اصفر تعز .. صقور وحضور مشرف

الأخبار I رياضة

 

يحق لتعز أن تفخر بفريق كرة قدم خرج من تحت الأنقاض فأصبح - بفعل تداعيات حرب سبعة أعوام - قضية رأي عام بل وحالة خاصة.

▪نادي الصقر بتعز لا يشبه كل الأندية اليمنية لا من حيث الوجع ولا من حيث جملة التحديات التي واجهته ، هو النادي الوحيد الذي تعرضت منشآته وملاعبه لقصف بري وجوي على مدى أعوام فتساوت بعض مبانيه بالأرض ثم جاء من حوّله الى معسكر فحرم الصقر - إدارة ولاعبين وجمهور من حقوقهم - واكثر من ذلك ان - المحتل - رفض الانصياع لحاجة تعز الى نادِ يقلب الموازين فيحول أتراح المدينة الى أفراح . 

 ▪عاشت فرق النادي بمختلف الألعاب شتاتاً وبح صوت الإدارة وهي تطالب بإستعادة مقر النادي وظن كثيرين أن الصقر الكبير فقد مخالبه وعلى وشك أن يصبح عصفوراً لاحول له ولاقوة .

▪الصقر الذي كان نداً قوياً لأندية محلية وعربية وحقق بطولات دوري عام وأحرز الذهب بجدارة ثم تحول من نادٍ مغمور في اليمن الى نادٍ نموذجي ، أدركت فرقاً عربية وزنه الحقيقي فأدرجته ضمن الحسابات المعقدة ، هل يعقل أن الصقر الذي حقق لنفسه مكانة مرموقة أن يخسر كل ما جمعه من دروع وميداليات في اول اختبار له ، هل يعقل أن نادٍ يرأس مجلس إدارته الشخصية المعروفة وصاحب الخبرة الإدارية وروح تعز وبهائها وداعم الرياضة رجل الأعمال الأستاذ شوقي أحمد هائل سعيد ويأتي من خلفه صاحب البصمات المشرقة وبوصلة الإنجازات والرجل الذي يعده الناس اللاعب رقم 1 في الفريق الكروي ، هل يعقل أن يصبح الصقر وهو بهذا الحجم عصفور بجناحين ضعيفين ؟

▪الاسئلة لم تنتهِ بيد أن الواقع يقول أنه بمجرد أن حان الوقت لإختبار القدرات عاد الصقر الى وعيه ومسح عن جناحيه الغبار وحلق عالياً ليثبت أن الصقر يمرض لكنه لايموت وأنه قادر على تجاوز أزماته والشاهد ان مشاركته في بطولة الدوري العام لهذا الموسم لم تكن مشاركة معنوية وإنما صحوة اولى وسيتبع ذلك تحليقاً - بإذن الله - يعكس الحالة التي بلغها الصقر صبراً وطموحاً وإرادة .

▪وصل الصقر - رغم ظروفه الصعبة - الى المربع الذهبي في منافسات الدوري العام وسيخوض يوم الجمعة القادمة مباراته أمام فريق وحدة صنعاء في سيئون للمنافسة على لقب بطل الدوري ، وقبل الخوض في تفاصيل المباراة ينبغي معرفة أن إدارة الصقر رأت في نقل الفريق الى صنعاء خياراً وحيداً حيث عملت على تجميع فريق كرة القدم بعد إعلان إتحاد الكرة لموعد البطولة بشهرين فقط ، تعز لم تكن مهيأة لتجميع اللاعبين فالصقر بلا نادِ وبلا ملعب وفرق عدن قاطعت البطولة لذا كان الخيار الوحيد عمل المعسكر في صنعاء وعلى الفور تم استدعاء المدرب المصري إبراهيم يوسف ليتولى تدريب الفريق - رغم قصر المدة - فحضر وبدأ تجميع اللاعبين ثم توفاه الأجل - رحمة الله تغشاه - وبالنظر الى الظروف المحيطة فإن الصقر خاض منافسات الدوري العام أمام فرق تخوض منافسات محلية طوال العام ولم يحدث لها أن سرّحت لاعبيها كما حصل في الصقر بسبب ظروف الحرب في مدينة تعز ، الفرق كانت جاهزة بدنياً ومعنوياً وعلى الرغم من ذلك شارك الصقر وكان بمستوى التحدي الى أن بلغ المربع الذهبي ، سيلعب أمام فريق الوحدة الذي عاد اليه ستة من نجوم فريقه وقد نشر إعلام نادي وحدة صنعاء الخبر التالي : وصل الى مقر البعثة الوحداوية في سيئون لاعبو المنتخب الأولمبي حمزة الريمي وعمار البيضاني ومحمد الطيري ومحمد البتول ونجمي منتخب الشباب عبدالرحمن الشامي وقاسم الشرفي. 

وقد انخرط النجوم الستة في تمارين الفريق من يوم الثلاثاء تحضيراً لمباراته أمام صقر تعز ..

ويشكل انضمام اللاعبين لقائمة الزعيم دفعة معنوية كبيرة للجهاز الفني والإداري وبقية أفراد البعثة سيما وأن تواجدهم سيعطي المدرب عادل التام حلولاً إضافية في مباريات المربع الذهبي خاصة امام الصقر .

انتهى خبر إعلام الوحدة وفي سياق التحدي ينبغي التذكير بإن الصقر اضطر الى تجميع لاعبيه مرتين ، المرة الاولى حين أعلن اتحاد الكرة موعد إقامة البطولة ثم الغى ذلك وكان الصقر قد استدعى المدرب المصري وبدأ العمل على تجميع اللاعبين وتفاجئ بقرار الاتحاد بالإلغاء وبعد عيد الأضحى عاد الاتحاد للإعلان عن موعد جديد للبطولة كان حينها المدرب المصري قد انتقل الى رحمة الله فاصطر الصقر الى إيجاد بديل وبدأ من جديد تجميع اللاعبين ، إن مشوار الصقر وبالنظر الى معاناته كان مشواراً قاسياً لكن إرادته في إعادة إنتاج نفسه كان سبباً كافياً للتحليق مرة اخرى .

▪فريق الصقر ليس حكراً للأستاذين شوقي ورياض وليس ملكاً لجمهور الصقر وإنما يمثل تاريخ وحاضر ومستقبل تعز والواجب على كل تعزي قلبه معلق بمحافظته إن يصطف مع الصقر ولايلتفت لنباح من أراد الإساءة لنادٍ يعرف حجم وقدر نفسه وليس بحاجة للدفاع عن تاريخه المرصع بالذهب ، إن من غطى صدره بنياشين الإنجازات لا يخشى نعيق احد .

▪مباراة الجمعة وإن كانت كبيرة وحاسمة إلا أن ثقة جمهور الصقر بجهازه الفني بقيادة فضل العرومي ونجومه الكبار لاحدود لها ، فاز الصقر أو لم يفز فيكفيه انه لم يدفن رأسه داخل ماسورة دبابة او سقط بقذيفة مدفع ، لقد قال كلمته ووصل الى المربع الذهبي بصلابة واقتدار والامل كل الامل ان يحرز بطولة جديدة يكون لها طعم الفرح في قلوب كل ابناء تعز .