دخلت نجلاء بودن التي كلّفها الرئيس التونسي قيس سعيّد بتشكيل حكومة جديدة، التاريخ في تونس، كأول امرأة تتولي قيادة الحكومة في البلاد، بعد سيرة مهنية حافلة بالتدريس في الجامعة التونسية والعمل الإداري في وزارة التعليم العالي.
وعلى خطى الرئيس قيس سعيّد الذي انتقل من التدريس بمدارج الجامعات إلى قصر قرطاج دون أي دعم سياسي، لم تنخرط بودن التي ولدت عام 1958 في محافظة القيروان وسط تونس، في الحياة السياسية، وهي من الشخصيات المستقلة بأتمّ معنى الكلمة، حيث لم يعرف لها أي انتماء سياسي لا قبل ثورة 2011 ولا بعدها، حيث كرّست حياتها المهنية في التدريس كأستاذة تعليم عالٍ في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس العاصمة، في اختصاص علوم الجيولوجيا.
وانتقلت بودن إلى العمل الإداري داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيث تولت عدّة مناصب، حيث تم تعيينها عام 2011 مديرة عامة مكلفة بالجودة، ثم شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بوزارة التعليم العالي، وتم تكليفها سنة 2015 بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن.
وقبل تكليفها اليوم برئاسة الحكومة واختيار أعضائها، كانت نجلاء بودن تشغل في خطة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتتقن إضافة إلى اللغة العربية، اللغتين الفرنسية والإنجليزية.
وستدخل نجلاء بودن مقر رئاسة الحكومة بالقصبة، مثقلة بأزمات اقتصادية واجتماعية تعيشها البلاد، وسط إجراءات استثنائية، تغذيها تجاذبات وصراعات سياسية وفساد ينخر جميع مؤسسات الدولة، وستكون مهمتها إنقاذ تونس من هذا الوضع وتحسين الخدمات العامة للتونسيين، وتحمل على عاتقها تحدٍّ لإثبات قدرة المرأة التونسية على تولي المناصب العليا في البلاد.
ومن المتوقع، أن تشكلّ رئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن، خلال الأيام المقبلة، فريقا حكوميا خاليا من الأحزاب السياسية، وتتولى ضبط وتنفيذ سياساتها العامّة، طبقا للتوجيهات والاختيارات التي يضبطها الرئيس قيس سعيّد