يضع عملاق التكنولوجيا الأمريكية «فيسبوك» قائمة تضم ما يقرب من أربعة آلاف اسم لأفراد وكيانات يعتبرهم تهديدًا خطيرًا على أمن شبكة التواصل الاجتماعي، تشمل تنظيمات «إرهابية إسلامية» ومنظمات من اليمين المتطرف العنصري المؤمن بتفوق العرق الأبيض.
ونشر موقع «إنترسبت» الأمريكي، قائمة ببعض هذه الأسماء، بينها «مجموعة الاتحاد للدفاع»، وهي حركة طلابية يمينية متطرفة، ومجموعة «جيل له هوية» المتطرفة، وموقع «المساواة والمصالحة» اليميني المتطرف، أو فرقة «إلساس كورب» الموسيقية، ذات التوجه النازي الجديد. كما احتوت على أحد عشر كيانًا فرنسيًا.
وكانت هذه القائمة واحدة من أكثر الأمور التي حافظت عليها «فيسبوك» بتكتم وسرية شديدين، رافضة الإصغاء إلى توصيات مجلس الرقابة الخاص به. ولطالما جادل مسؤولو المنصة بأن الكشف عن قائمة الأفراد والكيانات المستهدفة بالحظر أو الرقابة قد يمكنهم من التحايل على الإجراءات والتدابير.
وتحمل القائمة جماعات إرهابية معروفة لا تزال تزاول أنشطتها، مثل «القاعدة» أو«داعش» أو الجيش الجمهوري الأيرلندي الأحمر، إضافة إلى شخصيات ذات سمعة سيئة مثل أدولف هتلر والقادة الرئيسين للرايخ النازي الثالث أو حتى زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن.
وبناء على قواعد المنصة، من المستحيل نشر أي محتوى يمكن أن يعد دعمًا لهؤلاء الأفراد أو المنظمات دون إثارة خوارزميات الكشف عن المحتوى غير القانوني أو المشرفين البشريين على المحتوى.
ولا تقتصر القائمة على «نجوم الكراهية والعنف» فحسب؛ لكنها تتضمن أيضًا أفرادًا أقل شهرة، مثل زعيم عصابة إجرامية أذربيجانية، أو فيلسوف أمريكي عنصري يدعو إلى العودة إلى الإقطاع.
3 مستويات من الكراهية
وكانت «فيسبوك» قد صنفت العالم، يونيو الماضي، إلى ثلاث فئات بناء على سلوكهم المتصل وغير المتصل بشبكة الإنترنت، وبصورة أكثر تحديدًا: وفقا للروابط التي تربطهم بالحض على استخدام العنف، وذلك كما تقول لائحة قواعد فيس بوك الرسمية.
وتشمل الفئة الأولى كيانات شديدة الخطورة، مثل الحركات الإرهابية، مثل «القاعدة» والعصابات الإجرامية العنيفة، وكارتلات المخدرات في أمريكا الجنوبية، فضلًا عن 250 حركة أخرى تؤمن بتفوق العرق الأبيض.
أما المستوى الثاني فيشمل «الكيانات العنيفة غير الخاضعة لسلطة دولة ما»، وهي الجماعات المسلحة التي تستهدف الدول بدلًا من المدنيين، مثل ميليشيات مسلحة ناشطة في النزاع في سوريا، ومجموعات مثل «جيش إنقاذ روهينغا أراكان»، أو ميليشيات «أنتي بالاكا»، وهي ميليشيات الدفاع عن النفس المسيحية الناشطة بشكل رئيسي في جمهورية إفريقيا الوسطى.
ومن الممكن «الثناء» على أفعالهم غير المتضمنة للعنف على صفحات «فيسبوك»، لكن بدون مبالغة. والأمر متروك للمشرفين على المحتوى للحكم على كون «الثناء» قد تخطى الحدود أم لا.
أما المستوى الثالث فيضم جميع الأفراد والكيانات الخطرة الأخرى. وهم الذين لا يمارسون العنف؛ لكنهم يقومون بانتظام بنشر خطاب الكراهية أو من يقفون على شفا جرف قد يؤدي إلى العنف.
وتقع في هذه الفئة معظم المجموعات الأمريكية المؤيدة لترامب والتي تتغزل بصورة لافتة في ممارسات العنف. وكذلك عدد من الكيانات الفرنسية التي يستهدفها «فيسبوك» للسبب ذاته. ومع ذلك، يمكن لمستخدمي الشبكة الاجتماعية كتابة ما يريدون عن هؤلاء الأفراد والكيانات غير المرغوب بهم دون خوف من غضب المشرفين.
وفي هذا الصدد، تقول فايزة باتيل، المديرة المشاركة لمركز «برينان» للعدالة: «يبدو أننا نتعامل مع قائمة من مستويين تحتوي أكثر الإجراءات العقابية المخصصة للجماعات أو المجتمعات الإسلامية. في الواقع، حتى لو كانت القائمة تضم 250 جماعة يمينية متطرفة في الفئة نفسها مع الحركات الإسلامية المتطرفة، فإن الغالبية العظمى من الميليشيات الأمريكية العنصرية والمعادية للمسلمين المدرجة على قوائم المنظمات غير الحكومية مثل مركز قانون الفقر الجنوبي غائبة أو مصنفة في المستوى الثالث».
وفي الحقيقة، تأتي العديد من الأسماء، المدرجة في قائمة «فيسبوك» من قوائم العقوبات الأمريكية التي وضعتها وزارة الخزانة ضد المنظمات ذات الروابط المفترضة بالجماعات الإرهابية