أكد وزير الدفاع اليمني الفريق محمد علي المقدشي، أن المملكة هي الداعم الأساسي والتاريخي لليمن والسند للشعب اليمني في معركته المصيرية مع المليشيات الحوثية الإيرانية، وأن السعودية هي الدرع العربي الأول في مواجهة المشروع الإيراني العابر للحدود.
وقال المقدشي لـ«عكاظ» أثناء تفقده الجبهات في محافظة مأرب، إن المملكة تقف إلى جانب اليمن في التصدي لمساعي تحويله إمارة فارسية، وأرضية لتهديد أمن الملاحة الدولية، واستهداف المصالح العالمية في المنطقة، مؤكداً أن كل رصاصة تتصدى لمليشيات الحـوثي هي بندقيتنا وفي صف اليمن، مشيراً إلى أن اتفاق الرياض هو الاتفاق الجامع لتوحيد جهود كل القوى الوطنية لمواجهة المشروع الطائفي برعاية خاصة وكريمة من قيادة المملكة، وبتعاون ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، مطالباً بالضغط لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وخصوصاً الشق العسكري والأمني منه. وتحدث وزير الدفاع اليمني عن الموقف في الجبهات وتطلعات الشعب اليمني ومواضيع أخرى.. وإلى نص الحوار: • ندرك أن الحوار يأتي وسط ظروف بالغة الصعوبة، والكل، خاصة الشعب اليمني، يسأل: كيف حال اليمن اليوم؟
•• اليمن لم يعد سعيداً، منذ وضع الشيطان الفارسي يده على العاصمة صنعاء، وطالت جرائم المليشيات المناطق والمحافظات وتطاولت على رموز الوطن ورجالاته، واحتلت مؤسسات الدولة، واستحوذت على مقدرات البلاد ومواردها، وعلى أقوات الناس، وجعلت غالبية المواطنين تحت خط الفقر، واستباحت الحرمات، وانتهكت سيادة اليمن، ودمرت كل شيء جميل. سبع سنوات والشعب اليمني يقاتل ويناضل للحفاظ على هويته وعروبته واستعادة دولته وأمنه واستقراره، يقاوم بشجاعة وشموخ للتصدي للعدو الفارسي ومشروعه التوسعي، الذي يسعى لفرض الهيمنة الإيرانية على اليمن والمنطقة العربية، بثرواتها ومقدساتها وموانئها الحيوية.
ولن يكون حال اليمن آمناً مستقراً إلا بالخلاص من شرور إيران ومليشياتها وأطماعهما التخريبية.
معارك محتدمة جنوبي مأرب
• ماذا عن الجبهات المشتعلة جنوبي مأرب، خاصة أن الأخبار حولها متضاربة؟
•• منذ الأشهر الأولى لهذا العام والمعارك محتدمة في مديريات مأرب الجنوبية، لكنها اشتدت قبل شهرين، بعد أن استطاعت المليشيات الحوثية الإيرانية إحداث بعض الاختراقات في مناطق آهلة بالسكان والنازحين. هذه المحاولة جاءت بعد فشل اندفاعاتها نحو مأرب منذ مطلع العام الماضي وانتكاساتها المستمرة في الجبهات الغربية والشمالية الغربية لمأرب وفي مناطق محافظة الجوف. حشد العدو قواته وقدراته من سائر الجبهات ودفع بها نحو مأرب تحت دعم إيراني مباشر عسكرياً وإعلامياً وسياسياً، لكن بفضل الله استطاع الأبطال التصدي لتلك المحاولات وكسروا غرور الغزاة المعتدين الذين أخطأوا التقدير وظنوا أن مأرب ستكون سهلة، لكنهم يتجرعون الهزائم على أسوار المحافظة وخسائرهم موجعة مادياً وبشرياً.
• هل أنتم قلقون على أمن واستقرار محافظة مأرب؟ وهل لديكم مخاوف من سقوطها، تحت سيطرة المليشيات الحوثية؟
•• مأرب عصية على كل قوى الشر، وشواهد التاريخ قديما وحديثا تؤكد أن مأرب ستظل القلعة الحصينة التي تحطمت عليها أطماع الغزاة، وهي بجيشها وقيادتها ومقاومتها وأمنها وكل الأحرار المقيمين فيها تشكل أسواراً بالغة المناعة تقي مأرب خاصة واليمن عامة كل المؤامرات والمخططات المتربصة باليمن الأرض والإنسان.
معركة الصمود وجودية
• ما مصدر ثقتك؟
•• ثقتنا بالله أولاً، ثم بشعبنا وجيشنا وقيادتنا وعدالة قضيتنا في هذه المعركة الوجودية التي نخوضها ويساندنا فيها الأشقاء في التحالف العربي، وفي مقدمتهم المملكة التي تقف معنا في خط واحد دفاعاً عن الأمن القومي المشترك.
• كيف يمكن مضاعفة الجهود لتحرير المواقع من قبضة المليشيات الحوثية جنوبي المحافظة؟
•• قوات الجيش مسنودة بالقبائل والمقاومة الشعبية تبذل جهوداً جبارة وتقدم تضحيات غالية في سبيل استعادة كل شبر من تراب الوطن، وإعادة السيطرة على المواقع المهمة والاستراتيجية على امتداد المسرح العملياتي للجمهورية اليمنية، بدعم كبير من الأشقاء في التحالف العربي، وبمشاركة فاعلة من صقور الجو الذين يقدمون جهداً كبيراً في إنجاح المعركة.
• باعتباركم وزيراً للدفاع كيف تنظرون إلى أداء الجيش في مختلف الجبهات؟
•• الجيش هو المؤسسة الوطنية الصلبة التي تتحطم على تماسكها وصلابة بنيانها كل المؤامرات والدسائس. وتضحيات الجيش وأداؤه الوطني الفاعل تشهد له كل ذرات تراب الوطن وكل المخلصين من أبناء الأمة، والعمليات القتالية تسير وفق المعطيات الميدانية، صحيح أن المعارك تفرض نفسها لكن الأمور بخواتيمها وثقتنا أن الأبطال قادرون على فرض خياراتهم وتغيير المعادلة. والجيش الوطني يقاتل المليشيات الحوثية منذ احتلالها للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، ونحن كل يوم نودع الشهداء من القادة والأبطال، وجيشنا يتسلح بعقيدة يمنية عروبية صادقة وأبرز الضباط والقادة أفنوا أعمارهم وحياتهم العسكرية في مواجهة المشروع الإيراني الحوثي.
• وكيف هو تلاحم القبائل مع الجيش في مختلف ميادين القتال؟
•• القبائل اليمنية من أهم ركائز استقرار الوطن ومواجهة المشروع والمد الفارسي، وهي رافد أساسي وداعم رئيسي لوحدات المؤسسة العسكرية وعامل من عوامل قوة وصلابة النظام الجمهوري، والقبائل تقاتل إلى جانب الجيش وتقف في مقدمة الخطوط الدفاعية وتشارك بالمواقف الثابتة والوقفة الشجاعة للدفاع عن الوطن.
الجيش جزء من التحالف
• كيف هو مستوى التنسيق والتعاون بين التحالف العربي والقوات الشرعية؟
•• قوات الجيش الوطني جزء رئيسي من تشكيلات قوات التحالف العربي وتخضع لقيادة القوات المشتركة للتحالف في الجانب الاستراتيجي والتعبوي وتنفذ المهام وفق خطط وبرامج وتوجيهات القوات المشتركة.
• كيف تجدون انعكاس هذا التعاون في مواجهة المليشيات الحوثية الإيرانية؟
•• قوات التحالف العربي، بما فيها قوات الشرعية، جسد عضوي واحد، تعمل وفق خطط وبرامج وأهداف قيادة التحالف العربي، والمليشيات الحوثية وداعمتها الإيرانية عدو مشترك لكل أبناء الأمة العربية عموماً وعلى أبناء الجزيرة على وجه الخصوص، ومشروع المليشيات مشروع صراع وجودي لكيان الجزيرة العربية برمته، لذلك فإن العمل الواحد للجسم العربي في مواجهة هذا المشروع يؤدي إلى نتائج إيجابية وفاعلة في مواجهة هذا السرطان العفن في جسد الأمة.
معركة الطيران عامل حسم
• يشارك طيران «التحالف» في دعم الجيش اليمني.. كيف وجدتم تأثير الطيران ميدانياً؟
•• معركة الطيران أحد أهم عوامل الحسم في المعركة التي يخوضها الشعب اليمني ومعه قوات التحالف العربي ضد المليشيات الحوثية الإيرانية، ودور القوات الجوية العربية في المعارك الأخيرة أساسي في التصدي للمليشيات.
• بصراحة، لماذا يتمدد الحوثي في مساحات واسعة ومواقع حساسة؟
•• الحوثي لا يملك مقدسات أخلاقية أو قيماً إنسانية في إدارته للصراع، ويزج بأبناء الشعب اليمني بعوامل ضغط مختلفة ووسائل غير أخلاقية ويرتكز على دعم شيعي تتبناه إيران كدولة، وتسانده المجموعات الطائفية في العالم كله، وبعض الظروف ساعدت الحوثي على التفرغ لمأرب، أبرزها اتفاقية ستوكهولم والصراع الذي حدث في عدن، ساعدته على وقف الجبهات وتوجيه كل قواته على مأرب منذ بداية عام 2020.
تحويل المعركة من الدفاع للهجوم
• كيف يمكن تحويل مسار المعركة من الدفاع إلى الهجوم، وتحرير ما سيطرت عليها المليشيات الحوثية؟
•• هذه تخضع لخطط وبرامج قيادة التحالف العربي التي تحدد أولويات وطرق ووسائل المعركة، والعمليات الميدانية تجري بمسارات دفاعية وهجومية وفق الخطط التكتيكية والاستراتيجية المرسومة، وكما ذكرنا سابقاً أن الحوثي حشد كل إمكاناته إلى جبهة مأرب خصوصاً مع توقف بعض الجبهات، إضافة إلى أنه استولى على مقدرات الجيش اليمني وما يتلقاه من دعم إيراني من سلاح وتقنيات وخبرات، ومن يقود المعارك هو أحد قادة الحرس الثوري الإيراني المدعو حسن إيرلو، وقد كانوا يراهنون بأنهم سيصومون رمضان في مأرب، ولكن بصلابة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ودعم التحالف العربي استطاعت أن تكسر العدو على أطراف مأرب، وبإذن الله سيتم التحول للهجوم بعد أن تم امتصاص هجمات المليشيا.
• هل ترى أن المليشيات الحوثية استغلت الخلافات بين بعض المكونات اليمنية ما مكنها من السيطرة على بعض المديريات؟
•• تمثل الحركة الحوثية امتداداً لتاريخ الإمامة الأسود القائم على إثارة الفتن وتقسيم المجتمع اليمني، وبث روح الفرقة والانقسام والنفوذ من خلال هذه العوامل واستغلالها لتحقيق أهداف المليشيات في السيطرة على السلطة والثروة والمجتمع.
الخلافات بين القوى أساسه أوهام!
• هل من طريقة لتحقيق التقارب بين مختلف القوى اليمنية؟
•• الخلاف بين القوى اليمنية خلاف قائم على أوهام قامت بترسيخها المليشيات الباغية، ولا يوجد خلاف مبني على تباينات في المصالح، أو اختلاف في الأهداف، أو تباين في المعتقدات أو تنوع عرقي أو تاريخي داخل المجتمع اليمني، فالمجتمع اليمني كيان متماسك ومتناسق ولا يوجد به من نتوءات خبيثة إلا المليشيات الحوثية.
• الظرف صعب.. ما رسالتكم للمكونات اليمنية الفاعلة في المشهد اليمني؟
•• رسالتنا أن اليمن في أعناقنا جميعاً، وأن النظام الجمهوري هو عقيدتنا الوطنية التي لا تتزحزح، وأن النظام والوحدة حول بناء اليمن الاتحادي الديمقراطي، القائم على المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص في المغنم والمغرم، هو هدف كل القوى الوطنية الشريفة، ويمثل المصلحة الوطنية العليا لكل أبناء الشعب اليمني، وهذه اللحظة المفصلية تتطلب من الجميع توحيد الكلمة والجهد وتناسي الخصومات والعداوات، فأي خلافات سياسية في هذه المعركة الوجودية والخطر الحقيقي الذي يتهدد البلاد ليست إلا خدمة للعدو الحوثي الإيراني الذي يحمل الحقد على كل اليمنيين وكل العرب، ونواجه معركة حياة في وجه مشروع موت، لا مجال فيها للتنافس والخصومات والحسابات الضيقة.
نرحب بمشاركة قوات المقاومة
• البعض يرى أن قوات يمنية وطنية تتخذ مواقع آمنة وبعيدة عن الجبهات الساخنة، فلماذا لا يستعان بها في جبهات مأرب؟
•• تقسيم مسرح العمليات للجمهورية اليمنية قائم على أسس عسكرية مهنية، وكل وحدات القوات المسلحة تؤدي واجبها والمهام المناط بها بحسب خطط وتعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبدربه منصور هادي، وتعليمات وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، وعملية التدوير في المهام والمواقع تتم وفقاً لخطة عسكرية مكتملة، وتخضع لهذه الخطة كل وحدات ومناطق القوات المسلحة، ومعظم القوات مشاركة في المعارك، مثلاً المنطقة العسكرية الأولى مشاركة بقواتها وسلاحها في مواجهة الحوثي.
• ولكن هناك من يقول إن قوات المقاومة اليمنية بقيادة العميد طارق صالح غير مرحب بها من قبل الحكومة الشرعية.. كيف تردون؟
•• نحن نرحب بكل جهد يمني وعربي لمواجهة هذا المشروع الدخيل على اليمن، وقوات حراس الجمهورية هم من أبناء اليمن ورفاق سلاح، ونرحب بهم في الاشتراك في خندق الدفاع عن الجمهورية، وقد أعلن فخامة رئيس الجمهورية أن كل بندقية تقاتل الحوثي وكل رصاصة تقف في صف الجمهورية وتتصدى لمليشيات التمرد والإرهاب هي بندقيتنا، والوطن بحاجة لكل الأحرار ومعركة تحرير تحتاج مشاركة الجميع كل من موقعه؛ عسكرياً وسياسياً واعلامياً وفكرياً، وقد زارنا وفد من الساحل الغربي ورحبنا بهم وليس عندنا أي مانع من أن يشاركوا في العمليات سواء في جبهات مأرب أو في تعز أو أي مكان من الوطن.
• أذهب معك إلى الساحل الغربي وتحديداً الحديدة.. لماذا توقف تحرير هذه المحافظة؟
•• توقف العمليات القتالية في الحديدة فرضه اتفاق استوكهولم، والحديدة جزء عزيز وأصيل من الوطن الحبيب، ولن يبخل عليها أبناء الشعب اليمني بدمائهم وأرواحهم لتحرير كل شبر منها، وتجاوز كل العراقيل والخطط والمؤامرات التي تبقي هذا الجزء الغالي من وطننا تحت سطوة وعسف المليشيات.
اتفاق استوكهولم ضغط أممي
• وهل تعتقدون أن هذا الاتفاق سيحقق للشرعية أهدافها مستقبلاً المتمثلة في تخليص المحافظة من هيمنة الحوثيين؟
•• اتفاق استكهولم جزء من منظومة الضغط الأممي والدولي على الشرعية والتحالف العربي، ونحن العسكريين نلتزم بتوجيهات وتعليمات القيادة السياسية وقيادة التحالف العربي وعلى استعداد دائم لتنفيذ أي مهام في كامل مسرح الجمهورية اليمنية.
• لماذا لا يتم الإعلان عن التخلي عن اتفاق استوكهولم طالما يتعارض مع مصلحة الشعب اليمني؟
•• كل أبناء الشعب اليمني والقوى السياسية يرون في هذا الاتفاق إجحافاً وتصادماً مع المصلحة الوطنية العليا، لكننا ندرك أن القيادة السياسية ستتخذ بشأن هذا الاتفاق الموقف الصحيح في الوقت المناسب الذي ترى أنه يحقق مصالح الشعب اليمني.
• أقول هذا لأن مطالبات شعبية يمنية تؤكد ضرورة ذلك لأن بقاء المحافظات تحت سيطرة المليشيات الإيرانية يمكنها من إدخال المزيد من الأسلحة الإيرانية.
•• هذه المطالبات صحيحة، ومحل اهتمام القيادة السياسية التي تدرس الخيارات المناسبة حيال هذا الاتفاق، ونحن العسكريين على استعداد لتنفيذ الخيارات التي تختارها القيادة السياسية وتحقق مصالح الشعب.
• هل تعتقدون أن قوى دولية لا تريد للأزمة اليمنية أن تنتهي؟
•• بكل تأكيد أن تقاطع المصالح والأهمية الإستراتيجية لموقع اليمن الذي جعلها في محط الاهتمام من كل القوى الدولية المؤثرة، لكننا على يقين وثقة بحكمة قيادتنا وتلاحم شعبنا وعدالة ونبل القضية اليمنية أن نتجاوز الأخطار، بدعم أشقائنا في التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية والسعودية.
• أعود إلى محافظتي تعز والبيضاء ومديريات أخرى شهدت تراجعاً من قبل الجيش الشرعي، وهناك من يشير إلى خيانات.. كيف تردون؟
•• تعز والبيضاء، تمثلان رأس الحربة في مواجهة المشروع الطائفي منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، وظلتا على مدار التاريخ في مواجهة هذا المشروع الطائفي، ولذلك لا غرابة أن تستميت المليشيات الطائفية في التركيز على ضرب هاتين المحافظتين وإفراغ حقدها الدفين على أبنائها الذين يتواجدون في ساحات البطولة والفداء، ولا وجود لأي خيانات في مواجهة المشروع الفارسي، وأي نتائج للضغط هنا وهناك هي من مجريات الحرب ومن تاريخ المعارك، وبالنسبة للجبهات في محافظة تعز لم يحدث هناك أي تراجع، وقد شهدت الجبهات فيها في الآونة الأخيرة تقدمات في عدد من محاور القتال.
أطراف تغلب مصلحتها!
• لنضع النقاط على الحروف ونصادر الشائعات.. هل يتعرض الجيش الشرعي لطعنات من قوى يمنية؟
•• للأسف، الوضع الذي تعيشه البلاد سمح لبعض القوى والأطراف أن تحيد عن أهداف المعركة، وأن تغلب مصلحتها على المصلحة الوطنية، وهذا بالتأكيد أثر على سير العمليات القتالية الجارية على الأرض، وانعكس سلباً على جهود تمكين سلطات الدولة من بسط نفوذها والقيام بواجباتها الوطنية، وهذه المعارك الجانبية على كل المستويات ساهمت في تشويش وتضليل المجتمع في الداخل والخارج، وأثرت سلباً على أداء الحكومة وتماسك الصف الجمهوري وامتد تأثيرها إلى المقاتل في الميدان وأتاحت للعدو بعض الفرص للتنفس على حساب القضية الوطنية والعربية.
• الشعب يسألكم وسط مخاوف من سقوط مأرب.. هل ما زالت صنعاء وجهة لكم؟
•• وجهتنا ووجهة جميع الأحرار هي صنعاء، نحن ندافع عن مأرب وعيوننا على صنعاء وصعدة، ولن تقف المعركة مهما كانت التضحيات أو بلغت تكلفتها إلا على عتبات القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء قلعة الجمهورية ومركز السيادة، وندرك أن معركة مأرب هي محطة من محطات استعادة الجمهورية التي ستكون محطتها الأخيرة في عاصمة اليمن الموحد وسيدة مدائن الأرض صنعاء الحضارة والعراقة والتاريخ.
لقد قطعنا على أنفسنا عهدا لا رجعة فيه، أننا سننتصر لمبادئ الجمهورية بدمائنا، وأن مأرب عهد في أعناقنا دونه الموت، وأن صنعاء هدفنا الأسمى الذي لن يمنعنا الوصول إليه مانع مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن فإنه يهون في سبيل الوطن والأرض والكرامة، ندرك أن هذه الاندفاعة الواهية للباطل الفارسي وعملائه وأعوانه إلى زوال، فالشعب اليمني لن يخضع للغزاة المحتلين ولن يسمح بتجريف هويته وتاريخه وتدنيس أرضه وحضارته وتفخيخ أجياله ومصادرة حقوقه وحرياته وثوابته، وكل وطني غيور لن يرضى أن يبقى رهينة للعدو الحاقد وأوهام الاستعباد، ولن يقبل أن يتسيد الأجنبي على أهلنا الأحرار بأكاذيب الولاية المزعومة ومشاريع الحكم بالسيف والسلاح، فاليمنيون كانوا أهل الشورى والديمقراطية والتعايش منذ آلاف السنين.
• يسألونكم.. كيف يمكن استعادة الشرعية لكامل التراب اليمني؟
•• الشرعية وسيلة دستورية للشعب اليمني وهي تمثل مصالحه وتحمي الأسس الدستورية القائمة على وحدة وسلامة اليمن وحماية كامل التراب الوطني، وهي تقوم بدورها وفقاً لأقصى الإمكانات المتاحة في استعادة وتحرير كامل التراب الوطني وإعادة السيادة للشعب، وجميعنا يؤمن أن صولة الشر ومليشياته قصيرة، وأن ثمن هذه التضحيات التي تسيل كل يوم لن تذهب هدراً، وأن الارتدادات الطارئة للبغاة ستنقلب عليهم وتكون عليهم وبالاً ونكالاً.
المملكة صمام الأمان لليمن
• قالت القيادة السعودية إن المملكة لن تسمح أن يكون اليمن تحت الهيمنة الإيرانية.. ماذا يعني لكم ذلك؟
•• يمثل اليمن العمق الاستراتيجي الحيوي للأمة العربية، وبشكل أكبر وأوسع للمملكة العربية السعودية، وكذلك تمثل المملكة صمام أمان للجمهورية اليمنية، وهذا الترابط الاستراتيجي صنعته الجغرافيا وتحميه واحدية الهدف وأواصر القربى والتلاحم بين الشعبين اليمني والسعودي.
• وكيف تجدون دعم المملكة عسكرياً واقتصادياً وإنسانياً؟
•• المملكة هي الداعم الأساسي والتاريخي لليمن، وهي السند للشعب اليمني في معركته المصيرية مع المليشيات الحوثية الإيرانية، وهي الدرع العربي الأول في مواجهة المشروع الإيراني العابر للحدود، والمملكة تقف إلى جانب اليمن في التصدي لمساعي تحويل اليمن إمارة فارسية وتحويلها إلى أرضية لتهديد أمن الملاحة الدولية واستهداف المصالح العالمية في المنطقة.
• تلتقون دائماً بالقيادة السعودية.. حدثنا عن هذه اللقاءات، وماذا يناقش خلالها؟
•• هي لقاءات أكثر من أخوية وقائمة على تنفيذ الأهداف السامية، ومناقشة الوسائل والآليات في مواجهة المشاريع والأخطار المهددة لكيان البلدين وللأمن القومي العربي.
اتفاق الرياض يوحد الجهود
• كيف تنظرون إلى اتفاق الرياض؟ وما هي أهميته، وهل ترون أنه الضمانة الحقيقية لأمن واستقرار اليمن؟
•• اتفاق الرياض هو الاتفاق الجامع لتوحيد جهود كل القوى الوطنية لمواجهة المشروع الطائفي برعاية خاصة وكريمة من قيادة المملكة العربية السعودية، وبتعاون ومشاركة فاعلة من الإخوة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن نؤمل من الأشقاء الضغط لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وخصوصاً الشق العسكري والأمني منه.
• ولكنه لم يستكمل.. كيف تعلقون؟
•• كل الأهداف الوطنية النبيلة تواجه صعوبات وعراقيل، وبالجهود المخلصة والنوايا الطيبة والرعاية الكريمة من الأشقاء في المملكة، سنتجاوز كل العراقيل وسنصل إلى التنفيذ الكامل للاتفاق.
• لكم أن توجهوا رسائل رسمية وشعبية.. ماذا تقول من خلالها؟
•• نوجه الرسالة الأولى إلى قيادتنا السياسية والعسكرية؛ ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه الفريق علي محسن صالح: ثقوا بأن قواتكم المسلحة ستبقى الركن الصلب لحماية الوطن والحفاظ على مكتسباته، ويقع على عاتقها واجب استكمال معركة استعادة الدولة ومؤسساتها ومواجهة مليشيا الإرهاب والتطرف.
الرسالة الثانية لأبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل: أنتم صناع المجد وبناة التاريخ وامتداد الأصالة، منكم نستمد العزائم وبدمائكم سيعود اليمن حراً وأبياً.
الرسالة الثالثة لأبناء الشعب اليمني: الالتفاف حول مشروع الجمهورية الذي يمثل رمز كرامة وحرية اليمنيين جميعاً. ولن يهدأ لنا بال إلا بتحرير صنعاء وصعدة وتطهير كل شبر من تراب الوطن لتعود لليمن سعادته وسيادته وسلامته في بحره وبره وسمائه ويعود لمحيطه العربي ومكانته الحضارية بين جيرانه.
الرسالة الرابعة لأشقائنا في التحالف العربي: نحن في خندق واحد للدفاع عن وجود الأمة، والانتصار للمشروع الحضاري العربي، وسيسجل التاريخ بأحرف من نور أنكم كنتم في صدارة التصدي لهذا المشروع المهدد للأمة العربية والإسلامية.
الرسالة الأخيرة لأهالينا في صنعاء والمناطق التي لا تزال خاضعة للاحتلال الغاشم: التمسك بالهوية والثوابت مهما تمادت مليشيا الحقد في جرائمها وانتهاكاتها ومهما تمادت في القمع والقتل والانتقام ومهما كشفت عن قبحها فمصيرها العار والزوال، وندعوهم بألا يسمحوا للحوثي أن يدفع بأولادهم إلى الهلاك والموت لخدمة من يريد استعبادهم والعودة باليمن إلى العصور القديمة، وليعلموا أننا نقاتل من أجلهم ومن أجل كرامتهم وحريتهم