تلقّت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، انتقادات جديدة جراء سوء إدارة معركة مأرب المصيرية ضد جماعة الحوثيين، فيما بدأت القوات الحكومية بإعادة ترتيب صفوفها في الجبهة الجنوبية واستعادة زمام الموقف، مستفيدة من دعم بشري تلقته من ألوية عسكرية سلفية قدمت من مدن الجنوب.
وبعد أيام من هجوم غير مسبوق شنته الأحزاب السياسية في مدينة مأرب، انتقد 25 برلمانياً، ما وصفوها بـ"اللامبالاة الحكومية" تجاه معركة مأرب، وعجز "الشرعية" عن تلبية احتياجات الجيش الوطني من العتاد والسلاح والمرتبات.
وطالب 25 من أعضاء البرلمان الموالي للحكومة الشرعية، الرئيس عبد ربه منصور هادي بـ"ضرورة التحرك العاجل لتوفير السلاح والعتاد للجيش الوطني من أية جهة كانت"، والذي سبق أن أوقف التحالف تسليح الجيش اليمني منذ مطلع العام الجاري.
وقال البرلمانيون في بيان رسمي مؤرخ بتاريخ أمس الجمعة، إن توفير الإمكانات للجيش اليمني "من صميم مسؤوليات الرئيس هادي في هذه اللحظة الفارقة والخطيرة".
وذكر البيان أن الجيش الوطني في مأرب "يخوض معركة الجمهورية لسنوات بما توافرت له من إمكانات شحيحة للغاية، وإن الجندي في الجيش الوطني يخوض المعركة ضد المليشيا الحوثية الإيرانية، في ظل مرتبات منقطعة وسلاح لا يمكن مقارنته بسلاح الخصم، الذي استولى عليه من معسكرات الدولة ومخازنها إبان انقلابه المشؤوم قبل نحو سبع سنوات"، في إشارة إلى جماعة الحوثيين.
وخلافاً للانتقادات الصادرة عن الأحزاب، التي شملت التحالف العربي، اقتصر هجوم البرلمانيين على الحكومة الشرعية فقط، في مقابل كيل المديح للتحالف، والإشادة بجهوده في إسناد المعركة الوطنية والجيش الوطني.
وجاءت الانتقادات البرلمانية، بالتزامن مع تطورات ميدانية جديدة، حيث يحاول الجيش اليمني استعادة زمام المعركة على الأرض وتنفيذ هجمات عكسية لاستعادة المواقع التي خسرها خلال الأيام الماضية في مديرية الجوبة.
وقالت مصادر عسكرية حكومية لـ"العربي الجديد"، إن الجيش الوطني وكتائب قتالية وصلت إلى مأرب من محافظة أبين، تمكنت من دحر الحوثيين من مناطق مختلفة في أطراف منطقة العمود وصحراء حريب.
وذكرت المصادر أن غالبية منطقة أم ريش ما زالت في قبضة القوات الحكومية، بما في ذلك قيادة معسكر اللواء 113 مشاة ميكا، وذلك بعد مزاعم للحوثيين بالسيطرة على هذه القاعدة العسكرية للقوات الحكومية.
وأكدت المصادر احتدام المعارك مساء الجمعة وفجر اليوم السبت في جبال الوشحاء والسواد محيط منطقة العمود، جنوبي مأرب، وذلك بغطاء جوي مكثف لمقاتلات التحالف.
وبفضل التعزيزات التي حصلت عليها، نجحت قوات الجيش اليمني في إبطاء الهجوم الحوثي الذي كان قد اقترب من سلسلة جبال البلق الاستراتيجية، آخر التحصينات الدفاعية الهامة في مدينة مأرب، عاصمة المحافظة التي تحمل ذات الاسم.
وتتمثل التعزيزات العسكرية الجديدة بكتائب من اللواء الرابع مشاة، الذي يغلب عليه الجناح السلفي، ويقوده العقيد علي ناصر العوذلي، حيث انخرطت تلك القوات على الفور في معارك جبهة العمود بالجوبة، جنوبي مأرب.
وقال العوذلي في بيان صحافي، في وقت مبكر من فجر اليوم السبت، إن مشاركتهم في معركة الجوبة والعمود تأتي بناءً على توجيهات الرئيس هادي، لكن من الواضح أن انخراط مجاميع سلفية في هذه الجبهة، يأتي رداً على الهجوم الصاروخي للحوثيين، الذي طاول مركزاً دعوياً الأسبوع الماضي، وأدى إلى مقتل وإصابة 29 شخصاً من منتسبي دار الحديث التابعة للسلفيين