ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اليوم، في مدينة عتق، اجتماعاً للسلطة المحلية والتنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية في محافظة شبوة، لمناقشة الأوضاع العسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، واحتياجات الانتصار في المعركة ضد مليشيا الحوثي الانقلابية حتى استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
واستعرض الاجتماع أولويات الدعم والإسناد الحكومي للمعركة في أطراف شبوة، بناء على توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضمن الأولويات القصوى لدعم مختلف الجبهات وبالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، حتى تحقيق الانتصار في هذه المعركة المصيرية والوجودية لليمن والمنطقة العربية.
كما جرى مناقشة الوضع الأمني والاقتصادي والخدمي في محافظة شبوة، وتجاوز التحديات القائمة، وما تبذله السلطة المحلية من جهود في مختلف الجوانب، وآليات الدعم المطلوبة من الحكومة ضمن العمل التكاملي لتعزيز الأداء.
وألقى رئيس الوزراء كلمة في الاجتماع نقل في مستهلها تحيات فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الجميع وللأبطال الميامين في مختلف جبهات القتال والتقدير والاعتزاز بما يقدمونه من تضحيات وبطولات وهم يدافعون عن الوطن والنظام الجمهوري ضد المشروع العنصري لمليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، مؤكداً أن شبوة ومأرب اليوم تمثل روح اليمن التي لا تستكين وقلب المقاومة والأمل، ولا مكان للانكسار والتراجع في هذه المعركة مهما كانت التضحيات، فالمسؤولية كبيرة تجاه الوطن والأجيال القادمة.
وأشار الدكتور معين عبدالملك إلى أنه حرص من خلال هذه الزيارة إلى الاطلاع عن كثب على احتياجات المحافظة وأوضاع المقاتلين في الجبهات، والاستجابة لها كأولوية قصوى أمام الحكومة، وقال "هذه المعركة ليست معركة شبوة ومأرب فقط بل هي معركة كل اليمنيين للحفاظ على كرامتهم وعلى الجمهورية وعلى الدولة".
وشدد على أهمية توحيد الصفوف لأن مصير هذه المعركة سيحدد مستقبل اليمن لعشرات السنين، فإما حرية ومساواة، أو نظام عبودية وهو ما لن يقبل به اليمنيين، لافتاً إلى أن الغاية هي استعادة صنعاء وكل شبر في أرض الوطن ما يزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي، ولا مجال أمامنا إلا الانتصار فقط في هذه المعركة المصيرية، منوهاً بدور القبائل والمقاومة الشعبية والشعب اليمني وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي العنصري والدموي.
وقال "كلكم تابعتم احتفالات الشعب اليمني بالعيد الوطني الـ 59 لثورة سبتمبر المجيدة، كما لم يحتفلوا به من قبل، وهي فرصة لأهنئكم وكل الشعب اليمني من هنا، بالثورات اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر و 30 نوفمبر التي ينبغي أن نجسد قيمها ومبادئها في معركتنا اليوم ضد الإمامة الكهنوتية بثوبها الجديد المدعوم إيرانياً".
ولفت رئيس الوزراء إلى مضامين خطاب فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر وتأكيده على وحدة الصف، ونبذ الخلافات التي أثرت على المعركة وأعطت مساحات لمليشيا الحوثي للتحرك، مشيراً إلى إدراك الجميع أهمية عدم استمرار ذلك والوقوف صفاً واحداً خلف الشرعية الدستورية لإنهاء الانقلاب الدموي الحوثي واستعادة الدولة، مؤكداً على أهمية تماسك القوى السياسية وأن اتفاق الرياض هو خارطة لاستكمال التوافقات والمساهمة في تحسين الأوضاع.
وأضاف "يتمدد الحوثي في مساحة الشقاق داخل القوى المقاومة لهم، قوى الشرعية، وينتشر داخل مساحات الأوهام التي تغري البعض بخوض معارك صغيرة وجانبية، ويجب أن يعي الجميع أن هناك قضايا لا يجوز أن تكون مساحة للابتزاز أو المماحكات السياسية، فالمليشيا العنصرية والمشروع الإيراني هي العدو ولا خيار أمامنا إلا النصر، وأي امتداد لهذا المشروع ستكون كارثة للأجيال القادمة، وسنقاتل للحفاظ على هوية وعروبة بلادنا ولن نستسلم مهما كانت التضحيات".
وشدد الدكتور معين عبدالملك على أهمية المكاشفة والمصارحة في هذه المرحلة لتجاوز أي انتكاسات وعدم تكرارها، وقال "حرصنا على أن نكون بينكم اليوم تاكيداً على أننا لن نتخلى عن واجب ولن نتهرب من مسؤولية رغم المعوقات والعوائق والظروف الصعبة التي ليست خافية على الجميع، وعلينا مسؤوليات عديدة ومهام متعددة ونحن في الحكومة لن نتردد في بذل أقصى الجهد في سبيل شعبنا وحريته وتحرره وعزته ومعيشته، وندعو كل صاحب مسؤولية أن يقوم بمسؤوليته فالمسؤولية تضامنية وتكاملية ولا نجاح إذا تقاعس البعض أو عطل أو عرقل من يعمل أو يريد أن يعمل".
وتطرق رئيس الوزراء إلى الأوضاع الاقتصادية وما شهدته أسعار صرف العملة الوطنية من تراجع، والحلول والإجراءات الجاري العمل عليها لوضع حد لذلك، وتخفيف الأعباء التي فرضتها هذه التحديات على معيشة وحياة المواطنين، مشيراً إلى الدور المعول على شركاء اليمن وخاصة في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لدعم هذه الحلول والإجراءات بشكل عاجل ووفق مسار سريع.
وقال "أقول لإخوتنا في قيادة تحالف دعم الشرعية نعرف عظمة التضحيات التي قدمتموها ونقدر وفاءكم وصبركم وكرمكم، ونقول لكم نحن إخوتكم اليمنيين بأمس الحاجة للمزيد من دعمكم وإسنادكم في الجانب العسكري والاقتصادي، فأنتم كنتم وستظلون السند الأصيل للشعب اليمني وتعيدون للناس الأمل كما حدث عقب انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015".
وتحدث محافظ شبوة محمد بن عديو، حيث أكد على أن زيارة رئيس الوزراء تأتي في وقت مهم ولحظة فاصلة ليس على شبوة وإنما على المشروع الوطني في استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، مشيراً إلى أهمية هذه الزيارة في رفع الروح المعنوية للمقاتلين والمرابطين، وأكد على تماسك أبناء المحافظة وصمودهم ضد المشروع الظلامي الإيراني، وتماسك قيادات الدولة في مختلف المستويات المركزية والمحلية، وتكامل أدوارها.
كما تحدث في الاجتماع الذي حضره مدير مكتب رئيس الوزراء المهندس أنيس باحارثة، عدد من قيادات السلطة المحلية والتنفيذية والقيادات العسكرية والأمنية، حول عدد من المواضيع التي تهم المحافظة وكذا الوقوف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية الحكومة لاستكمال معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروعه الإيراني، منوهين بزيارة رئيس الوزراء وما تضمنه خطابه من مواقف واضحة حول توحيد الصفوف والانتصار في هذه المعركة المصيرية.