حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من استيلاء الحوثيين الموالين لإيران على مدينة مأرب، واعتبرت أن سقوطها بيد المليشيا ستكون بمثابة "نكسة كبرى" لقوات التحالف والقوات الحكومية اليمنية.
وقالت الصحيفة، إذا سيطر الحوثيون على المحافظة التي تسمى مأرب، فإن هذا من شأنه أن يمنح الجماعة سيطرة شبه كاملة على شمال اليمن، ووصولا إلى البنية التحتية الرئيسية للنفط والغاز، وسيمنحها اليد العليا في المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الصراع، أما بالنسبة للقوات الحكومية وقوات التحالف، فسيكون ذلك بمثابة "نكسة كبرى".
ويقول محللون، إن المعركة على هذه المحافظة الاستراتيجية تعرقل الجهود المتجددة لوضع حد للحرب، مع تعثر المحادثات إلى حد كبير.
وقال تيموثي ليندركينغ، الذي عينه الرئيس جو بايدن مبعوثا خاصا للولايات المتحدة إلى اليمن: "ما نراه هو تصميم كامل من قبل الحوثيين للسيطرة على مأرب"، وقال إن معركة المحافظة هي "حجر عثرة" في المفاوضات.
وتدفق أكثر من مليون مدني فروا من القتال في أماكن أخرى إلى محافظة مأرب في السنوات الأخيرة، ويمكن الآن نزوح العديد منهم مرة أخرى مع اقتراب المعركة، وقد قُتل وجُرح البعض بمن فيهم أطفال جراء الهجمات الصاروخية والقصف.
وهذا العام، رفض الحوثيون عرض وقف إطلاق النار الذي قدمته السعودية، والذي كان من الممكن أن ينهي إراقة الدماء، قائلين إنهم سيوافقون على مناقشة هدنة فقط بمجرد إعادة فتح مطار العاصمة صنعاء ورفع جميع القيود عن ميناء الحديدة.
وبدلاً من ذلك، ضغط الحوثيون في حملتهم لانتزاع السيطرة على محافظة مأرب.
وبحسب الصحيفة، قامت القوات الحكومية والقوات المحلية المتحالفة معها بحفر الخنادق في سفوح التلال لصد تقدم الحوثيين، وتمركزت فوق القمم التي تنتشر في الأراضي القاحلة، مستخدمة الأرض المرتفعة لإطلاق النار عبر الامتداد الرملي.
وقال الفريق الركن صغير بن عزيز رئيس أركان الجيش اليمني الذي كان يتحدث قرب خط الجبهة غربي مدينة مأرب للصحيفة: "مواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة هي أكبر مشكلة"، وتم قطع المقابلة لفترة وجيزة عندما شوهدت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين تحوم في السماء، مما أجبر الجنود وصحفيي الواشنطن بوست على التدافع إلى مكان أكثر أمانا.
وأضاف بن عزيز، إن ما لا يقل عن 1700 جندي حكومي في محافظة مأرب قتلوا وأصيب نحو سبعة آلاف حتى الآن هذا العام، في مثل هذه الهجمات وبنيران القناصة المستمرة وأعمال عدائية أخرى.
ويعتقد المحللون أن الحوثيين، الذين لم ينشروا الأعداد الرسمية للقتلى، يتكبدون إصابات خطيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الغارات الجوية السعودية.
وفي وقت مبكر من هذا العام، سحبت إدارة بايدن، التي كانت حريصة على إبعاد نفسها عن الصراع الذي تعرض لانتقادات واسعة، دعمها للعمليات الهجومية للتحالف الذي تقوده السعودية وألغت قرار إدارة ترامب بتصنيف الحوثيين بأنهم جماعة إرهابية.
وقال بن عزيز، رئيس أركان الجيش اليمني، إن سحب الدعم الأمريكي "أثر على معنوياتنا كقادة"، مضيفا "نريد من أصدقائنا الأمريكيين إعادة النظر في هذا القرار".
وبعد أن حلقت الطائرات السعودية في سماء المنطقة، وصف صوت غاراتها بأنه "أفضل سيمفونية"، حيث قال محللون إن القوات الحكومية أعاقت الحوثيين إلى حد كبير من خلال هذا الدعم، على الرغم من أن المتمردين الحوثيين حققوا في الآونة الأخيرة بعض التقدم الملحوظ.