حدث امس الأول (صباح الثلاثاء) ما قد يصعب تصديقه، ملخصه أن 21 شخصا، بينهم طفل عمره 10 سنوات وطاقم من 3 أفراد، كانوا في طائرة، فشل قائدها برفعها والإقلاع بها من مدرج مطار هيوستن، في مقاطعة Waller بولاية تكساس الأميركية، ولما جاهد ليوقفها ولم يفلح، ثم فقد السيطرة عليها، انحرفت إلى حيث اصطدمت بحاجز، انطردت منه مسافة 300 متر إلى حقل قريب، تحطمت فيه واشتعلت كلها بالنار.
الحادث كان عنيفا بتوابعه، إلى درجة أن أحدا من رجال الإطفاء والإنقاذ، لم يكن يتوقع وهو مسرع مع زملائه إلى مكان الحادث، أن يعثر على حي بين الركاب وأفراد الطاقم، لكنه فوجئ وسواه بأن أيا منهم لم يصب بجرح خطير، بل خرجوا جميعهم من الطائرة كأن شيئا لم يحدث، باستثناء راكبين شعرا بألم طفيف بالظهر، فنقلوهما إلى المستشفى للتقييم فقط.
وكانت الطائرة، وهي طرازMcDonnell Douglas MD-87 نفاثة، متجهة بركابها الذين استأجروها إلى مدينة بوسطن، لحضور مباراة حاسمة ببطولة الدوري الأميركي في "البيسبول" بينHouston Astros المتنافس على الوصول إلى النهائي مع خصمه اللدود Boston Red Sox الحالم بالكأس مثله، وفقا لما نقل الإعلام المحلي عن مالك الطائرة James Alan Kent الأكثر ابتهاجا بعد الركاب بنجاتهم في معجزة لفتت انتباه "إدارة الطيران الفدرالية" أو FAA اختصارا، بحسب ما تبين من بيان أصدرته.
من الركاب، واحدة مشجعة لفريق "أستروس" اسمها Cheryl McCaskill المقيمة في إحدى ضواحي مدينة هيوستن، ذكرت لصحيفة Houston Chronicle المحلية، أنها شعرت بصدمة مرفقة برجفان حين استقرت الطائرة في الحقل بعد اصطدامها بالحاجز، وفي تلك اللحظة بالذات سمعت صرخة: "اخرج.. اخرج" فخرجت من بين الحطام مع من خرجوا، وفجأة تحولت أشلاء الطائرة إلى طعم لنار أتت عليها كلها، وتركت سؤالا محيّرا: ما السر بنجاة كل الركاب من حادث مميت كمعظم حوادث الطيران؟