السودان: ارتفاع عدد القتلى في المظاهرات إلى 11 شخصا وبايدن ينتقد الانقلاب

الأخبار I عرب وعالم

 

 

ارتفع عدد قتلى المواجهات بين المحتجين السودانيين المناهضين لانقلاب الاثنين وقوات الأمن إلى 11 شخصا على الأقل، حسبما أفادت الخميس لجنة أطباء تتابع الأوضاع الميدانية خلال المظاهرات، مشيرة إلى تسجيل عدد من الإصابات بينها الحرجة. يأتي هذا على الرغم من تكثيف الولايات المتحدة والأمم المتحدة الضغط على المجلس العسكري في السودان، ودعوة مجلس الأمن إلى إعادة الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون والتي أطاح بها الجيش.

كثفت الولايات المتحدة والأمم المتحدة الخميس الضغط على المجلس العسكري في السودان، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد قتلى المواجهات بين المحتجين المناهضين للانقلاب وقوات الأمن إلى 11 شخصا على الأقل.

وبعد أن دعا مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا إلى إعادة الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون والتي أطيح بها الاثنين، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن بلاده تقف إلى جانب المتظاهرين مثلها مثل الدول الأخرى. وصرح بايدن في بيان "رسالتنا معا إلى السلطات العسكرية في السودان قوية وواضحة: يجب السماح للشعب السوداني بالاحتجاج السلمي وإعادة الحكومة الانتقالية ذات القيادة المدنية". وتابع بايدن الذي جمدت حكومته المساعدات للسودان "الأحداث التي وقعت في الأيام الماضية تمثل انتكاسة خطيرة لكن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب شعب السودان وكفاحه السلمي".

من جهة أخرى، ذكر شهود بأن آلاف الأشخاص خرجوا إلى الشوارع لمعارضة استيلاء الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان على السلطة وإن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي والمطاطي ضد المحتجين في منطقة بحري الواقعة على الجهة المقابلة من النهر للعاصمة الخرطوم مع اتساع نطاق الاحتجاجات الليلية.

وفي هذا السياق، قالت لجنة أطباء تتابع أعمال العنف أن "شهيدا" توفي في تلك الاشتباكات في حين أصيب اثنان آخران وحالتهما حرجة. وذكر مصدر طبي في وقت سابق أن شابا يبلغ من العمر 22 عاما توفي متأثرا بجراحه. وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى خلال أربعة أيام من الاحتجاجات إلى 11 على الأقل.

 

 

البرهان يخاطب السودانيين

ومساء الخميس، قال البرهان في كلمة خاطب بها جماعات ساعدت في الإطاحة بحكم عمر البشير في 2019، إن مشاورات تجري لاختيار رئيس للوزراء، وفقا لما ورد في مقطع فيديو بثته قناة الجزيرة. وقال إن الجيش يتفاوض مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتشكيل الحكومة الجديدة. وأضاف البرهان "اليلة دي أرسلنا له الناس ودخلنا له و(قلنا له)... كمل معانا المشوار حتى قعدتنا وقعدتكم دي أرسلنا ناس يتفاوضوا معه" وما زال لدينا أمل. وتابع قائلا "قلنا له احنا نضفنا لك الميدان الآن.. وهو حر يشكل الحكومة، ما بنتدخل في تشكيل الحكومة، أي زول (أحد) يجيبه ما هنتدخل إطلاقا".

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى جانب قوى أجنبية أخرى إلى التحلي بضبط النفس والحوار والإفراج عن المعتقلين. ووضع الانقلاب العسكري حدا لفترة انتقالية هشة كان الهدف منها أن تنتقل بالسودان إلى انتخابات في 2023. وكانت السلطة مقسمة بين المدنيين والعسكريين في أعقاب سقوط عمر البشير الذي أطاح به الجيش بعد انتفاضة شعبية قبل عامين.

 

 

مسؤولون يتحدون الانقلاب

وتحدى مسؤولون في بعض الوزارات والهيئات الحكومية المجلس العسكري الجديد رافضين التنحي أو تسليم مهامهم. وأعلنت هذه الهيئات الإضراب العام منضمة لنقابات في قطاعات مثل الرعاية الصحية والطيران على الرغم من أنها قالت إنها ستواصل توفير الطحين (الدقيق) وغاز الطهي والرعاية الطبية للحالات الطارئة.

وظلت السوق الرئيسية والبنوك ومحطات الوقود في الخرطوم مغلقة الخميس بينما كانت المستشفيات تقدم خدمات الطوارئ فقط. وفتحت متاجر صغيرة أبوابها لكن طوابير طويلة تشكلت للحصول على الخبز.

وعرض الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس تسهيل إجراء حوار بين البرهان ورئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك. وسمح لحمدوك، الذي احتجز في البداية بمقر إقامة البرهان، بالعودة لمنزله تحت الحراسة الثلاثاء. وقال مصدر مقرب منه إنه لا يزال ملتزما بالانتقال الديمقراطي المدني وأهداف الثورة التي أسقطت البشير. وصرح وزير الري ياسر عباس بأن مجموعة من الوزراء من الحكومة المخلوعة حاولت زيارة حمدوك اليوم لكن طلبهم قوبل بالرفض.

ويوزع معارضو الانقلاب منشورات تدعو إلى "مسيرة مليونية" يوم السبت احتجاجا على الحكم العسكري بالاعتماد على وسائل قديمة للحشد الشعبي بعد أن قلصت السلطات استخدام الإنترنت والهواتف.

 

 

ضوء أخضر روسي؟

ويشهد السودان أزمة اقتصادية عميقة بلغ فيها التضخم مستويات قياسية وشهدت نقصا في السلع الأساسية. وكانت الفترة الأخيرة قد شهدت بعض علامات التحسن التي ساهمت فيها مساعدات قال كبار المانحين الغربيين إنها ستتوقف ما لم يتم العدول عن الانقلاب. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف السكان يعيشون في فقر وبلغ معدل سوء التغذية بين الأطفال 38 بالمئة. ونظام الرعاية الصحية في البلاد في حالة انهيار.

وأكد تحرك البرهان الدور المهيمن الذي يلعبه الجيش في السودان منذ الاستقلال 1956 وذلك بعد أسابيع من التوتر المتصاعد بين العسكريين والمدنيين في الحكومة الانتقالية بسبب قضايا منها ما إذا كان سيتم تسليم البشير وآخرين إلى لاهاي لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وقال البرهان إنه تحرك لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية ووعد بإجراء انتخابات في يوليو/تموز 2023.

وحذر مبعوثون غربيون البرهان من أن المساعدات، بما فيها 700 مليون دولار مجمدة الآن من المساعدات الأمريكية و 2 مليار دولار من البنك الدولي، ستتوقف في حالة توليه السلطة. وقالت مصادر إنه تجاهل هذه التحذيرات تحت ضغط من داخل الجيش و"بضوء أخضر" من روسيا.

وقالت قناة تلفزيون السودان الحكومية الخميس إنه تم استبدال المديرين المدنيين المعينين لوكالة السودان للأنباء وهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية. وقال نائب رئيس صحيفة الديمقراطي، التي كانت تنتقد الجيش مؤخرا، إنها تعرضت لمداهمة.