زودت شركة موديرنا الدول الغنية بحصة أكبر من جرعات لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد مقارنة بالدول الفقيرة، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
بعد تطوير لقاح موديرنا بدعم مالي وعلمي من الحكومة الأميركية، شحنت الشركة مليون جرعة إلى بلدان يصنفها البنك الدولي على أنها منخفضة الدخل، بحسب شركة "إيرفينيتي" المتخصصة في تعقب شحنات اللقاحات.
على النقيض من ذلك، ذهبت 8.4 مليون جرعة من شركة فايزر وحوالى 25 مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون إلى تلك البلدان الفقيرة.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن بعض الدول المصنفة على أنها فقيرة حصلت على جرعات موديرنا بسعر أعلى من بعض الدول الغنية، بينما تنتظر بوتسوانا شحنات متأخرة، وفشلت تونس في التواصل مع الشركة.
وقال الرئيس السابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الدكتور توم فريدن، "إنهم يتصرفون كما لو أنهم لا يتحملون أي مسؤولية على الإطلاق بخلاف تعظيم العائد الاستثماري".
أصبحت إدارة الرئيس جو بايدن محبطة بشكل متزايد من شركة موديرنا لعدم إتاحة لقاحها بشكل أكبر للدول الفقيرة، على حد قول اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة لصحيفة "نيويورك تايمز".
كانت الإدارة تضغط على المسؤولين التنفيذيين في شركة موديرنا لزيادة الإنتاج في المصانع الأميركية، بالإضافة إلى ترخيص تكنولوجيا الشركة للمصنعين الأجانب الذين يمكنهم تقديم جرعات للأسواق الخارجية.
في مايو، عرضت شركة موديرنا على الاتحاد الأفريقي جرعات تبلغ قيمة الواحدة منها 10 دولارات، وفقا لمسؤول تكتل شارك في المناقشات. لكن الجرعات لن تكون متاحة حتى العام المقبل، مما تسبب في انهيار المحادثات، بحسب اثنين من مسؤولي الاتحاد الأفريقي.
قال الدكتور أيواد ألاكيجا، الذي يساعد في إدارة برنامج توصيل اللقاحات التابع للاتحاد الأفريقي ولكنه لم يشارك في مفاوضات الشراء، إن موقف موديرنا يرقى إلى: "نحن هنا لكسب المال. لقد عثرنا على شيء جيد، ولا نحاول حتى التظاهر بأننا نحاول إنقاذ العالم".
أكثر المنتجات ربحا في التاريخ
في أواخر العام الماضي، كانت الحكومة التونسية تأمل في طلب جرعات موديرنا. قال الدكتور هشام لوزير، الذي قاد جهود بلاده لشراء اللقاحات إنه لم يكن يعرف كيفية الاتصال بشركة موديرنا لبدء المحادثات وطلب المساعدة من السفارة الأميركية.
قال لوزير: "كنا مهتمين جدا بموديرنا. لقد حاولنا".
في تايلاند، حيث حصل 32 في المئة من السكان على التطعيم بشكل كامل، قالت متحدثة باسم الحكومة إن الدولة تدفع نحو 28 دولارا للجرعة الواحدة. على ان تبدأ عمليات التسليم الطلب العام المقبل.
في بوتسوانا، أخبر وزير الصحة البرلمان في يوليو أن الحكومة طلبت 500 ألف جرعة من لقاح موديرنا بسعر 29 دولارا تقريبا للجرعة - وهو ما يكفي لتطعيم حوالي 10 في المئة من السكان بشكل كامل.
قال متحدث باسم وزارة الصحة إنه من المتوقع أن تبدأ الجرعات في الوصول في أغسطس، لكن لم يصل أي منها حتى الآن.
وطلبت كولومبيا 10 ملايين جرعة من شركة موديرنا، حيث تشتري الحكومة الجرعة بقيمة 30 دولارا، وهو سعر قد يشمل تكلفة النقل والخدمات اللوجستية الأخرى، وفقا لوثائق وزارة المالية.
قال وزير الصحة في البلاد، فرناندو رويز، إن لقاح موديرنا هو الأغلى من بين لقاحات كوفيد التي طلبتها كولومبيا.
في المقابل، وبعد أن أرسلت صحيفة "نيويورك تايمز" أسئلة مفصلة حول عدد البلدان الفقيرة التي حصلت على لقاح موديرنا، أعلنت الشركة، الجمعة، أنها "تستثمر حاليا" لزيادة إنتاجها حتى تتمكن من تقديم مليار جرعة إلى البلدان الفقيرة في عام 2022 وقالت الشركة أيضا الأسبوع الماضي إنها ستفتح مصنعا في أفريقيا دون أن تحدد الموعد.
وتحدث المسؤولون التنفيذيون في شركة موديرنا مع إدارة بايدن حول بيع جرعات منخفضة التكلفة إلى الحكومة الفدرالية، والتي ستتبرع بها للدول الفقيرة، كما وافقت شركة فايزر على القيام بذلك، حسبما قال المسؤولان الكبار.
في مقابلة يوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا، ستيفان بانسيل، "إنه لأمر محزن" أن لقاح شركته لم يصل إلى المزيد من الناس في البلدان الفقيرة، لكن الوضع كان خارج عن إرادته، على حد قوله.
كان لقاح كوفيد-19 من موديرنا بمثابة تحول للشركة وقادتها، حيث لا تملك منتجات طبية أخرى لبيعها كما هو الحال بالنسبة لشركة فايزر.
قالت الشركة إنها تتوقع أن يدر لقاحها 20 مليار دولار على الأقل هذا العام، مما سيجعله أحد أكثر المنتجات الطبية ربحا في التاريخ.
في حين أن الشركة سجلت إيرادات إجمالية قدرها 60 مليون دولار خلال العام 2019، تضاعفت القيمة السوقية لموديرنا ثلاث مرات تقريبا هذا العام لتصل إلى أكثر من 120 مليار دولار. كما أضيف اثنين من مؤسسيها ضمن قائمة مجلة "فوربس" هذا الشهر لأغنى 400 شخص في الولايات المتحدة.