تزوجت الأميرة اليابانية ماكو، ابنة شقيق الإمبراطور ناروهيتو، من حبيبها وزميلها الجامعي السابق كي كومورو يوم الثلاثاء وتخلت عن لقب الأميرة وقالت إنها تعتزم إقامة حياة سعيدة مع زوج "لا يعوَّض"، وذلك بعد خطبة مرت بأحداث عاصفة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع عريسها اتسم بصراحة بالغة قالت ماكو إن الأنباء الصحفية التي ذكرت أن كومورو سبب لها حزنا كبيرا وتوترا وخوفا "غير صحيحة".
وعانت ماكو هذا العام من حالة نفسية شخّصها الأطباء على أنها اضطراب ما بعد الأزمات، وذلك بعد فترة خطبة استمرت أربع سنوات شابتها فضائح مالية لاحقت أسرة كومورو ومتابعة إعلامية لصيقة.
وقالت ماكو "أعلم أن الآراء تباينت حول زواجنا، وأشعر بأسف بالغ لمن سببنا لهم متاعب...".
وسيصبح اسم الأميرة من الآن فصاعدا ماكو كومورو بعد أن تخلت عن لقبها بسبب الزواج من رجل من عامة الشعب حسبما تقتضي القوانين اليابانية.
قالت "الزواج لنا خيار ضروري حتى نعيش سعداء القلب".
وتمت مراسم زواج صباح الثلاثاء بعد أن قدم مسؤول من وكالة إدارة شؤون العائلة الإمبراطورية أوراقا لمكتب محلي لتسجيل أوراق الزواج.
وكسر الاثنان - وكلاهما يبلغ من العمر 30 عاما - الأعراف بتخليهما عن المراسم واقتصر الأمر على إنهاء الأوراق الرسمية المطلوبة، بعيدا عن المراسم المعتادة لحفلات الزفاف الإمبراطورية ومنها حفل الاستقبال.
كما رفضت ماكو الحصول على نحو 1.3 مليون دولار تحصل عليها فتيات العائلة الإمبراطورية اللاتي يغادرن العائلة بعد الزواج.
في البداية، لاقى إعلان الخطبة قبل أربع سنوات ترحيبا بالغا في اليابان، لكن سرعان ما انقلبت الأمور رأسا على عقب بعدما تحدثت صحف شعبية عن فضيحة مالية تمس والدة كومورو، مما دفع الصحافة إلى التحول ضد الزواج وتقرر تأجيله. وغادر كومورو اليابان لدراسة القانون في نيويورك عام 2018 ولم يعُد إلا في سبتمبر أيلول.
وفي المؤتمر الصحفي قال كومورو إنه يحب ماكو وتعهد بدعمها وحمايتها، وهي كلمات عادة ما يرددها كل من يرتبط بشخصية من العائلة الإمبراطورية.
قال "أود أن أقضي بقية عمري مع من أحببتها".
وفي وقت سابق، ظهرت ماكو في لقطات تلفزيونية وهي ترتدي فستانا بسيطا فاتح اللون وتضع عقدا من اللؤلؤ وتودع والديها وشقيقتها كاكو البالغة من العمر 26 عاما عند مدخل منزلهم.
وعلى الرغم من أن جميعهم كانوا يضعون كمامات على وجوههم التزاما بقواعد الوقاية من فيروس كورونا، فقد أمكن رؤية والدتها وهي ترمش سريعا وكأنما تغالب الدموع.
وفي حين انحنت ماكو تلك الانحناءة الرسمية أمام والديها، قبضت أختها على كتفيها ودخلتا في عناق طويل.
وانحنى كومورو، الذي كان يرتدي سترة داكنة وربطة عنق، لفترة وجيزة أمام المصورين الذين تجمعوا خارج منزله وهو يهم بالخروج في الصباح لكنه لم يقل شيئا.
وكانت هيئته البعيدة عن الرسمية لدى عودته إلى اليابان، ومن ذلك شعره الطويل الذي يصففه على شكل ذيل حصان والذي قصّه قبل الزواج، قد أصبحت حديث الصحف الشعبية.
*فضيحة مالية
بعد أشهر معدودة من إعلان الاثنين خطبتهما في مؤتمر صحفي خطفا فيه القلوب بابتسامات تغمرها السعادة، تحدثت صحف عن خلاف مالي بين والدة كومورو وخطيبها السابق، وزعم الرجل أن الأم وابنها لم يسددا دينا بقيمة 35 ألف دولار تقريبا.
وانتشرت الفضيحة في وسائل الإعلام كالنار في الهشيم بعدما لم تتمكن وكالة إدارة شؤون العائلة الإمبراطورية من تقديم تفسير واضح. وفي 2021 أصدر كومورو بيانا من 24 صفحة عن الأمر وقال أيضا إنه سيدفع مبلغا للتسوية.
وتظهر استطلاعات الرأي انقسام اليابانيين بشأن الزواج، وحدث احتجاج واحد على الأقل.
ويقول المحللون إن العائلة الإمبراطورية تحظى بمكانة رفيعة تجعل بعض الناس لا يقبلون أن تلحق بها أدنى شائبة نزاع مالي أو سياسي.
وقال هيديا كاوانيشي أستاذ التاريخ المساعد بجامعة ناجويا إن كون والد ماكو وشقيقها الأصغر هيساهيتو في ترتيب ولاية العرش بعد الإمبراطور ناروهيتو، الذي له ابنة غير مؤهلة لخلافته، تجعل الضرر أكبر.
وأضاف "صحيح أن الاثنين سيكونان مواطنين عاديين، لكن شقيق ماكو الأصغر سيصبح يوما إمبراطورا، لذا يرى البعض أن أي شخص يعاني من المشاكل التي يواجهها (كومورو) ينبغي ألا يتزوجها".
وسيعيش الزوجان في نيويورك بعد أن تتقدم ماكو بطلب للحصول على جواز السفر الأول في حياتها