دعا الكاتب اليمني الدكتور محمد جميح إلى التوقف عن التصفيق لمأرب، فهي لم تعد بحاجة إليه، لأن تاريخها وحاضرها معلوم للجميع. وقال إن مأرب بحاجة دعم حقيقي ونوعي أكثر من حاجتها للتصفيق، وهي مستعدة لكسر الحوثيين في أيام.
وقال جميح في مقال له بعنوان “أوقفوا التصفيق ابدؤوا العمل” انه لا ينبغي أن يكتفي الجمهوريون بالتصفيق لمأرب وبطولاتها، بل لابد من هبة منظمة لرد بعض الدين المستحق لهذه المحافظة في رقاب اليمنيين جميعاً.
داعيا القادة العسكريين في المناطق المختلفة في الساحل وصعدة وحجة والضالع وشبوة وأبين ولحج وغيرها، الى عدم الاكتفاء بالإشادة بمأرب. فمأرب تحتاج منهم ما هو أكثر، تحتاج المدد من جهة، وتحريك الجبهات لتخفيف الضغط من جهة أخرى. نعلم طبيعة الظروف الميدانية وإشكالية عدم واحدية القيادة ونقص التسليح والإشكاليات اللوجستية، لكن تلك الظروف التي قد تكون عائقاً يمكن أن تشكل حافزاً إذا وجدت الإرادة الصادقة لتخفيف الضغط عن مأرب، والقائد العظيم هو من يصنع النصر بأقل التكاليف.
وطالب جميح القيادة السياسية والعسكرية بتسليح الجيش في مأرب بسلاح نوعي يحدث نوعاً من توازن القوة.. وقال انه لم يعد مقبولاً الدعوة إلى حظر تصدير السلاح على طرف شرعي، فيما الطرف غير الشرعي يتسلح بالأسلحة النوعية المختلفة.
وقال الدكتور جميح ان المطلوب وبشكل سريع النظر بجدية في تسليح الجيش، إذ لا يعقل أن مليشيا غير معترف بها، تصلها أنواع الأسلحة الحديثة من البالستيات إلى المُسيَّرات إلى أنواع المدفعية والصواريخ الحرارية، فيما السلطة المعترف بها لا تستطيع تسليح جيشها.
كما طالب بوضع آلية لصرف مرتبات الجيش وإلزام المجندين بمواقعهم، والتخلي عن أسلوب الفزعات الوقتية، والتخلص من الكشوف الوهمية، والاكتفاء بتسجيل من هم في الميدان، مع ضرورة محاسبة القيادات العسكرية التي تتهاون في الامتثال لقواعد الشفافية ومكافحة الفساد.
مضيفا أن الانتقال من استراتيجية الدفاع إلى الهجوم قد أصبح ملحاً بكل ما يتطلبه ذلك من تسليح الجيش بأسلحة هجومية.مشيرا الى ان الجيش ليس لديه التسليح الهجومي ولا اللوجستيات الكافية لملاحقة الحوثي عندما ينكسر هجومه.
في ذات الصعيد، دعا الكاتب جميح الى إعادة تفعيل العلاقة بين الشرعية والتحالف بشكل عاجل وتجاوز الحسابات الضيقة، والاتفاق على تفاهمات محددة، وأدوار واضحة لكل طرف، لأن المعركة معركة عربية بامتياز، كما هي معركة إيرانية بشكل واضح. وآن الأوان لأن تدرك الشرعية والتحالف أن النصر سيكون للجميع دون استثناء وأن الخسارة – لا سمح الله – ستكون على الجميع، وهذا يلزمهما بضرورة التفكير خارج الأطر التقليدية، وبشكل عاجل لإعادة صياغة العلاقة على ما كانت عليه في بداية العمليات، وهي العلاقة التي بموجبها يخوض اليمنيون معركتهم بأنفسهم، وبمساعدة التحالف، وليس العكس، وهذه هي العلاقة التي تحقق بسببها الإنجاز الأكبر ضد الانقلابيين الحوثيين خلال الشهور الأولى من العمليات العسكرية