادي دموع المسحوقين المالحة، ونهداتهم القاتلة، وآناتهم المؤلمة،وأوجاعهم المتلاحقة، ونكباتهم المتتالية، وأحلامهم البائدة..
أوصلوا للرئيس هادي أننا ماعدنا نقوى على مجاراة السياسة، ولا مسابقة (العملة) المنهارة، ولا ملاحقة الأسعار المستعرة،ولا الغلاء الفاحش..
قولوا للرئيس هادي أن (ريالنا) الهزيل يناطح الـ400 ولازال في سباقة المحموم نحو الـ500 والخوف كل الخوف أن يتخطاها (ويُشنق) حينها دون رحمة..
أبغلوا هادي أننا لا نبحث عن رفاهية، ولا عن نعيم،ولا عن رخاء،ولا عن جاه،ولا عن مال،ولا مكان، أبلغوه فقط أننا نبحث عن كسرة خبز (يابسة) وشربة ماء حارة، وشيء يسير من سبل الحياة إن كتب الله لنا الحياة..
أبلغوا الرئيس هادي أن كل شيء (إنهار) وأصبح يسبح في (أنهار) الفوضى والضياع والشتات والهلاك والدمار ويغرق رويداً .. رويداً..
أبلغوا الرئيس هادي أن الشعب (يحتضر) ويموت ببطء شديد بعد أن وصل الحال للمحال وأستحال العيش في هذا الواقع الصعب جداً،وأننا نحيى فقط برحمة الله وعطفه..
أبلغوا الرئيس هادي أننا على شرفات (الهلاك) والإضمحلال والغرق في ذلك المستنقع الذي صنعته السياسة (النجسة)، ومارس فيه الساسة القذرون (العهر) السياسي بل حرية وإريحية دونما مخافة من الله..
أبلغوا هادي إن كان لازال ولا أظن أنه (لازال) أننا قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حربٍ ليس مع عدوٍ داخلي أو محتلٍ خارجي وإنما مع الصراع من أجل البقاء ولربما يأكل بعصنا بعضاً..
وختاما أبلغوه إن كان لايدري بما يحدث فتلك (مصيبة) ، وإن كان يدري ولم يحرك ساكناً (فالمصيبة) أعظم...