قبل شهر كنا في جمع شبابي ومعنا أبناء من الساحل الغربي، وفجأة دخل علينا العميد طارق.
وصل بهيئته، وبادرهم بالقول: أنا طارق، ثم استدرك قائلا لهم: بل طارق عفاش كما تريدون القول، قالها وهم أمامه بوجوم.
حدثهم،
تحدث معهم،
وهم لا يصدقون أن الذي بجانبهم العميد طارق، وتكلم بحضورهم عن اليمن وعن المعركة وعن الجمهورية وعن تهامة.
بذات الحديث قال لهم: تريدون مني أن أغادر إلى فندق خارج البلاد؟
فصاحوا جميعهم: لا.
وأكمل لهم: لا تصدقوا حكاوي التغيير الديمغرافي، نحن إخوة غادرنا إلى هنا لنستعيد الجمهورية وكل البلاد أنا من صنعاء، وهذا من ريمة، وهذا من تعز، والبلاد بلاد الكل، صنعاء ستعود كما كانت للجميع، تهامة للجميع.
تكلم معهم وأخذ لنفسه صورة وغادر..
غادر تاركاً الشباب بعدم تصديقهم، ذلك الشيء الذي يهابونه، أو ذلك الرجل، وهل طارق هذا هو الرجل الذي تخيلوه حسب الدعاية طاغ وقاتل ومستبد..!
لا.. لا.. لا.
حدثوني عن صعقتهم، قرأوا حقيقة العميد من وجهه وكلامه ودخوله وخروجه.
كلهم شباب، ليسوا قيادات ولا مشايخ ولا هامات، بل شباب. شباب لم يتخيلوا أن العميد طارق سوف يجدونه قبالتهم وجها لوجه، بكل يسر.
يقول الأول: لم أتخيل يوما أنني سوف ألتقيه.
الثاني يقول: شعرت بالفرح وكنت أراه من قبل عكس الذي أسمع به.
الثالث قال: صريح هذا القائد، وحقيقي، ومجد في كلامه.
وأما أحدهم فقال لي: من بكره وقد التقيت بطارق وجها لوجه لن أسمح لأحد أن يلتقيني بسهولة، صرت شيئاً مهماً، فرددت عليه ضاحكاً: ربي ما يقيد إلا وحوش، وضحكنا، هههه.
لم يحدث أن أحد ساسة البلد وضعوا قيمة لأبناء تهامة الاه. العميد طارق، قيمته وقيمتهم سواء، الظل بالظل، والكتف.
فجأة، كان في موزع، وقد كنا بموزع قبل زيارته وكان حديث أبناء موزع راجيا الالتفات والدعم للشباب، والرياضة، نادٍ، ترميم، واشياء بسيطة، وقالوا بذاتهم: طارق ليس دولة، وهو نعم كذلك.
شاهدناه في موزع مع صغارهم وكبارهم، بعرقه الغزير، بين الحر، ثم شاهدناهم وهم يثمنون زيارته بجمع قبلي كبير وببنادقهم، لماذا قبائل موزع خرجت إلى ظاهر موزع بتلك الطريقة وبآلاف البنادق؟ شعروا ان لهم قيمة ومقاما، صاحب العصير الذي شرب منه العميد طارق سوف يحدث الناس عن معصرته وشرب القائد من يده، نعم..
سوف يفتخر بذلك.
وهنا لا أقلل من قيمتهم بل أترجم فحوى القرب من الناس، فصاحب العصير في صباحيته تلك لم يفكر البتة أنه يعصر للعميد طارق الذي أتى فجأة ومن ثم مع أبناء الوازعية وحدثهم وحدثونه وقال لهم أنا معكم غرامة.
وإلى المخا، يزور جريحا، يزور المشفى، يعزي هذا، ويطمئن على ذاك.
إلى مسارح العمليات والجند وفي شهر واحد أو شهرين.. وجدناه يكرم الجرحى بسيارات، يكرم المميزين في المقاومة، ومن الوازعية إلى المندب تتوزع خلايا المقاومة الانسانية، إنسانية وإغاثية، والأمن لملامسة هموم الناس، في المديريات.
الماء في المندب، الأمن والرياضة في موزع وحشد كل الطاقات في الوازعية كما حدث والتماس همومهم، يفكر معهم وبهم فقط.
تعالوا إلى الشهرين الأخيرين، وهاكم أمام الإعلام كل شيء، أين القيادات؟ أين الكبار والمتخمين الذين ألتقي بهم؟ أين الأبهات؟ لا أحد.
كلهم بسطاء الناس، شباب من حيس والدريهمي والخوخة والجمعة وجدوه فجأة بينهم، مزارعو المخا، أبناء موزع البسطاء، سحنات الوازعية، جمهور الناس الذين يتجاهلهم كل الناس، يتجاهلهم الكبار والصغار.
لكنه منهم وإليهم، ومعهم..
بهم يكبر، من تحت يعلو، يسندهم ويسندونه.
في الساحل بين الحر والغبار يتهادى القائد.
كان هنا
أصبح هنالك
مر من هناك
زار موزع
اووه كان في مشفى المخاء
اتى عزاء فلان
قالوا التقى بقادة ألويته
واو، كان مع قيادات ألوية تهامية،
أمس مع أبناء الوازعية.
وهكذا، يتواجد بين الناس، والأرياف، يصنع مركزيته الوطنية، بنفسه، يتحرك كل الناس، من اجل حشد الطاقات، وهو أولهم.
أول رجاله في الإلمام بوضع الساحل الغربي، يسبقك بالنهوض والذهاب والإياب وأنت تمسح بقايا النوم من عينيك تجد الإعلام يعرض لك صوره في كل مكان،
تشتم يومك،
يومك التي ضاعت دون أن تنجز فيها شيئا..
لك قائد أسبق منك وأبشت وأسرع منك.
وأجدى للناس منك، وأقرب إليهم منك، وهكذا يصنع القادة مراكز وطنية تصيغ التاريخ بديناميكية الحاضر.
الواقع الذي يصنعه العميد ركن طارق محمد صالح، وجهوده