لعقود من الزمان، ظلت جرائم سفاح سيئ السمعة أرعب الفرنسيين في الثمانينيات والتسعينيات، تلاحقفريق مكافحة الجريمة في باريس.
لكن الآن، يقال إن ضابطا سابقا في الدرك الوطني (الشرطة العسكرية الفرنسية) ، اعترف قبل وفاته، بأنه القاتل المعروف باسم "لو غريلي".
وفي رسالة انتحاره، قال الرجل، الذي أطلقت وسائل الإعلام الفرنسية عليه اسم فرانسوا الخامس، إنه كان القاتل الذي روعّت جرائمه باريس في الثمانينيات والتسعينيات.
ولم تؤكد اختبارات الحمض النووي بعد، أن الرجل هو السفاح المطلوب. لكن اعترافه، قد يمثل نهاية واحدة من أسوأ القضايا التي لم يتم حلها في فرنسا.
وأعطي القاتل المتسلسل لقبه، "لو غريلي"، في إشارة إلى وجهه، المليء بحب الشباب.
ومن بين الجرائم المروعة المنسوبة إليه، قتل الطفلة سيسيل بلوك، البالغة من العمر 11 عاما. وتم الإبلاغ عنها في عداد المفقودين، بعد عدم حضورها إلى المدرسة في مدينة فونتينبلو في عام 1986.
وعثر على جثتها في وقت لاحق، تحت قطعة سجادة قديمة في قبو المبنى السكني الذي كانت تعيش فيه. وقال المسؤولون إنها تعرضت للاغتصاب والخنق والطعن، وأدت القضية إلى صدمة في جميع أنحاء فرنسا.
وتذكّر السكان، بمن فيهم الأخ غير الشقيق لبلوك، لوك ريتشارد، رؤية رجل مصاب ببثور في الجلد في المصعد، يوم الجريمة.
ووصف ريتشارد، الذي ساعد الشرطة في رسم صورة للمشتبه به، الرجل بأنه يبدو "واثقا من نفسه".
ويتذكر في مقابلة مع صحيفة "سود ويست" في عام 2015 "قال لي شيئا مثل، 'أتمنى لك يوما سعيدا جدا".
وربطت أدلة الحمض النووي قاتل بلوك، بجرائم قتل واغتصاب أخرى.
وتضمن ذلك مقتل جيلز بوليتي البالغ من العمر 38 عاما، وزوجته الألمانية إيرمغارد مولر عام 1987.
وتقول تقارير إعلامية محلية، إنه على صلة أيضا بمقتل كارين لوروا البالغة من العمر 19 عاما عام 1994، التي عثر عليها ميتة بعد أكثر من شهر من اختفائها بينما كانت في طريقها إلى المدرسة.
فضل عن حالات الاغتصاب التي ارتكبت ضد امرأة ألمانية تبلغ من العمر 26 عاما، وفتاتين يتراوح عمريهما بين 14 و11 عاما، وورد أيضا أن المشتبه به عرّف عن نفسه على أنه رجل شرطة.
وعلّقت "لو غريلي" صورةلعقود على جدران وحدة مكافحة الجرائم التابعة للشرطة القضائية في باريس.
وتقول التقارير إن فرانسوا الخامس، قد استدعي للاستجواب فيما يتعلق بالقضية ولإعطاء عينة من الحمض النووي، لكنه لم يحضر.
وعُثر على جثته يوم الأربعاء، في شقة بمنتجع على شاطئ البحر، بالقرب من مدينة مونبلييه الجنوبية.
وعلى الرغم من القليل من التفاصيل قد تم تأكيده، إلا أن صحيفة "لو باريزيان" ذكرت أن فرانسوا الخامس، الذي يبلغ من العمر 59 عاما، كان عنصرا سابقا في الدرك الوطني، وهو جهاز شرطة مرتبط بالجيش الفرنسي.
وأفادت صحيفة لو بوان أن الرجل متزوج ولديه طفلان.
وبحسب ما ورد، قال في رسالته الأخيرة إن "حياته لم تكن على ما يرام" وقت ارتكابه لجرائم القتل، لكنه "تمالك نفسه" منذ ذلك الحين.