كشف تقرير أعدته مؤسسة "سايبر ريزن" المختصة في الأمن السيبراني، أن إيران تستهدف شركات عديدة في أنحاء العالم، عبر حملة تجسس موجهة بالخصوص إلى شركات، ودول، ولا سيما في الشرق الأوسط، وإسرائيل.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن أحد المسؤولين في مؤسسة "سيبر ريزن" قوله إن هذه الحملة مستمرة منذ عام 2018 على الأقل، وقد نجحت على الأرجح في جمع كميات كبيرة من البيانات من أهداف تم اختيارها بعناية
وقال عساف دهان، رئيس مجموعة أبحاث التهديد السيبراني في "سيبر ريزن" إن الشركة التي ينتمي إليها بدأت التحقيق بعد استدعاء فريق أبحاث الاستجابة للحوادث لمساعدة إحدى الشركات التي تعرضت للهجوم".
وقال: "أثناء الحادث وبعد تثبيت تقنيتنا على أجهزة كمبيوتر المؤسسة، حددنا ضررًا متطورًا وجديدًا لم تتم رؤيته أو توثيقه بعد".
لكنه أشار إلى أن تحقيقات عميقة ووجدت أن هذا مجرد جزء واحد من حملة استخبارات إيرانية كاملة تم إجراؤها سراً على مدار السنوات الثلاث الماضية.
يقول دهان كذلك في حديث للصحيفة الإسرائيلية، إنه من الواضح أنهم تصرفوا بعناية واختاروا ضحاياهم بدقة، ثم تابع "الخطر المحتمل الكامن في مثل هذه الحملة الهجومية كبير وهام لدولة إسرائيل وقد يشكل تهديدًا حقيقيًا".
وأجزم أن النظام الإيراني وراء هذه الحملة، وقال: "كانت هذه عملية معقدة للغاية لها كل السمات المميزة لهجوم برعاية دولة".
وبينما تتورط مجموعات إيرانية أخرى في أعمال تدميرية أكثر، تركز هذه المجموعة على جمع المعلومات، حسب قوله.
وتظهر حقيقة قوتهم، يقول هذا الخبير، بكونهم تمكنوا من البقاء متخفين لمدة ثلاث سنوات.
وكشف أن الشركة التي يعمل فيها قدّرت أنهم (أي الجواسيس الإلكترونيين الإيرانيين) كانوا قادرين على تحميل كمية كبيرة من البيانات على مر السنين "قد تصل غيغابايت، أو حتى تيرابايت، لا نعرف عدد الضحايا قبل عام 2018"، وفق تصريحه.
وهذه الحملة لا تستهدف إسرائيل فقط، وفق الصحيفة، حيث أن أهدافها متنوعة بين شركات الطيران والاتصالات العالمية، والدول، بغرض سرقة معلومات حساسة من أهداف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك في الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا.
وقالت "سيبر ريزن" إن المنظمات المتضررة ومسؤولي الأمن المعنيين تم إطلاعهم على الهجوم ، لكنها لم توضح مدى الضرر الفعلي الناجم عن الهجوم، لـ"جيروزاليم بوست".
وإلى جانب التجسس الإلكتروني، تواصل طهران البحث عن جواسيس، في مختلف دول العالم، وبخاصة في الغرب.
وشهر مارس الماضي، قالت أستاذة جامعية أسترالية من المملكة المتحدة، والتي أفرج عنها بعدما أمضت سنتين في سجن إيراني بتهمة التجسس، إن طهران حاولت أن تجندها كجاسوسة في مقابل الإفراج عنها.
وفي أول مقابلة لها منذ عودتها إلى أستراليا في نوفمبر 2019، قالت روت كايلي مور جيلبرت، الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط، بحسب فرانس برس، إن السلطات الإيرانية طلبت منها مرات عدة أن تتجسس لحسابها.
وقالت أيضا إنها تعرضت للضرب خلال اعتقالها وشعرت بأن السبعة أشهر التي امضتها في الحبس الانفرادي هي "تعذيب نفسي".